الرسالة نت- مؤمن الخالدي
أجزم خبراء في الشأن الإسرائيلي، على أن (الكيان) يعيش هذه الأيام حالة خوف ورعب، بفعل الثورات المندلعة في المنطقة العربية، وما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلاً، بدليل التصعيد المتواصل ضد الفلسطينيين.
وقال الخبير "توفيق أبو شومر" إن تصريحات قادة الاحتلال المتفاوتة تنُم عن توتر قائم؛ لعدم استقرار حدود الكيان، والواقع الإقليمي المتغير.
ويتفق الخبير سمير حمتو مع سابقه، حول الخطر المحدق بـ (إسرائيل)، قائلاً: "إن صعود الإسلاميين الى سدة الحكم يربك الاحتلال، بدليل تخوفه مما يجري على الحدود مع سوريا، والتخوف من مستقبل الأردن القريب".
ومؤخراً، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تشكيل قيادة جديدة أطلق عليها اسم "قيادة العمق"، وستكون مسؤولة عن عمليات عسكرية خاصة يتم تنفيذها بعيداً عن الحدود الإسرائيلية.
وفي هذا السياق؛ قال أبو شومر إن إنشاء مثل هذه الفرق لتأدية أغراض عسكرية "ليس جديداً"، مستدركاً: "الاحتلال أنشأ قبل أيام عدة، فرقة الأنفاق؛ لتنفيذ عمليات داخل قطاع غزة، وتكتمت وقتها وسائل الإعلام العبرية على الخبر".
واستبعد الخبير الإسرائيلي مقدرة الدول العربية على التصدي لمهمات القيادة الجديدة -قيادة العمق- مرجعاً ذلك إلى غياب مراكز الأبحاث العربية، التي تهتم بقراءة عقلية (إسرائيل) الأمنية ومواجهتها.
وبخلاف أبو شومر، قال يوسف الشرقاوي الخبير العسكري إن بعض الدول العربية لن تسمح باستمرار التجاوزات الإسرائيلية على الحدود الدولية، خاصة مصر ولبنان، مشدداً في الوقت ذاته؛ على أن قطاع غزة لن يكون "نزهة" لقوات الاحتلال من الآن فصاعداً، والسبب -من وجهة نظره- تنامي القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية.
وأشار لـ "الرسالة نت" إلى أن (إسرائيل) تريد فرض معادلة أمنية جديدة، عبر تشكيل فرق عسكرية تكون مهمتها تنفيذ ما وصفها بعمليات "اعتقال هادئة".
ويوافقه الرأي، الخبير حمتو الذي دعا قيادة المقاومة الفلسطينية إلى أخذ التدابير الأمينة اللازمة إزاء القيادة الجديدة، خاصاً بالذكر "الأسرى المحررين"، مطالباً إياهم بألا يكون لقمة سائغة للاحتلال.
واستشهد حمتو على حديثه، بنجاح (إسرائيل) في اغتيال رموز المقاومة بالخارج، أمثال الشقاقي والمبحوح، وأيضاً محاولتها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، قائلاً: "جرى كل هذا دون ردود فعل عربية تجابه التغول الإسرائيلي في المنطقة".
يذكر أن هذه "قيادة العمق" قد ألغيت بـ (إسرائيل) في مطلع الثمانينيات بعد زوال الخطر العسكري الأكبر الذي كان يهددها من الجبهة الجنوبية، إثر إبرامها معاهدة كامب ديفيد مع مصر.