إحراق مسجد "ياسوف" حلقة في مسلسل إعتداءات المستوطنين

الضفة الغربية – الرسالة نت        

أضحت أخبار اعتداءات المستوطنين اليهود على المواطنين في الضفة الغربية المحتلة أمراً روتينياً لا يكاد يختفي من نشرات الأخبار ووسائل الإعلام، ولم تقف تلك الانتهاكات عند حد الاعتداء على المواطنين وأراضيهم الزراعية. بل تجاوز الأمر ليصل إلي حد الاعتداء على بيوت الله والمقدسات الإسلامية، فقد نفذت مجموعات المغتصبين المتطرفين اليهود اعتداء آثماً ضد مسجد قرية ياسوف الواقعة شمال مدينة سلفيت المحتلة.

أضراراً جسيمة

واستيقظ أهالي القرية مذعورين على واقعة إحراق المسجد على يد المستوطنين الحاقدين، الذين قاموا بسكب المواد الحارقة التي أسفرت عن إشعال النيران فيه، ما ألحق أضرارا مادية جسيمة به، قبل أن يتمكن الأهالي من السيطرة على النار المشتعلة والقدرة على اخمادها.

وأتت النار المفتعلة من المغتصبين على مكتبة المصاحف أسفرت عن حرقها بالكامل، كما حرق سجاد المسجد، وتحول لون جدرانه للأسود بفعل الحريق.

إمام المسجد الشيخ جمال الياسوفي روى لـ "الرسالة_ نت" تفاصيل الاعتداء الحاقد على مسجد القرية قائلاً:"عند الساعة 5 فجراً توجهت للصلاة فشممت رائحة دخان تتصاعد من جهة المسجد، اعتقدت بالبداية أن احدهم يقوم بتحضير خبز "الطابون"، ومع اقترابي من المسجد فوجئت بدخان يتصاعد من الباب".

وأضاف الشيخ الياسوفي:"لم تكن هناك إشارات لوجود حريق ولم يوجد صوت للنيران، كانت مجرد رائحة دخان، فتحت الباب فرأيت النيران تشتعل في المسجد، والدخان الأسود يملأ المكان، بدأت بالصراخ وجلبت خرطوم مياه لإطفاء الحريق، وقام الأهالي بمساعدتي، والحمد لله تمكنا من إخماد النار".

وأشار إمام المسجد المحترق إلى أن النيران أتت على الطابق العلوي منه، مستطرداً:"الحمد لله إغلاق نوافذ المسجد ساعد كثيراً في عدم انتشار النيران في المكان".

تحت حراسة الجيش

من جانبه، بين رئيس مجلس قروي ياسوف عبد الرحيم صالح بأن اعتداءات المستوطنين على القرية شبه يومية،مضيفاً:"نادراً ما يمر يوم ولا يكون هناك اعتداء على ممتلكات المواطنين في القرية أو أراضيهم، أو حتى على المزارعين الذين يتوجهون إلى أرضهم لفلاحتها".

ومضى صالح يقول:"اعتداءات المستوطنين تكون غالباً تحت حراسة جيش الاحتلال، والاعتداء الأخير على المسجد كان أيضا تحت إشراف الجنود، حيث أن قوة راجلة من قوات الاحتلال جابت شوارع القرية في الساعة 3 فجراً، وشيء طبيعي ألا يخرج الناس حينها للشوارع خوفاً من الاعتداء عليهم".

واستطرد:" وفى وقت أذان الفجر تم اكتشاف الحريق من قبل إمام المسجد ومجموعة من المصلين، وهذا يؤكد على أن المستوطنين ما جاؤوا وحدهم، بل جاؤوا تحت حماية الجيش".

وأضاف صالح:"قبل شهر ونصف حاول المستوطنون إحراق 7 سيارات لمواطنين في القرية، وقاموا بسكب البنزين عليها، لكن المواطنين كانوا يقظين واكتشفوا الأمر وهبوا لإخماد الحريق بسرعة، ولم تتضرر سوى 3 سيارات بشكل جزئي".

وأشار رئيس المجلس القروي إلى أن مساحة الأراضي المصادرة في القرية تصل تقريباً إلى400 دونم، عدا عن الأراضي المسيطر عليها حالياً لصالح المغتصبين وبلغت2500 دونم،مؤكداً على أن الأهالي طالبوا أجهزة عباس بتوفير عناصر لحماية القرية والمسجد من الاعتداءات، وأنه إذا لم يتم ذلك سيقوم أهالي القرية بحماية قريتهم بأنفسهم.

ويقوم مستوطنو وجنود الاحتلال بإطلاق النار على المزارعين في قرية ياسوف، حيث أكد رئيس المجلس القروي وإمام مسجد القرية لـ"الرسالة_نت"على أن المزارعين يتعرضون لاعتداءات يومية من قبل المستوطنين، تتمثل بإطلاق النار باتجاههم وهم في طريقهم إلى أراضيهم، وسرقة مواشيهم".

ومن الجدير ذكره أن قرية ياسوف محاطة بخمس مستوطنات للمغتصبين اليهود هي (تفوح، وتفوح ب، ورحاليم، ورحاليم ب، ومستوطنة أريئل)، حيث تشكل هذه المستوطنات كابوساً يؤرق حياة المواطنين الفلسطينيين في القرية، والتي يسكنها ما نسبته 1800 مواطن.

 

 

البث المباشر