قائمة الموقع

البردويل: حماس "عنواناً للربيع العربي"

2011-12-12T08:47:11+02:00

الرسالة نت- فايز أيوب الشيخ

ليس من قبيل الصدفة أن تشيد حركة حماس لمهرجانها المركزي في ذكرى انطلاقتها الرابعة والعشرين منصة تجسد المسجد الأقصى المبارك وترمز للثورات العربية والثوابت الفلسطينية (المقاومة والأسرى والعودة والقدس).

فقد جاء تجسيد اللوحة الفنية لمسرح المهرجان بمقر الكتيبة الخضراء بغزة، ليعطي رسالة أن الثورات العربية تتجه نحو تحرير القدس.

يذكر أنه على وقع احتفال حركة حماس بانطلاقتها، تحقق الحركات الإسلامية في العديد من البلدان العربية تقدماً كبيراً في الانتخابات البرلمانية التي جاءت هذه المرة نزيهة كثمرة للربيع العربي، لتفتح آفاقاً جديدة للنجاح وإمكانات تحقيق قفزات نوعية في مسيرة البناء الداخلي ومواجهة المحتل الغاصب.

"الرسالة نت" وقف مع د. صلاح البردويل -عضو المكتب السياسي لحركة حماس-، على أهم ما يميز احتفال الحركة في انطلاقتها هذا العام، وخاصة في ظل المتغيرات والثورات العربية،

عنوان للربيع العربي

وذكر البردويل أن مما يزيد الحركة فخراً - في هذه المرحلة بالذات- أنها كانت "عنواناً للربيع العربي" بعد أن أصبحت حماس رائدة وقائدة لمشروع وطني قومي إسلامي كبير"، وفق تعبيره.

وقال: "يشهد أصحاب الثورات العربية أن لانتفاضة حركة حماس دورا كبيرا جداً في إشعال هذه الانتفاضات الشعبية التي ثارت على الظلم وقمع الأنظمة الظالمة، مشيراً إلى أن أكثر ما حرك الشعوب العربية هو "تخلف أنظمتها عن نصرة القضية الفلسطينية والقدس وتخليهم عن تحرير الأرض العربية والأسرى الفلسطينيين". 

ويؤكد البردويل أن فوز الأحزاب الإسلامية سيكون له انعكاسات إيجابية على طريق نصرة القضية الفلسطينية.

وأضاف: "إن التيارات الإسلامية كانت مخفية نظراً لسياسة القمع والتعتيم الإعلامي وظلم الأنظمة العربية، وحينما تم عزل أنظمة القمع ظهرت الأحزاب السياسية على السطح".

وتابع: "لقد ثارت الشعوب العربية غضباً على الأنظمة التي لم تُنصف الشعب الفلسطيني وكانت أول عبارة لهم الشعب يريد إسقاط الرئيس والنظام، وفي اليوم التالي لنجاح الثورات كان شعارهم الشعب يريد تحرير فلسطين".

القضاء على حماس..!

وفي أكثر من مناسبة عبرت مصادر أمنية (إسرائيلية) عن خيبة أملها في إضاعة ما زعمتها "فرصة كبيرة لتصفية حركة حماس في قطاع غزة قبل اندلاع الثورات العربية"، مشيرة-تلك المصادر- إلى أن غزة تتحول بصورة تدريجية كما جنوب لبنان من ناحية التسليح، كما سيصبح من الصعب القيام بعملية كبيرة دون إثارة المحيط العربي والدخول في دوامة لا تريدها واشنطن أو العواصم العربية المنشغلة في ترتيب أوراق المنطقة.

