الرسالة نت - شيماء مرزوق
يسود الترقب الشارعين المصري والعربي بانتظار ما ستفرزه اول انتخابات حرة ونزيهة تجريها الشقيقة الكبرى, بينما تنظر القضية الفلسطينية لانتخابات مصر على انها تدشين لمرحلة جديدة من الصراع العربي (الاسرائيلي) الذي شهد غياب مصر لأكثر من ثلاثين عاما, استفرد خلالها الاحتلال بالشعب الفلسطيني وارضه ومقدساته, دون ان يحرك النظام المصري السابق ساكناً.. وعلى الرغم من عظم الازمات الداخلية التي تعانيها القاهرة الا ان معظم الاحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات وضعت فلسطين على سلم اولوياتها.
خلت تماماً
ويرى الصحفي المصري إبراهيم الديراوي في حديث لـ "الرسالة نت " أن القضية الفلسطينية ستبقى من أولويات المصريين لأنها جوهر الصراع في المنطقة، وحلها يعني انهاء نصف مشاكل العالم، مضيفا أن تلك القضية تحتاج إلى رؤية جديدة بعد فشل مئات الرؤى الماضية.
وأوضح الديراوي ان فلسطين حاضرة بقوة لدى كل الاحزاب المصرية لكنها كامنة في البرامج الانتخابية, لكونها قضية محورية ومركزية, مشيرا إلى أن غياب القضية الفلسطينية في الماضي سببه النظام المصري السابق الذي جعل المواطن المصري لا ينظر سوى تحت قدميه.
ولفت إلى أن الشارع المصري سيجبر الجميع على التعاطي مع فلسطين وخاصة حصار غزة, مشدداً على ان اول حزب سياسي سيطرح في برنامجه فلسطين كقضية مصرية سيكون الاول عند الشعب المصري لان الجميع متعطش لان يقدم لفلسطين ما لم يقدمه نظام مبارك.
واعتبر الديراوي انه كان من الافضل لكل الاحزاب ان تضع فلسطين في اولويات برنامجها الانتخابي لأنها رافعة لكل الاحزاب, منوهاً إلى انه بعد الانتخابات ستكون القضية على سلم اولويات كل القوى السياسية الفاعلة, وستجبر على التعامل معها.
واعتبر ان القضية الفلسطينية هي الرابح الاكبر من التغيرات على الساحة المصرية, مشيرا الى ان رحيل مبارك انجز العديد من الملفات العالقة وأهمها صفقة وفاء الاحرار وانجاز المصالحة, لافتا الى ان الشارع العربي يتظاهر لصالح القضية على الرغم من الازمات الداخلية التي يعانيها.
لا اختلاف عليها
بدوره، أكد محمد البلتاجي عضو حزب الحرية والعدالة، ان القضية الفلسطينية محل اجماع وطني لدى كل الاحزاب وخاصة التيار الاسلامي والقومي, حيث لا يوجد تعارض او اختلاف عليها, موضحا ان حزبه كان واضحا منذ البداية في مواقفه الداعمة لفلسطين.
وأشار الى ان فلسطين حاضرة في وجدان الاحزاب الاسلامية والتي ترفض كل اشكال ممارسات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني, لافتا إلى ان الحكومة المصرية الجديدة ستحاول جاهدة خدمة الفلسطينيين.
ونوه الى ان الشارع المصري نظم العديد من المظاهرات بسبب الموقف الحكومي السابق من فلسطين.
من ناحية أخرى يرى محللون سياسيون أن الانتخابات التي تجرى في مصر لأول مرة بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك ستصب في مصلحة القضية الفلسطينية وخاصة حركة حماس سواء فاز الاخوان المسلمون بها أم لا, حيث يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر مخيمر أبو سعدة "ستنعكس تلك الانتخابات بشكل ايجابي على حماس لأنها فرع من حركة الاخوان المسلمين، وتدرب معظم قادتها في مصر, مشيرا إلى ان فوز الاخوان يعني اتساع الدعم المصري لغزة وللفلسطينيين.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية من جامعة الازهر ناجي شراب أيضاً مع سابقه، مشيرا إلى أن حماس "ستدشن علاقة مختلفة جدا مع مصر وربما ستعترف الحكومة المصرية بحماس وترفع القيود المفروضة على معبر رفح الحدودي".
واتفق المحلل السياسي وليد المدلل مع ناجي وشراب، حيث قال " اذا انتخب لمصر حكام يمثلون الشعب فإنهم سيدعمون القضية الفلسطينية".