الضفة الغربية –الرسالة نت
كشف مسؤولون امنييون اسرائيلييون النقاب عن انّ التعاون والتنسيق الامني مع اجهزة الامن الفلسطينية يجري على قدم وساق وبافضل المستويات بشكل غير مسبوق. ويضيف المسؤولون ان جلسات تنسيق دورية تعقد على كل المستويات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
كما نقلت الصحف العبرية عن مصادر امنية اسرائيلية رفيعة المستوى، ، انّ التنسيق الامني بين الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية وبين سلطات الاحتلال يتواصل بنفس الوتيرة بمعزل عن الاوضاع السياسية بين الطرفين وتجميد المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ استلام نتنياهو رئاسة الوزراء في الدولة العبرية.
واكدت مصادر اسرائيلية ان اجهزة امن السلطة الفلسطينية قامت يوم السبت الماضي بتسليم قوات الاحتلال كميات من الاسلحة التي ضبطتها في الضفة الغربية ومن بينها راجمة قذائف هاون. كما شنت قوات الامن التابعة للسلطة الفلسطينية حملة اعتقالات طالت ناشطي المقاومة، بالتوازي مع تكثيف سلطات الاحتلال للاعتقالات في الضفة الغربية.
وقالت المصادر الاسرائيلية عينها لصحيفة ’يديعوت احرونوت’ العبرية ان الامن الفلسطيني سلم سلطات الاحتلال خلال لقاء عقد على حاجز قريب من مدينة طولكرم راجمة قذائف مصنوعة يدويا بقطر 60 ملم كانت قد صادرتها خلال مداهماتها لمواقع تابعة لناشطي المقاومة، كما سلمتهم عبوات ناسفة وانابيب معدنية تستخدم في اعداد العبوات الناسفة.
واعتبرت المصادر ان وجود قاذفات هاون في الضفة الغربية يعتبر تطورا لافتا على صعيد نوع الاسلحة التي تستخدمها فصائل المقاومة.
واضافت المصادر الاسرائيلية، انه في غضون ذلك شنت الاجهزة الامنية الفلسطينية في اليومين الاخيرين حملة اعتقالات في انحاء مختلفة من الضفة الغربية، اعتقلت خلالها 18 ناشطا من حركة حماس. وتركزت الاعتقالات في منطقة قلقيلية ونابلس وطوباس والخليل وبيت لحم. مشيرة الى ان من بين المعتقلين نعمان سلهب ابن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة الاصلاح والتغيير التابعة لحركة حماس، د. عزام سلهب الذي تعتقله سلطات الاحتلال.
كما اعتقلت في طوباس الناشط نادر صوافطة الذي قضى 10 سنوات في سجون الاحتلال.
وكانت سلطات الاحتلال قد كثفت من الاعتقالات في الضفة الغربية، واعتقلت خلال الايام الماضية عشرات الناشطين الفلسطينيين في فصائل المقاومة.
في نفس السياق، يشهد التنسيق الامني بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الضفة الغربية، يوما بعد يوم، تطورا ملحوظا، اذ اصبح الجانبان في الاونة الاخيرة يقومان بجولات امنية مشتركة في شوارع مدن الضفة الغربية.
ومنذ سنين لم يشاهد الفلسطينيون مواكب امنية مشتركة، كما حدث في بيت لحم، عندما زار قائد ما يسمى المنطقة الوسطى بالضفة الغربية في جيش الاحتلال، افي مزراحي المدينة، واجتمع مع رؤساء الاجهزة الامنية في السلطة. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان الجولة روتينية، ولم يكن فيها اي جديد، وان قائد المنطقة الوسطى الجديد رغب بزيارة بيت لحم ليتعرف عليها عن قرب.
وعادة ما يمتدح الجيش الاسرائيلي، التعاون الامني مع السلطة الفلسطينية، والذي ساهم في فرض اكبر قدر من الامن بالضفة الغربية، في مواجهات الجماعات المسلحة، وخصوصا حركة حماس. ويقر الجانبان ان الفترة الاخيرة شهدت تعاظما ملحوظا في التعاون الامني والتنسيق، وهو تعاون لم يكن مسبوقا حتى بعد توقيع اتفاق اوسلو بقليل.
وكان وزير الامن الاسرائيلي ايهود باراك قد اشاد بالتعاون المشترك بين اجهزة امن السلطة والجيش الاسرائيلي. وقالت صحيفة ’يديعوت احرنوت’ ان قائد المنطقة الوسطى الجديد، اجرى جولة تنسيق امني في مدينة بيت لحم، بمرافقة سيارات عسكرية فلسطينية. وان ذلك يجري بمعزل عن الاوضاع السياسية.
واضافت الصحيفة في الوقت الذي تصاعد فيه التوتر في نيويورك بين السياسيين، وجرت المصافحة الفاترة، جلس في بيت لحم ضباط اسرائيليون وفلسطينيون معا كأصدقاء حقيقيين، واجروا تنسيقات امنية وتبادلوا المساعدات.
وتابعت ’يديعوت احرونوت’: مشهد غير عادي شوهد في شوارع بيت لحم: 3 سيارات جيب عسكرية اسرائيلية مجهزة بالمعدات، وفيها قائد المنطقة الوسطى الجديد اللواء افي مزراحي، وكبار ضباط مركز قيادته، يجوبون شوارع المدينة بمرافقة مركبات عسكرية تابعة للامن الفلسطيني.
واستقل تلك المركبات عسكر من قوى الامن الفلسطيني يعتمرون الخوذ العسكرية ويحملون بنادق (كلاشينكوف)، وقد انهوا مؤخرا تدريبات عسكرية في الاردن على يد مدربيهم الامريكيين، واكد مسؤولون فلسطينيون ان الجولة المشتركة اجريت في اطار التنسيق الامني بين الجيش الاسرائيلي وبين الاجهزة الامنية الفلسطينية من اجل مساعدة قائد المنطقة الجديد في التعرف على المنطقة.
وقال مصدر مسؤول في الجيش الاسرائيلي ان مزراحي قام مؤخرا بجولات مماثلة في عدد من المدن الفلسطينية في الضفة، وذلك في اطار التنسيق الامني القائم بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، على جميع الصعد. وشمل هذا التنسيق العمل الشرطي كذلك، الذي طال متابعة المخالفين مروريا واعادة اسرائيليين يدخلون بالخطأ الى المدن الفلسطينية، وحتى في التحقيق المشترك في جرائم.
وتسيطر الشرطة الفلسطينية على 10 مدن في الضفة الغربية، في مناطق (ا) اما باقي الضفة، فتخضع للسيطرة الاسرائيلية، واي تحرك خارج (ا) يحتاج الى تنسيق وموافقة اسرائيلية. جدير بالذكر انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كال المديح قبل اسبوع لاجهزة الامن الفلسطينية وقال انّها تعمل على قطع دابر الارهاب من الضفة الغربية، على حد تعبيره.