قائد الطوفان قائد الطوفان

ذكرى "الفرقان" تخيم على أجواء غزة

رامي خريس   

بدد القصف (الاسرائيلي) أول من أمس أجواء قطاع غزة الهادئة، فقتل شاباً في شماله بصاروخ أطلقته طائرات الاستطلاع (الاسرائيلية) التي تحوم في سمائه، وأشعل النار في جيب وسط مدينة غزة بعد أن نجا الشبان الذين كانوا يستقلونه من الموت.

في ذلك اليوم كانت ذكرى الحرب على غزة "الرصاص المصبوب" أو "الفرقان"، التي يتذكر الغزيون كل لحظة من لحظاتها، كانت الايام تمر ثقيلة بعد أن شنت طائرات الاحتلال في صباح ذلك اليوم قبل ثلاثة أعوام أكبر غارة جوية تشنها على القطاع بل لربما كان الذين الذي ذهبوا ضحيتها هو العدد الأكبر الذي تحصده صواريخ الاحتلال في يوم واحد في تاريخ القتل (الاسرائيلي)، بل هي لحظات معدودة حصدت أرواح مئات  الشهداء.

واستمر القتل من الجو ، تبعه عملية برية ، حبس الغزيون بعدها أنفاسهم صمدوا .. قاتلوا .. ضحوا ، وفي النهاية انتصرت ارادتهم.

وبعدد 22 يوماً ظهر رئيس الحكومة (الاسرائيلية) في حينه على الشاشة ، ليعلن وقف العملية أو بالأحرى وقف المجزرة ، لملم الفلسطينيون بعدها جراحهم ، وقالوا أن الكف انتصر يومها على المخرز .

(اسرائيل) لم تبلع من ذلك اليوم مرارة الهزيمة ، قالت حينها أنها "لقنت" القطاع درساً ، أو أن المقاومة استوعبت الدرس .

منذ ذلك اليوم يواصل جيش الاحتلال تقديم وجبات ساخنة من النار من خلال الجو أو من الارض ، أو حتى من البحر عندما يلاحق الرصاص مراكب الصيادين أو عندما يصوب نحو صدورهم.

المقاومة فهمت المعادلة وعملت بموجب قواعد اللعبة نداً لند ، وضربة بضربة ، ولكن (إسرائيل) تريد فرض قانون جديد ، فهي لم تخض حرباً ، لتعود المقاومة الفلسطينية لإطلاق صواريخها في عمق التجمعات (الاسرائيلية)، فحاولت استثمار مجازرها للضغط على المقاومة فلم تفلح ، فلم يكن هناك من بد لتذكير الغزيين على الأقل بالأيام التي عاشوها قبل ثلاث سنوات ، ولا تمر ذكرى الحرب إلا وهناك ضربة لغزة .

وفي هذا العام تحديداً لا تتوقف رغبة (الاسرائيليين) على ما يبدو عند عملية قصف جوي أو أرضي فلجأت إلى تهديد القطاع بعملية كبيرة ، تقول عن الوضع الذي تصنعه بيديها أنها "لا تتحمله"، وتتحدث مستوياتها الأمنية والسياسية عن ضرورة معالجة المشكلة ، طبعاً مشكلتها الأساسية أنها لم تستطع حتى اللحظة كسر شوكة غزة .

وتشغل الأوساط السياسية والعسكرية (الاسرائيلية) حالياً نفسها بالتفكير بالوسيلة التي يستطيعون من خلالها "ترويض المقاومة" بعدما فشلت السياسات السابقة بكسر الشوكة، وهنا تقول بعض المصادر انه لن يكون ثمة مناص من اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية اذا ما استمر التصعيد الامني وصواريخ المقاومة على المستوطنات، غير مستبعدة أن تطلق المقاومة صواريخ تجاه المستوطنات اذا استمر العدوان (الاسرائيلي) على القطاع.

قدر الفلسطينيين أن يواصلوا مقاومتهم طالما استمر احتلال أرضهم ، لن يفكروا كثيراً بعواقب الأمور فخيارهم محسوم.

البث المباشر