قائد الطوفان قائد الطوفان

المحرر الشراتحة.. مهندس عمليات "الخطف"

الرسالة نت- فلسطين السوافيري

"على وين؟ على الطريق خبيبي، تفضل هنا" هذا ملخص الحوار الذي كان يدور بين صاحب الجسم الممتلئ محمود المبحوح وأحد زبائنه أو بالأحرى أحد أسراه من الجنود (الإسرائيليين).

وتسير سيارة تحمل رقما (إسرائيليا) يقودها الميكانيكي الماهر المبحوح وبجانبه صاحب اللحية الخفيفة محمد نصار وكلاهما بزي المتدينين اليهود.

وبعد تواجد الهدف داخل السيارة تحركت إلى منطقة خالية بسرعة لا تتجاوز مدتها دقيقتين، حيث يوجه نصار الكلاشينكوف تجاه الأسير الذي سرعان ما ألقى كل ما هو يحمله من أسلحة وعتاد، بل وتبول على نفسه من شدة الرعب.

وحينها يبدأ نصار بإطلاق النار قاتلا الجندي ثم يتشارك مع المبحوح في دفنه، بعدها تتحرك السيارة تجاه طريق سديروت السبع، وتتوقف عند غصن شجرة ملقى على الأرض حيث العلامة التي بينهم.

توقفت السيارة ونزل نصار متظاهرا بأنه يعمل صيانة للسيارة، وما ان سمع كلمة السر من الشراتحة حتى أعطاه عتاد الجندي لتعود السيارة عن طريق النقطة العسكرية بسلام.

أما محمد الشراتحة وأبو خوصة فيعودان سيرا على الأقدام لخبرتهم الكبيرة في الطرق كونهم بدو.

واليوم تستضيف "الرسالة نت" احد أبطال عملية الخطف الأسير المحرر محمد الشراتحة (أبو النمر) من مواليد 1957، ابن منطقة عزبة عبد ربه، متزوج وأب لطفلين وطفلتين، وتوفيت ابنة له بمرض القلب وهو في الأسر.

أسر خمس مرات الاولى كانت عام 1980 ومجموع المرات الأربع خمس سنوات، أما عملية الأسر الخامسة فكانت عام 1989 حكم فيها ثلاثة مؤبدات وخمسة وخمسين سنة أمضى منها 22 عاما وخمسة شهور منها 12 سنة في العزل الانفرادي.

كان بعض المقاومين يحملون رقما عسكريا, أما مجموعة الشراتحة فلم يكن غيره يحمل الرقم لذلك سميت المجموعة به "الوحدة 101" التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

والمسؤولة عن أسر الجنديين (الإسرائيليين) أفي سسبورتس وإيلان سعدون اللذين يحملان رتبا عسكرية عالية، وقتلهما بعد أن تعذر الاحتفاظ بهما لمبادلتها بأسرى فلسطينيين.

يقول الشراتحة: "التفكير في الخطف بدأ من سنة 1982 على الرغم من قلة عدد المعتقلين لحماس ولكن كان هذا العمل ضد المحتل وللافراج عن اخواننا في الفصائل الاخرى مهما كان انتمائهم".

وأضاف: "طلبنا من الإخوة في الحركة أن نسلمهم الجندي المختطف في مصر ولكنهم رفضوا بحكم أننا تنظيم جديد وقتها وليس لنا أحد في مصر والامكانات غير متوفرة".

ونفذ الشراتحة عدة عمليات منها عملية أسر مهندس طيران (إسرائيلي) كان يحفر آبار مياه في منطقة الشيخ رضوان مع بلدية غزة, حيث كانت هذه محاولة الأسر الأولى أصيب المهندس برصاصات في قدميه ولم تنجح العملية.

وعملية اطلاق نار على مستوطن لم تعنى وحدتهم وقتها الاعلان عنها وكذلك الاحتلال حتى لا يشجع الناس على قتل مستوطنيه. وعندما علم الاحتلال بأن الشراتحة صاحب هذه العملية تم اضافة حكم مؤبد آخر له.

واستمر التحقيق مع المحرر الشراتحة ستة أشهر متتالية, تتضن اعتقال والدة الأسير وزوجته وابنته وابنه، ثمانية عشر يوماً كوسيلة ضغط من أجل إجباره على الاعتراف.

وأصيب المحرر خلال التحقيق بانفجار في المعدة من شدة الضرب والشبح الذي تعرض له.

وتنقل أبو النمر في عدة سجون صهيونية وحاول في إحداها الهروب عن طريق عمل فتحة في شباك الغرفة هو وبعض زملائه وكان الحفر في ساعات الليل بكل عناء وصعوبة ولكن قدر الله أن يأتي تفتيش دقيق للغرفة قبل عملية الهروب بيوم واحد ومن يومها صنف على أنه خطير.

واستفاد الشراتحة من حياة الأسر حيث حاز على درجة البكالوريس في تاريخ الشعب اليهودي من الجامعة العبرية.

وأعد زميل الشراتحة كتابا خلال الأسر يشرح فيه عمليات المقاومة والخطف التي قام بها محررنا، وكان بعنوان (الطريق إلى عسقلان) وعرض على قيادات في حركة حماس فاقترح أحدهم تغيير اسم الكتاب إلى (قادم إلى خطفك) فنزل الشراتحة عند رغبة القيادي وغير اسم الكتاب الذي ينوي طباعته وتوزيعه في القطاع قريباً.

وعبر الشراتحة عن فخره بصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والكيان (الاسرائيلي) واصفاً اياها بالضربة القوية للكيان.

وأشاد بقدرة المقاومة الفلسطينية على إخفاء الجندي (الإسرائيلي) شاليط طيلة فترة خمس سنوات في بقعة صغيرة دون أن يستطيع الاحتلال الوصول له على الرغم من الفارق الكبير بين قدرات المقاومة والتكنولوجيا والعملاء التي يملكها الاحتلال، مبينا ان العمليات ضرورية جدا في ظل وجود آلاف الأسرى في السجون.

يُذكر أن الكيان (الإسرائيلي) أفرج  عن الشراتحة ضمن صفقة وفاء الأحرار التي تمت بينه وبين حركة حماس بوساطة مصرية.

البث المباشر