قائد الطوفان قائد الطوفان

من أبرز مؤسسي الحركة

الانطلاقة 24 لحماس تفتقد شمعة والنجار

الرسالة نت -أمل حبيب

انطلقوا نحو الكتيبة الخضراء محتضنين صور ذويهم القادة .. كانوا أول الحاضرين والمبايعين بالرغم من افتقادهم لصوت الشيخ محمد شمعة وهو يجدد البيعة, وحنين منصة المهرجان لوقفة الحاج محمد النجار أحد أبرز مؤسسي جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين. 

عائلة الفقيدين تحتفل اليوم بمهرجان (وفاء الأحرار.. يا قدس انا قادمون) بعد وفاة شمعة والنجار اللذين قدما الكثير للحركة على الصعيد العمل الدعوي والجهادي.

"انشراح في قلبه وابتسامة تنير وجهه" بهذه الكلمات وصف مؤمن شمعة نجل المرحوم أبو حسن والده وهو يستعد للتوجه للاحتفال. ويضيف:" في موعد الانطلاقة من كل عام يكون الوالد رحمه الله مشغولا في الاجتماعات المتواصلة مع القادة (...) كان مطلوبا دوما لوسائل الاعلام ليسترجع معهم الشرارة الأولى لحماس".

مؤمن كان يلاحظ انشغال والده (أبو حسن) في قراءة الكتب والمراجع قبل المهرجان ببضع أيام وكأنه يسترجع ذكرياته مع تأسيس حماس، ويراجع بعض التفاصيل الدقيقة التي لن تغيب عن باله يوما.

في الانطلاقة الرابعة والعشرين تفتقد المنصة المرحوم المؤسس حسن شمعة وهو يجدد البيعة كالعام الماضي فابنه يستذكر الانطلاقة الماضية ويقول: في مهرجان حماس ال23 ألقى والدي كلمة تجديد البيعة والقسم وردد من خلفه الجمهور.. لن نفرط بالمسجد الأقصى".

وكان مؤمن مرافق أبيه في احتفالات الحركة ومن المعروف عنه أنه يختار أقرب كرسي للباب ويجلس عليه ويقول نجله :" لا يبحث عن الأضواء والكاميرات (...) يأتي الاخوة ويقولون له تعال يا حج محمد مقعدك في الأمام".

  رفيقا درب

شمعة الذي كان يعمل بصمت من أجل اعلاء كلمة الحق والنهوض بالحركة الاسلامية، انتقل إلى ربه بعد ثلاثة أيام من إصابته بجلطة دماغية، في شهر يونيو من العام الحالي.

وعن أجمل اللحظات التي استرجعها مؤمن (للرسالة) بأنه أثناء استعدادهم للتوجه للكتيبة مع الشيخ شمعة -رئيس مجلس الشوري لجماعة الاخوان في فلسطين- لم تكف السيارة لجميع الأحفاد فبكى معظمهم لتعلقهم بالشيخ ولكنه طلب العودة فورا وأجلسهم في حضنه.

كان النجار وشمعة رفيقا درب, جمعتهما غاية وحدة وهي إعلاء كلمة الله وتحرير الوطن من دنس المحتل, وعن علاقة شمعة بالحاج النجار يصف مؤمن 32 عاما بأنها علاقة أخوية متينة.

ويقول بعد أن استرجع مأدبة الغداء التي أعدها والده لصديقه النجار: قبل وفاة أبي بأشهر زار النجار غزة فأصر والدي أن يستضيفه لتناول طعام الغذاء في بيتنا.

واليوم يغيب نور الحاج شمعة عن الانطلاقة الرابعة والعشرين ولكنه حاضر بعائلته وأبنائه وأحفاده الذين توافدوا الى أرض الكتيبة وكأن لسان حالهم يقول.. كلنا شمعة.

وبعد انتهائنا من عرض أبرز المواقف والأحداث في حياة شمعة مع الانطلاقات السابقة, كان لابد لنا من وقفة خاصة مع ذوي الفقيد النجار (أبو عبد الرحمن), أحد أبرز مؤسسي الاخوان المسلمين في خانيونس.

أحمد النجار الابن الأصغر للمرحوم يقول (للرسالة): أشعر بالحزن.. هي أول انطلاقة بدون الوالد. وأضاف: خانيونس تفتقده، فالجميع كانوا يجتمعون في منزلنا حتى ننطلق لغزة.

مقعد الحاج أبو عبد الرحمن في الصف الأول مازال فارغا ولن يشغله أحد لمكانته المميزة بين أبناء حماس وكأن لسان حاله يقول: سأظل شاغرا ولن يأخذ مكاني أحد.

وتوفي النجار في نوفمبر من العام الحالي عن عمر يناهز الـ 84 عاماً قضاها في الدعوة وخدمة أبناء شعبه، وذلك بعدما أصيب بمرض عضال.

ويقول عبد الكريم النجار نجل المرحوم بعد أن وصلت ضحكته الينا عبر الهاتف: الله يرحمو كان يعمل حالة استنفار بالبيت قبل الانطلاقة بأيام, وأضاف: يطلب منا الاستعداد والمشاركة في عرس حماس(...).

اليوم ينظر عبد الكريم 50 عاما الى الوفود المتزاحمة أمام منزله المنتظرين التوجه للاحتفال شاعرا بغصة حزن تخنقه بسبب فقدان الأب والقائد وتعبر كلماته الممزوجة بصبر الانسان المسلم: بموته تشكل فراغا بالحركة ورموزها لأنه ميراث دعوة ومنهج حياة.. نتمنى أن نسير على خطاه.

قبل وفاته بعدة أيام شعر النجار باقتراب أجله فكان دائم السؤال عن اخوانه مؤسسي الحركة الاسلامية وقادة حماس ويتذكر عبد الكريم بعضهم قائلا: أحب رؤية أبو أيمن طه وعبد الفتاح دخان وأبو خالد الحسنات وغيرهم.

رحل القيادي وأحد مؤسسي جماعة الاخوان في فلسطين محمد النجار ليلحق برفيق دربه الجهادي محمد شمعة بعد رحلة طويلة من الدعوة والجهاد.

واليوم يرقد شمعة والنجار بسلام بعدما قدما للحركة الاسلامية العلم الدعوي وقضيا عمريهما في خدمة القضية والوطن.

البث المباشر