قائمة الموقع

المقاومة تهدد عمق (إسرائيل)

2011-12-21T17:35:50+02:00

غزة – مها شهوان

بعدما أنجزت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس صفقة وفاء الأحرار التي تم بمقتضاها الافراج عن 1027 أسير وأسيرة من سجون الاحتلال مقابل جلعاد شاليط، بات الحمل ثقيلا على المقاومة لاسيما وأن الكثير من ذوي الأحكام العليا داخل السجون باتوا يتطلعون لصفقة جديدة لينعموا بالحرية، لذا أصبح السؤال الذي يطرح في الشارع الفلسطيني ماذا بعد الصفقة؟ هل سينتهي الحصار؟ وما هو مصير بقية الأسرى؟.

محللون سياسيون أكدوا أن الحصار الاقتصادي على قطاع غزة بدأ يتلاشى مؤخرا، مشيرين في أحاديث منفصلة لـ" الرسالة نت" إلى أن الحصار السياسي لن يزول إلا بتحقيق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق.

وكما يرون ان (إسرائيل) غير معينة بالتصعيد ضد القطاع، لاسيما في ظل الثورات العربية وفوز التيارات الإسلامية لكنها ستقدم على بعض الاجتياحات أو اغتيال بعض القيادات.

الربيع العربي

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر د. مخيمر أبو سعدة استبعد أن تشن (إسرائيل) حربا جديدة على غزة لاسيما بعد الربيع العربي، لان أي عدوان على القطاع لن يقابله صمت عربي كالسابق مثلما حدث في حرب 2008 ، مؤكدا في الوقت ذاته أن (إسرائيل) ستستمر بسياسة العدوان بهدف إثبات سياسة الردع ومعاقبة مطلقي الصواريخ.

ولفت إلى أن دولة الاحتلال معنية بالتهدئة مع غزة في الوقت الحالي رغم رغبتها في القضاء على حماس وجماهيرها، لكنها تدرك جيدا انه في حال وقع ذلك سيؤثر على أمنها الداخلي.

واتفق المحلل السياسي هاني البسوس مع أبو سعدة في أن (إسرائيل) لن توجه ضربة عسكرية كبيرة لغزة ، لافتا إلى أن (إسرائيل) ستبقى سياسة التصعيد المتقطع التي اتبعتها بعد حرب الفرقان باعتبار أن أوضاعها السياسية والأمنية غير مواتية القيام بمثل تلك العمليات.

وأرجع الأسباب التي تمنع (إسرائيل) من توجيه ضربه لغزة بعد صفقة التبادل إلى سببين أولهما أن المقاومة الفلسطينية أصبح بإمكانها تهديد العمق الصهيوني ، والآخر أنها تخشى اجتياح الشباب العربي للحدود مع فلسطين المحتلة.

وعن امكانية خطف جنود صهاينة لمبادلتهم بباقي بالأسرى، ذكر أبو سعدة أن المقاومة في غزة لن تلجأ لخطف المزيد من الجنود رغم أن الافراج عن الأسرى ضمن سلم أولوياتها، لكن القضية ستكون مؤجلة في الوقت الراهن بعدما أعلنت "حماس" موقفها من المقاومة الشعبية.

بينما أوضح البسوس أن انجاز صفقة التبادل كان مشرفا للمقاومة من الناحية الأمنية والسياسية كونها أثبتت فعليا أن المقاومة تجسد حق الشعب الفلسطيني على ارض الواقع بالرغم من تقليل البعض لقيمة الصفقة، لافتا إلى أن الدفعة الأولى أثبتت أن مقاومة حماس الشعبية التي أعلنت عنها مؤخرا ستعمل مع المسلحة التي تهدف بالأساس لإنهاء الاحتلال.

إنهاء الحصار السياسي

وحينما جرى الحديث عن تنفيذ صفقة الأسرى كان من ضمن بنودها إنهاء الحصار واعمار غزة لكن هذا البند لم يذكر في الحوارات التي جرت حتى ظن البعض انه اسقط، وفيما يتعلق بذلك قال البسوس: من الناحية الاقتصادية بدأ الحصار يتلاشى وعملية البناء تستعيد عافيتها لكن المسالة الأساسية بقيت بالحصار السياسي الذي يهدف لوقف المقاومة والقضاء على حماس، مستدركا: إذا تحققت الوحدة الوطنية فإن الحصار سيزول نهائيا.

اما أبو سعدة فأشار إلى أن (إسرائيل) تدعى أن انهاء الحصار ليس له علاقة بشاليط بل باستجابة حماس لشروط الرباعية الدولية، منوها إلى أن الحصار يمكن إزالته في حال تمت المصالحة الفلسطينية وشكلت حكومة توافقية.

وحول امكانية التعاون مستقبلا بين حماس والجانب (الإسرائيلي) بعد اتمام صفقة شاليط، يرى أبو سعدة أنه في ظل  ثورات الربيع العربي ونجاح التيارات الإسلامية التي تشهدها المنطقة لن يكون هناك مانع لدى (إسرائيل) من محاورة الإسلام السياسي، لافتا إلى أن الحوار مع حماس بحاجة إلى مسألة وقت، فـ(إسرائيل) تريد التوصل إلى التفاهمات من خلال اي حوار وهذا سيستغرق وقتا".

وعلى الصعيد ذاته أكد البسوس أن موقف حماس ثابت ولن تتعامل مع (إسرائيل) إلا بالحدود التي تخدم القضية الفلسطينية عبر الاتصال غير المباشر كما حدث بقضية شاليط، مشيرا إلى أن الحركة قد تتواصل في المستقبل مع الكيان لتحقيق انجازات للقضية  الفلسطينية ولكن عبر وسيط عربي أو أجنبي.

وبخصوص بنية الاحتلال الافراج عن بعض الاسرى لتدعيم رئيس السلطة محمود عباس قبل الانتخابات المقبلة، يرى المحلل البسوس أن (إسرائيل) غير معنية بتعزيز موقف أبو مازن، مبينا أن دولة الاحتلال ارادت من استثناء اسرى حماس من الدفعة الثانية ارضاء ذاتها بالإضافة إلى التقليل من أهمية الصفقة.

أما أستاذ العلوم السياسية أبو سعدة فاعتبر أن الجانب (الإسرائيلي) دفع ثمنا باهظا من خلال "وفاء الأحرار"، مشيرا إلى انه لن يفرج عن أي أسير ارضاء لأبو مازن كون معظمهم محرري الدفعة الثانية من فتح، لذا تعتقد (إسرائيل) أنها قدمت شيئا لتحسين الثقة مع رئيس السلطة".

وفي الختام لن تتوقف المقاومة الفلسطينية عن عملها الجهادي حتى انهاء الحصار وردع الاحتلال عن أي عدوان جديد ، وكذلك تبيض السجون من الاسرى الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة