قائمة الموقع

الزهار: حماس بدأت تأخذ دورها في العالم

2011-12-15T08:39:12+02:00

فايز  أيوب  الشيخ

تنطلق حركة حماس بسياستها الخارجية من شعارها القائم على الحوار مع الجميع باستثناء الكيان الصهيوني الغاصب، فلم يكن الاهتمام الدولي بحماس وليد الساعة، إنما ظهر منذ انطلاقتها.

ويرى مراقبون أن الاهتمام الدولي بحركة حماس لم يكن لسواد عيونها، وإنما للشعبية التي تتمتع بها ولوحدة قيادتها وحسن تنظيمها ونظافة يدها ولحجم التضحيات التي تقدمها، وثباتها على مبادئها، وذلك مقارنة بالتنظيمات الأخرى على الساحة الفلسطينية.

أوروبا.. علاقة مصالح

عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. محمود الزهار -في حواره الخاص مع "الرسالة" في ذكرى انطلاقة حركته الرابعة والعشرون- أيد ما ذكره المراقبون عن أن الدول الأوروبية لا تبني علاقات مع أحد لسواد عيونه وإنما بما تقتضيه مصلحتها، معتبراً أن القضية ليست متعلقة بالتعامل مع حركة حماس وحدها بهذا المعيار الفظ وإنما مع جميع حركات التحرر في العالم والشعوب المقهورة.

واعتبر القيادي البارز في حركة حماس أن "أوروبا نظام مبنى على المصلحة ومصلحتها تقتضي التعامل مع الجهات والقيادات التي يؤيدها الشارع ويفرزها". مستدركا "لكن حماس أبداً لا تبني علاقاتها مع أحد على حساب شعبنا وقضيته وثوابته".

يذكر أن الاهتمام بحماس شهد حركات مد وجزر، وذلك وفق الدول صاحبة الشأن وسياساتها الخارجية، حيث تطورت علاقات الحركة الخارجية بعد فوز أكثرية مرشحيها بالانتخابات البلدية التي جرت عام 2005 وبلغت ذروتها بعد الانتخابات النيابية التي حصدت الحركة فيها أغلبية مقاعد المجلس التشريعي عام 2006.

تحول صهيوني "مخادع"

وكانت ما تسمي نفسها "الأوساط الأمنية (الإسرائيلية) العليا" زعمت في الفترة الأخيرة أنها تجري نقاشات موسعة، يقف في مركزها احتمالات تغيير (إسرائيل) لنظرتها وعلاقاتها مع حركة حماس وذلك تماشياً مع الاتجاه الدولي القوي الذي بدأ يغير نظرته السلبية تجاه الحركة.

وشكك الزهار في أن تصل درجة التحول في الموقف الصهيوني تجاه حركة حماس والشعب الفلسطيني إلى حد أن يُبدي قادة الاحتلال استعدادهم للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة قائلاً "أنا اشك في ذلك، لأنه عندما يريد الاحتلال الانسحاب  فهو ينسحب بقرار أحادي الجانب كما فعل في قضية انسحابه من قطاع غزة عام2005".

وأضاف " سواء حصل هذا التحول أم لا، لا أعتقد أنه سيلبي الحد الأدنى المطلوب لحركة حماس وعموم الشعب الفلسطيني باستثناء بعض أولئك الذين يؤمنون بحل الدولتين وغير ذلك".

ويؤكد د. الزهار بأن المعادلة السياسية والجغرافيا من حول الاحتلال الصهيوني في أراضي فلسطين المحتلة "تتحول لغير صالحه"، مستشهداً أيضاً بنظام مبارك الذي سقط بالكامل وحل مكانه نظام آخر عكسه تماماً بعدما كانت (إسرائيل) تعتبره عمقها الاستراتيجي.

وأشار إلى أن الأردن –هي الأخرى- تُنبئ بظهور الإسلاميين وتبوئهم مقعداً مهماً في العملية السياسية، منوهاً إلى أن صعود الإسلاميين في الأردن يضعف الكيان الصهيوني علماً بأنهم "ليسوا مع اتفاقية وادي عربا".

وذكر د. الزهار بأن هناك الكثير من الدول التي كانت لها علاقات طيبة مع الكيان الصهيوني كالمغرب وتونس وغيرها "يحكم فيها الإسلاميون في إطار توافق وطني كبير، مما يهدد مصالح العدو الصهيوني ويضعفه".