ويعلق البردويل على المزاعم (الإسرائيلية) سالفة الذكر بالقول "إن قادة العدو دائماً ينظرون إلى الأمور نظرة أحادية ولا يرون حماس إلا كتنظيم عسكري من خلال سعيهم للقضاء على بنيتها العسكرية ولا يعلمون أن حماس حركة فكرية وثقافية متغلغلة في قلوب أبناء شعبها ونفوس الملايين في بلاد العرب والمسلمين كافة "، مردفاً "حماس  حركة اجتماعية تتلمس جراحات كل طبقات الشعب وهي موجودة في كل بيت وحارة فلسطينية وفي ضمير الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم، وبالتالي القضاء عليها يعنى أن (إسرائيل) لابد أن تقضي على كل هذه الكيانات التي تبني حماس علاقة معها".

ودلل البردويل على كذب قادة الاحتلال وعجزهم عن القضاء على حماس بأن الأخيرة لم تكن تمتلك سلاحاً في الثمانينات ومع ذلك لم يستطيعوا القضاء عليها، كما امتلكت حماس القليل من السلاح في التسعينات وأُبعدَ كل قادتها لمرج الزهور ولم تستطع (إسرائيل) القضاء عليها أيضا،  إضافة إلى أن حركة حماس صمدت في أواخر التسعينات وبداية الألفية الثانية عندما كانت تتلقى الضربات من العدو الصهيوني تارة ومن السلطة تارة أخرى، كذلك فإن "حرب الفرقان" استنفد فيها قادة الاحتلال كل طاقاتهم ولم يستطيعوا أيضاً القضاء عليها.

وقال البردويل "القضاء على حماس هو قضاء على الأمتين العربية والإسلامية، فقد باتت في وجدان وضمير وفكر الأمتين ومن الأدوات المقاتلة معها في المستقبل".

مشروع أفشل مشروع

كما عبر البردويل عن فخر واعتزاز حركته بأن صمودها في حرب غزة "حرب الفرقان" وقيادتها للمشروع المقاوم "أسس لهذه المرحلة من الثورات العربية وهي اليوم تحتفل بكل هذه المعالم النبيلة والعظيمة التي تحققت على يد قادتها وشهدائها وأطفالها الذين قضوا والذين مازالوا على النهج ينتظرون".

وأكد أن حركته تفتخر بانطلاقتها التي جسدت فيها قدرة المقاومة الفلسطينية وإرادة الشعب الفلسطيني وإصراره على الصمود الذي كان نتيجته تراجع المشروع الصهيوني أمنياً وعسكرياً وجغرافياً وسياسياً، مؤكداً أن الانطلاقة جاءت "متقاطعة ومتزامنة مع الإفراج عن ثلة كبيرة من الأسرى الفلسطينيين لم يكن في حسبان العدو الإفراج عنهم".

وحول ما إذا كان الخطاب الإعلامي لحركة حماس قبل الثورات العربية هو نفسه بعدها، فقد أكد البردويل أن ما يميز حركة حماس بأنها تعرف الطريق جيداً وتفهم أنه كان سيأتي عليها زمان ترى فيه مشروعها يستنهض الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم.

مقر حماس وموقعها

وقلل البردويل من قيمة الانشغال الإعلامي في تحديد مقرات حركة حماس في المرحلة المقبلة  والمراهنات الساذجة على أن انتقالها من مكان لآخر قد يغير من مكانتها وقوتها فقال "إن مقر حماس القديم ومقرها الحالي والقادم هو قلب كل فلسطيني وعربي وإسلامي حر"، مؤكداً أن حركته لا تعنيها المكاتب والكراسي ولكن تعنيها القلوب والأفئدة والعقول المؤيدة للقضية الفلسطينية.

ويرى البردويل أن القضية الفلسطينية من أعقد القضايا التي واجهت الأمتين العربية والإسلامية وذلك نظراً لمكانة فلسطين وحجم التكالب العدائي عليها من كل حدب وصوب سواء من الحكومات الأمريكية المتعاقبة أو الصهيونية أو الأوروبية وحتى من الحكومات والأنظمة العربية، مشدداً أنه على الرغم من كل ذلك فإن بوادر الاستنهاض ظهرت والمستقبل يشير إلى أن السنوات القليلة المقبلة سنوات تمكين القضية الفلسطينية على طريق تحرير فلسطين.

اخبار ذات صلة