في حوار خاص

الحية: الإجراءات على الأرض ستحدد مسيرة المصالحة

الرسالة نت - شيماء مرزوق

أكد القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس د. خليل الحية أن حركتي فتح وحماس اتفقتا -خلال لقاءاتهما- على تفعيل المقاومة الشعبية، وبخاصة في الضفة الغربية المحتلة في المرحلة المقبلة, "كما جرى الاتفاق على وضع جداول زمنية لتنفيذ اتفاق القاهرة".

وأشار الحية إلى أن الحركتين ستلتقيان للتباحث في تقييم ما تم إنجازه ومتابعة تنفيذ اتفاق المصالحة، لافتا إلى أن الإطار القيادي لمنظمة التحرير سيلتقي لإنجاز ثلاث مهام، "الأولى تنفيذ المصالحة بالكامل, والثانية وضع لجان لترتيب كل الملفات, والأخيرة إصلاح وضع المنظمة".

واعتبر أن القضية الفلسطينية تقف -الآن- أمام دوائر جديدة اختلفت عن الماضي، "وأمام حالة إقليمية ودولية جديدة, وخصوصا في ظل المتغيرات الجذرية التي تمر بها المنطقة"، معتبرا في الوقت نفسه أن فوز الإخوان يؤكد أن لها -الجماعة- رصيدا كبيرا في الشارع المصري.

تقييم الإنجازات

وفي هذا السياق أكد د. الحية أن لقاء خالد مشعل -رئيس المكتب السياسي لحماس- بمحمود عباس -رئيس السلطة- تم في جو من التفاؤل والمسؤولية, "إذ جرى الاتفاق على دعوة لجنة إعادة تفعيل منظمة التحرير وتطويرها باعتبارها إطارا قياديا للاجتماع في الثاني والعشرين من ديسمبر الجاري، أي بعد يومين من اجتماع شامل لجميع الفصائل من أجل تدارس الشأن الفلسطيني".

وأوضح أن الحركتين ستلتقيان -قبل ذلك- لتقييم ما أنجز منذ اللقاء ومتابعة تنفيذ اتفاق القاهرة, مشيرا إلى أنهم اتفقوا على وضع جداول زمنية لتنفيذ الاتفاق, "وبخاصة فيما يتعلق بقضية المعتقلين السياسيين في كل من الضفة وغزة, إذ أعطى الرئيس عباس وعدا بإنهاء هذا الملف خلال أيام, وهذا ما سيحقق مصداقية للمصالحة على أرض الواقع.. بالإضافة إلى تنفيذ كل ما اتفق عليه سابقا".

وقال الحية: "اتفقنا على تفعيل المقاومة الشعبية بالضفة كإحدى الوسائل المتاحة إلى جانب المقاومة المسلحة للحفاظ على الشعب الفلسطيني من أي عدوان متوقع", مضيفا: "حماس تمارس المقاومة الشعبية منذ الانتفاضة الأولى وحتى اليوم, وجرى الاتفاق والتأكيد عليها في وثيقة الوفاق الوطني".

وأوضح أن الاتفاق على تفعيل المقاومة الشعبية لا علاقة له بالتهدئة القائمة بين غزة و(إسرائيل), مؤكدا أن حماس تدير التهدئة بتوافق وطني، "وبما يخدم المصلحة الوطنية".

ولفت إلى أن لقاء "مشعل عباس" قد أكد أن الفلسطينيين يريدون أفعالا لا أقوالا, مشيرا إلى أن الإجراءات على الأرض هي التي ستحدد مسيرة المصالحة.

واستطرد: "المصالحة مرهونة بالنية الصادقة، وهذا ما لمسه الجميع في اللقاء الأخير, إذ ستستمر الاتصالات مع حركة فتح", موضحا أن ملف الحكومة تم الحديث فيه.. "ولم ينته، وسيستكمل في اللقاءات المقبلة".

تهيئة الأجواء

وعن ملف الانتخابات أعلن القيادي في حماس أن موعد الانتخابات سيكون في الرابع من مايو المقبل، مشيرا إلى أن تنفيذها يتطلب تهيئة الأجواء المناسبة لها، "وإلا فسيكون تنفيذها صعبا"،  قائلا: "نحن في الحركة بدأنا الاستعداد لها".

وشدد على ضرورة أن ينعقد الإطار القيادي لمنظمة التحرير لإنجاز ملفات ثلاثة، "وهي: تنفيذ المصالحة بالكامل, ووضع لجان لترتيب كل الملفات العالقة, وإصلاح منظمة التحرير"، مؤكدا أن الحركة ملتزمة بهذه المهمات.. "حتى تبدأ الانتخابات".

وتوقع الحية أن يمارس عباس صلاحياته في المنظمة حتى تجتمع كل الفصائل وتقول كلمتها بشأن وضع المنظمة، وأوضح أنهم لمسوا جدية فتح في المصالحة والشراكة السياسية خلال لقاء القاهرة الأخير، "لكن حماس تريد إجراءات على الأرض"، متابعا: "سنبذل كل جهدنا لتأمين المصالحة، ونأمل من مصر أن تكون متابعة وحاضرة لكل شيء".

وأضاف أن الموقفين الأميركي و(الإسرائيلي) يجب ألا يكونا عقبة أمام إصرار شعبنا على إنجاز المصالحة, "ونحن مستعدون لدفع أي ثمن للوحدة دون المس بثوابت شعبنا".

واعتبر أن القضية الفلسطينية تقف -الآن- أمام دوائر جديدة اختلفت عن الماضي، "وبخاصة مع وصول برنامج التسوية لطريق مسدود, وهذا ما جعل برنامج المقاومة أكثر قبولا واحتضانا من الشعب، لأن (إسرائيل) لم تعط شيئا رغم كل جولات المفاوضات".

وأكد الحية أن التغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة تصب في مصلحة القضية الفلسطينية؛ "لذلك يجب دراستها جيدا من المنظمة والفصائل؛ لوضع إستراتيجية فلسطينية جديدة تتناسب مع هذه المتغيرات".

وعلق الحية على فوز "الإخوان المسلمين" في الانتخابات المصرية بالقول: "الشعب المصري أصر على الانتقال السلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية رغم كل الأزمات الداخلية التي يمر بها الوضع في مصر", مقدما تهانيه لحزب الحرية والعدالة الذي حصد 40% من نتائج المرحلة الأولى في الانتخابات البرلمانية المصرية الأولى بعد ثورة 25 يناير، "وهذا يؤكد أن الإخوان لهم رصيد قوى في الشارع المصري".

البث المباشر