الرسالة نت - وكالات
تفوق عام 2011 على الاعوام الميلادية السابقة بكونه عاما فريدا من نوعه، استثنائيا في قواعده، حافلا بالأحداث العالمية والعربية، مليئا بالتغيرات الدراماتيكية التي اصابت الجميع بالذهول، عرفت الدول العربية اندلاع ثورات الربيع فسقطت أنظمة ديكتاتورية ومازالت أنظمة أخرى تصارع من أجل البقاء.
حفل العام باحتجاجات وتوترات في عدد كبير من الدول وأعاد تشكيل الاوضاع والهياكل السياسية لها بعد أن قلبت الاحداث أوضاع هذه الدول رأسا على عقب، ولأنه مثل انطلاقة واعدة نحو عقد جديد، فقد تأثر هذا العام بالشعوب أكثر من أي عام مضى واستجاب لصيحاتها وصرخاتها فأصبح لها صوت مسموع، ووثب بها وثبة شديدة الاتساع نحو حرية التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق.
تطابقت بعض تلك الاحداث مع ما تنبأ به الفلكيون والعرافون قبل بداية العام فيما حادت الكثير منها عن توقعاتهم، تكهنات الفلكيين التي لاقت جدلا كبيرا في عدد من دول العالم قبل بداية العام توقعت بسقوط انظمة ديكتاتورية وموت أحد حكام شمال افريقيا، وخابت تنبؤاتهم بالنسبة لظهور أعمال عنف جديدة تهزم امريكا وغيرها من التنبؤات التي أجهضت قبل ان تولد.
شهد عام 2011 خلافات سياسية بين بعض الدول وازمات اقتصادية سارت من سيئ الى أسوأ وحقق المد الديني تقدما في عدد من الدول خاصة دول الربيع العربي الذى اشتعل في منطقة الشرق الاوسط وذلك على اجدى شخصيات سياسية ذات مرجعية دينية، وحفل بوقوع كوارث بيئية، فيضانات واعاصير وسيول وزلازل حصدت العديد من الارواح وواكبها اضرابات وانتفاضات وانفجارات وانتشار الحرائق وانخفاض المردود الغذائي بسبب التدهور البيئي .
وظهرت حركات تمردية أعلنت العصيان على السلطة، ووقعت اغتيالات ووجهت نداءات، ونظمت احتجاجات للمطالبة بحقوق الانسان، كما ظهرت خلافات سياسية وازمات اقتصادية وحركات دينية متشددة ووقعت انقلابات ثورية وعسكرية واختطاف وقتل للسياح واضطرابات اجتماعية بالجملة نتيجة لارتفاع اسعار السلع وزيادة معدلات البطالة.
ولم تبخل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات على أحد استعانة بمحرك بحثها بين قنواتها أو على مواقعها على شبكة الانترنت بتقديم المعلومة صوتا وصورة، فأصبحت احداث العالم تحت سمع وبصر الجميع أيا كانت مناطقهم الجغرافية في نفس اللحظة ومهما حالت بينهم وبين بؤر الاحداث المسافات الشاسعة.
واحتل الفيس بوك لقب "نجم العام" عن جدارة لتقدمه الى المرتبة الاولى بين وسائل التواصل الاجتماعي، والملهم لثورات الربيع العربي والناشر لحقائق وشائعات أحدثت تغيرات هائلة لم يعتد العالم من قبل على حدوثها، ولم يكن يتخيل احد أنها تحدث في عام واحد.
كما اتجهت الخريطة السياسية للعالم خلال عام 2011 الى اختفاء العديد من الحكام من سدة الحكم بعد فترات طويلة والاطاحة ببعض كبار قادة أوروبا تحت مقصلة اليورو، وأصبحت أوروبا قبلة لظهور الاضطرابات نتيجة لسياسات التقشف وارتفاع اسعار السلع والركود الاقتصادي.
وجاءت الغارة التي شنتها القوات الامريكية على زعيم القاعدة "أسامة بن لادن" في بؤرة الاحداث حيث اعتبرت الولايات المتحدة الامريكية اغتيال بن لادن انتصارا لها على الارهاب، وهزت كارثة فوكوشيما ثقة اليابانيين في جدوى الامان النووي الذى تتمتع به مفاعلاتهم الذرية التي يعتمدون عليها في الحصول على الطاقة.
وعاد فلاديمير بوتين للترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في مارس 2012، ولم تكن مفاجئة حيث ان بوتين الذى يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء لم يكن يقصد باختيار مدفيديف يخلفه في الرئاسة عام 2008 سوى ان يكون محللا له للعودة مرة اخرى الى الكرملين.