قائمة الموقع

الفقر يحط رحاله في منزل أبو أحمد

2011-12-03T10:50:49+02:00

الرسالة نت - أمل حبيب

بيتهم الاسبستي كان شحيح الدفء كما هو حال أحلام أطفالهم التي لا تتعدى لعبة جميلة.. فبمجرد دخولك لمنزلهم ستشاهد لوحة ممزوجة بالألم والحرمان.. جدران متشققة.. أرض مائلة كوضعهم المأساوي.. جحور القوارض تؤنسهم في ليلهم الشتوي الطويل.

تقطن عائلة أبو أحمد المكونة من عشرة أفراد في منزل لا يتعدى الخمسين مترا, تغطيه ألواح الزينقو المتآكلة التي تشع سخونة ولهيبا بالصيف.. وتسرب مياه الأمطار شتاء.

"والله بخاف باليل" هي كلمات نطق بها وجع أم أحمد التي تشعر بالقلق عندما يحل المساء فحركة القوارض تدب الذعر في قلوب صغارها, اضافة الى خوفها من الامطار المتساقطة فوق رؤوسهم, أما بالنسبة للجدران فتصدعت من لطمات الرطوبة.

زوجها أبو أحمد كالغائب الحاضر فجسده الهزيل ممدد على فراش المرض بعد أن تدهورت حالته النفسية فتقوقع في احدى غرف المنزل تاركا خلفه عائلة بحاجة للرعاية والدعم المادي والمعنوي.

ويفضل الوالد العزلة عن العالم.. شارد الذهن طوال الوقت وان تكلم أحدهم عن سوء الحال يشتاط غضبا ويبدأ بتكسير ما حوله.

أما أحمد -18 عاما- أنهى المرحلة الثانوية ولكن عليه اعادة في بعض المواد وكان يحلم في دخول الجامعة , ولكن والدته تقول له دوما: من وين بدك تعيد المواد (...) مصاريف الجامعة كثيرة واحنا مش قدها.

عيون أم أحمد الحزينتين كانت تنظر الى التلفاز المعطل منذ أكثر من سنة وما زالت أحلام طفلها الصغير محمود بأن يتابع أفلام الكرتون ويستمع لأناشيد طيور الجنة, ثم خانتها دموعها فقالت وهي تمسحها :" فش تلفزيون .. والثلاجة ودعت من كثر ما صلحناها والغسالة بتبات عند المعمر أكثر من وجودها بالبيت".

لامت أم أحمد على الجمعيات الخيرية التي أوصدت أبوابها في وجهها لأنها ليست أرملة ولا تربي أيتاما, قائلة :" عمري ما حبيت ألف على جمعيات ومؤسسات خيرية , بس وضعنا الصعب خلاني أروح ", وتضيف :" ما رضيوا يقدمولنا اشي أو يسجلونا لأني مش أرملة (...) يا ريت يشوفوا وضعنا ويحكموا".

رائحة الحرمان كانت تفوح من أرجاء المنزل , فالحمام لا تستره سوى قطعة قماش وكذلك حال المطبخ , ولا يوجد بالأخير رفوف لوضع الأواني وكل شيء مستوي بالأرض.

تحلم أم أحمد أن تصلح التلفاز لأطفالها, وأن تمتلك ثلاجة جديدة وغسالة , أما حلمها الأكبر أن ترمم منزلها ويصبح له سقف يغطيه ليحميهم من لسعات حر الصيف وبرودة الشتاء وأمطاره التي تغرقهم.

أما أحمد فما زال يحلم بإعادة الثانوية العامة للالتحاق بالجامعة بالرغم من كل الظروف السيئة المحيطة به, فهو يؤمن بأن أهل الخير والعطاء كثر.

هو نداء استغاثة للجمعيات الخيرية والمسؤولين للتوجه الى منزل عائلة أبو أحمد ورؤية الألم والحرمان بأنفسهم.

 

اخبار ذات صلة