غزة - الرسالة نت
حصل "فتحي حماد" وزير الداخلية والأمن الوطني، صباح الأحد، على درجة الماجستير في التاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة، وجاءت الرسالة بعنوان "العيون والجواسيس في بلاد الشام في العهدين الزنكي والأيوبي (522م - 648 هـ / 1128هـ - 1250م).
وحضر مناقشة الرسالة التي عقدت في مبنى طيبة بالجامعة، قادة الأجهزة الأمنية ومدراء الإدارات والهيئات المركزية في وزارة الداخلية وقادة من الفصائل الفلسطينية ولفيف من ذوي الوزير وعائلته وحشد كبير من أكاديمي وطلبة الجامعة.
وشارك من الجامعة ممثلاً عن لجنة المناقشة كل من الأستاذ الدكتور رياض مصطفى شاهين مشرفاً ورئيساً للجنة والأستاذ الدكتور نعمان جبران مناقشاً خارجياً من كلية التاريخ بجامعة اليرموك في الأردن، والدكتور يوسف الزاملي مناقشاً خارجياً والدكتور فرج الحسيني مصري الجنسية ويعمل أكاديمياً في قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية.
ورحب الأستاذ الدكتور رياض شاهين رئيس ومشرف لجنة مناقشة رسالة الماجستير في بداية كلمته بعميد الدراسات العليا في الجامعة الأستاذ الدكتور فؤاد العاجز والحضور.
وتناول شاهين رسالة الماجستير التي تقدم بها الوزير حماد، مشيراً إلى أنها درست العمل الاستخباراتي للعيون في التاريخ الإسلامي ورسمت بكل وضوح معالم تطور الفكر التنظيمي وتقديراته العملية في حقل يعد من أكثر الحقول حساسية وصعوبة في البحث.
واستعرض شاهين نشاط الاستخبارات والبناء الهرمي لقيادتها وهيكلها التنظيمي وحرص الدول على إحاطة هذه العملية بالسرية والكتمان.
وقال شاهين :"لا غرابة أن نجد دراسات تكشف مغاليق هذه المؤسسات الأمنية الحساسة لعدم توفر مادة تاريخية ومصادر إسلامية وأجنبية كاملة ووافية".
ولفت رئيس لجنة مناقشة الرسالة إلى أن الباحث حماد بذل جهداً كبيراً في تجميع المعلومات القليلة المتناثرة في الكتب واستطاع تجاوز هذه المشكلة والخروج بهذه الدراسة التي تخدم العلم والطلبة".
وأضاف شاهين "حاول الباحث الترجمة لكثير من المصطلحات الأمنية والعسكرية لذلك العصر وهو أمر ليس بالهين ويعطي هذا الأمر حسناً كبيراً في اختيار موضوعات دقيقة مهمة".
وتسلط الدراسة الضوء على حقيقة العمل الاستخباراتي في الدولة الإسلامية وتبرز عمل العيون والجواسيس خلال فترة الصراع الإسلامي مع الفرنجة "الصليبيين" الذي امتد لـ120 عاماً متواصلة، وكذلك التعرف على أقسام عمل العيون ودراسة أهميتهم في العهدين الزنكي والأيوبي واستعراض الوسائل والأساليب المختلفة لعملهم في تلك الفترة.
وتبنت الدراسة المنهج التحليلي كمنهج رئيس، وأثارت تساؤلات حول أهداف المشكلة ومناهج البحث العلمي المتبعة وأهم المصادر والمراجع والفهارس في الدراسة.
من جانبه، تناول الوزير حماد أقسام وفصول دراسته ورسالته بدءاً بالفصل الأول والمحاور الرئيسة والتاريخية لكل قسم وتقديم الاستعراض التاريخي لعمل الجواسيس والعيون منذ عهد النبوة والخلفاء الراشدين من بعده.
وأشار حماد إلى أن الرسالة تضمنت وحدات عدة منها الشيفرة والاستقطاب السياسي والترجمة والكمائن وغيرها من الوحدات العلمية المهمة.
وتحدث الوزير حماد عن نتائج دراسته وتناولها وجود تنظيم واضح لعمل العيون في العهدين المذكورين وإنشاء ديوان فريد لهذا النوع ووحدة الحمام الزاجل لنقل المعلومات بأقصى سرعة وتنفيذ عمليات الاستطلاع بقوة والحصول على المعلومات بالقوة المطلوبة كذلك.
وأوصى حماد في ختام عرضه رسالته للتوسع في دراسة العمل الأمني والتعمق في الدراسات التحليلية.
وشكر وزير الداخلية كل من ساهم في إخراج الدراسة لحيز الوجود، خاصة مشرف الرسالة الأستاذ الدكتور رياض شاهين، كما شكر كل الأساتذة أعضاء لجنة المناقشة لما بذلوه من جهد وشكر رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور كمالين شعث ورئيس مجلس أمناء الجامعة المهندس النائب جمال الخضري.
وأهدى الوزير حماد رسالته لوالديه خاصة والدته وزوجاته وأبنائه وللشهداء والأسرى المحررين وعلى رأسهم شقيقه المحرر مجدي حماد وشقيقيه الشهيدين حسام ويحيى ولقيادة حركة حماس والحكومة ممثلة بدولة رئيس الوزراء الدكتور إسماعيل هنية وكافة الوزراء وقادة وأركان وزارة الداخلية وكافة منتسبيها وأفرادها وشهداءها وعلى رأسهم مؤسس الوزارة الشهيد الوزير سعيد صيام.
من ناحيتهم، استعرض الأساتذة المشرفون على مناقشة البحث داخلياً وخارجياً ايجابيات وسلبيات الدراسة وتناولوا بعض الملاحظات عليها وأشادوا في ختام ملاحظاتهم بالرسالة وبذل الباحث كل جهده في إتمامها والوصول لمصادر معلوماتها.
والوزير فتحي حماد من مواليد مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة عام 1951م، هجرت عائلته من قرية بربرة شمالي الأراضي المحتلة إبان نكبة عام 1948م.
وأتم حماد دراسته الأساسية في مدارس مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، وحصل على شهادة الثانوية العامة عام 1979 من مدرسة الفالوجة الثانوية ليحصل بعدها على دبلوم الرسم الهندسي من معهد قلنديا برام الله عام 1982م ودرجة البكالوريوس في تخصص خدمة اجتماعية من جامعة القدس المفتوحة عام 2006.
واعتقل حماد 6 سنوات في سجون الاحتلال وخرج منها ليعتقل في سجون السلطة عام 1996.
وتقدم لمناقشة رسالة الماجستير في قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية بغزة بهدف الحصول على الدرجة العلمية.
وشارك حماد في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 عن كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية، وتقلد عدة مناصب من أبرزها رئيس مجلس إدارة شبكة الأقصى الإعلامية ووزير الداخلية والأمن الوطني في الحكومة الفلسطينية خلفاً للوزير الشهيد سعيد صيام الذي ارتقى في معركة الفرقان مطلع عام 2009.