إفلاس الحياد الأمريكي

وترى حركة حماس الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة "باراك أوباما" لا تختلف عن سابقاتها، وأن الأخير لم يتفاد الأخطاء التي وقع فيها سابقه "جورج بوش"، حيث أكدت حماس منذ توليه الرئاسة الأمريكية على ضرورة التزامه الحيادية في التعامل مع كافة الأطراف وتنحية الميل لـ(إسرائيل) جانباً.

وفي الإطار، يرى د.الزهار بأن الولايات المتحدة الأمريكية -كحليف استراتيجي لـ(إسرائيل)- تواجه إشكاليات اقتصادية كبرى في المنطقة وتعاني من عجز ودين يبلغ (15 تلريون دولار) وهو رقم أكبر بكثير من دخلها القومي، معتبراً أن إفلاس أمريكا يعني أنها لن تستطيع أن توفر لـ(إسرائيل) الدعم الذي كانت توفره كما كانت تفعل في السابق، كما أنها لن تستطيع أن تشن حروب لصالح العدو الصهيوني، وبالتالي فإن هذا كله يجعل من العدو الصهيوني يفكر مليون مرة قبل أن يحدد سياسته بناء على المعطيات السابقة، حسب ما ذكر.

ويرجع د.الزهار صعوبة تحسن العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومدى استجابة الأمريكان ومواقفهم من الحقوق الفلسطينية، إلى أن معظم الأمريكيين لا يستطيعون مفارقة موقفهم لأسباب أيديولوجية وأسباب مادية، معتبراً  أن القضية معقدة بالنسبة لأمريكا ومن يعول عليهم فلن يستطيع أن يحصل إلا كما حصلت عليه منظمة التحرير الفلسطينية يوم آمنت بهم وظنت أنهم سيعطونهم دولة وبدأوا من سنة 1991وحتى هذه اللحظة دون شئ يحققوه.

وفسر د. الزهار السببين اللذين ذكرهما سالفاً، فقد أوضح السبب الأيديولوجي بأن الأمريكان يحكمهم دينهم الذي يعتنقونه فمنهم من يعتنق الصهيونية اليهودية ومنهم يعتنق الصهيونية المسيحية، مشيراً إلى أن الأخيرين يؤمنون بأن أرض فلسطين هي أرض محتلة من "الكفار" وأنه يجب تحريرها وتحرير قبر عيسى عليه السلام الذي لا بد أن يعود فيهم ليعيدهم إلى الألف سنة السعيدة الجديدة.

أما السبب المادي فقد ربطه الزهار بالمصلحة التي تجنيها الأحزاب الصهيونية وخصوصاً اليمين الصهيوني أو ما يعرف بـ"الحزب الجمهوري" من الأموال اليهودية والمساعدات والأصوات، مستدلاً في قوله بأن رئيس أمريكي سابق يدعى "هاري ترومان" كان معزولاً في انتخابات 1948 فجاءه من يوزع الأموال لصالح الصهيونية وأعطاه 2 مليون دولار لتنتعش حملته الانتخابية وحينما فاز في الانتخابات كان أول قرار له هو "الاعتراف بالدولة اليهودية في أراضي عام1948".

حماس.. تحررية لا إرهابية

ووجه د.الزهار رسالة إلى الغرب في الذكرى الرابعة والعشرون لانطلاقة حركته فقال  "إن الغرب يعرفوا حركة حماس أكثر مما تعرفها بعض الدول العربية أو بعض الأحزاب العربية والتنظيمات الفلسطينية"، مضيفاً: "حماس حركة تحرر وطني وليست منظمة إرهابية وهي بشهادة الجميع نقية اليد والأخلاق، كما أنها حركة صلبة العود مستعصية على الكسر ولوكانت انكسرت لانكسرت في حرب 2008-2009".

وأشار القيادي في حماس إلى أن حركته "جزء من منظومة كونية بدأت تأخذ دورها بين منظمومة الإسلاميين الذين بدأوا الآن يأخذوا دورهم ليس فقط في المنطقة ولكن أيضاً على مستوى العالم"، وقال "لا وجه للمقارنة لو حسبنا قبل 24عاماً أعداد المنتسبين لحماس واليوم.. ولو حسبنا موقعها في السياسة الدولية اليوم وقبل انطلاقتها فليست هناك مقارنة.. ولو حسبنا مقدار الدعم الشعبي الفلسطيني والعربي الآن فسنجد الفرق كبير".

وأضاف د.الزهار "مشروع حماس ناجح بكل المعايير ولو وضعنا أي منظمة فلسطينية أخرى بنفس المعايير فنجد أن العكس تماماً.. وبالتالي فإن المستقبل لبرنامج حماس ليس فقط في فلسطين ولكن في المنطقة بكاملها".

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00