2011 .. بدأ بالثورات وانتهى بالمصالحة

 الرسالة نت-كمال عليان

شهد عام 2011 تطورات سياسية وعالمية أثّرت على القضية الفلسطينية، ودفعت بالأمور إلى اتجاهات متعدّدة، وأعادت خلط الأوراق داخل الساحة الفلسطينية. وعلى الصعيد الخارجي، حصلت تغيرات لم تكن في الحسبان، كرياح الياسمين في تونس، والتي سرعان ما هبت إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين.

وأما على الصعيد الداخلي فأثبتت أحداث العام فشل خيار التسوية في ظل تسارع الاستيطان والاعتداءات على القدس، ومع نهاية العام ظهرت تحركات جدية لإنهاء حالة الانقسام وتم توقيع اتفاق المصالحة، كما برزت صفقة الأسرى كمؤشر واضح على انتصار المقاومة.

فشل التسوية

خلال العام 2011 دعت فصائل فلسطينية للتوقف عن الرهان على الدور الأمريكي وإلى إعلان صريح بوقف المفاوضات مع الاحتلال، والعمل على اعتماد خيارات جديدة تستند على أساس التمسك بالحقوق الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.

ولطالما طالب رئيس السلطة محمود عباس بوقف الاستيطان للعودة إلى المفاوضات، إلا أن حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو كانت أكثر صرامة وتشدد في مواقفها، خصوصا في ظل الدعم الأمريكي والأوروبي الذي تتلقاه.

لحلحة الحصار

كما شهد قطاع غزة العديد من وفود التضامن والتي عملت على كسر الحصار المفروض على القطاع، والتي كان آخرها قافلة الأحرار التونسية التي وصلت قطاع غزة الثلاثاء الماضي واستطاعت تلك القوافل المساعدة والضغط على الاحتلال في لحلحة الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 5 عوام.

كما شهدت المعابر "الاسرائيلية" لحلحة أخرى بعدما سمحت ولأول مرة منذ أعوام بتصدير فاكهة الفراولة والزهور والفلفل الأخضر من قطاع غزة إلى الدول الأوروبية، وأما معبر رفح فقد شهد تسهيلات كبيرة بعد سقوط نظام مبارك السابق.

تهويد القدس

وشهدت مدينة القدس المحتلة خلال عام 2011 المزيد من الانتهاكات والتهويد، وانتقل الحديث "الإسرائيلي" حول يهودية الدولة إلى يهودية القدس، وبات الكلام رسميا حين بدأ الكنيست قبل أيام مناقشة اقتراح حزب يميني متطرف تحويل القدس إلى عاصمة للشعب اليهودي، بالإضافة إلى تسريع وتيرة الاستيطان.

اتفاق المصالحة

ومن الأحداث المثيرة أيضا في العام ذاته هو التوقيع على اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة في الرابع من شهر مايو بعد أعوام طويلة من الانقسام، الأمر الذي أثار حالة من التفاؤل لدى الشارع الفلسطيني، إلا أنها سرعان ما انخفضت تلك الحالة لتبدأ جولة جديدة من اللقاءات بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.

استحقاق أيلول

وفي شهر سبتمبر/ أيلول 2011 لوح رئيس السلطة محمود عباس بالذهاب للأمم المتحدة لانتزاع اعتراف دولي بفلسطين دولة وهي تحت الاحتلال. وبات ما يسمى بـ "استحقاق أيلول" الشغل الشاغل له ولقيادة منظمة التحرير، وعنوان الحراك السياسي والدبلوماسي الفلسطيني والعربي فيما يخص الصراع في الشرق الأوسط بحيث طغى هذا الحراك السياسي على غيره من التحركات سواء كانت مفاوضات أو تهديدات بل تم تعليق المصالحة الوطنية لحين اتضاح مصير استحقاق أيلول، وبات وكأن مصير القضية الفلسطينية معلقا على ما ستتمخض عنه اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2011، إلا أن هذا الزخم سرعان ما اختفى بعد فشل السلطة في الحصول على العدد المطلوب من الدول الموافقة على إقامة الدولة الفلسطينية.

عضوية اليونسكو

وصوتت الجمعية العامة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة لصالح قبول "دولة فلسطين" في المنظمة كدولة كاملة العضوية.

وتلك اول منظمة تابعة للأمم المتحدة تقر عضوية كاملة لفلسطين منذ تقدم الفلسطينيون بطلب العضوية الكاملة للأمم المتحدة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

وصوتت 107 دولة لصالح قبول عضوية فلسطين، بينما عارضته 14 وامتنعت 52 دولة.

وبين الدول التي عارضت القرار الولايات المتحدة والمانيا وكندا ولاتفيا ورومانيا بينما امتنعت ايطاليا وبريطانيا عن التصويت.

بينما أيدت القرار روسيا والصين وجميع الدول العربية، وتقريبا كل الدول الافريقية والأمريكية اللاتينية.

وكان لافتا تأييد فرنسا برغم أنها سبق وأبدت تحفظات جدية على المسعى الفلسطيني في اليونسكو.

صفقة "وفاء الأحرار"

وفي الحادي عشر من أكتوبر 2011 أعلن عن التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس التي أطلقت عليها "وفاء الأحرار" ودولة الاحتلال التي أسمتها "إغلاق الزمن".

وتم بموجب الصفقة الإفراج عن 1027 أسير وأسيرة فلسطينية مقابل إطلاق سراح الجندي "الاسرائيلي" جلعاد شاليط.

جولة هنية

بدأ رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية يوم الأحد 25-12-2011 جولة عربية اسلامية يهدف من خلالها زيارة العديد من الدول العربية والاسلامية مثل مصر والسودان وتركيا وقطر وغيرها الكثير، وتعد هذه الزيارة الأولى منذ 5 أعوام من الحصار "الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة.

ثورة الياسمين

في ثورة شعبية اندلعت أحداثها في 17 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في جسده تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة العربة التي يبيع عليها من قبل الشرطة أدى ذلك إلى اندلاع شرارة المظاهرات في يوم 18 ديسمبر 2010 وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم. وأجبرت هذه المظاهرات الرئيس زين العابدين بن علي على الهروب إلى السعودية يوم الجمعة 14 يناير 2011.

تنحي مبارك

انطلقت ثورة شعبية سلمية يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 الموافق 25 يناير، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية السيئة وكذلك على فساد النظام، الأمر الذي أدى إلى تنحي الرئيس محمد حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير/شباط 2011 م، عندما أعلن نائب الرئيس عمر سليمان في بيان قصير عن تخلي الرئيس عن منصبه وأنه كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد.

ثورة 17 فبراير

اندلعت احتجاجات شعبية في بعض المدن الليبية ضد نظام العقيد معمر القذافي، حيث انطلقت في يوم 17 فبراير للمطالبة بإسقاط النظام في كافة المدن الليبية وخصوصا بنغازي، والتي سرعان ما تحولت إلى نزاعات مسلحة انتهت بمقتل القذافي وبعض أبنائه في سرت بحلول يوم 20 أكتوبر.

ثورة سوريا

ومنذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس (آذار) الماضي، قتل آلاف السوريين بسبب أساليب القمع الوحشية التي تتبعها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، ولا زالت الثورة مستمرة حتى اللحظة.

البحرين

جرت في شباط/فبراير وآذار/مارس احتجاجات نظمها الشيعة في هذه المملكة الخليجية الصغيرة التي تحكمها عائلة سنية، الأمر الذي استدعى تدخل الف جندي سعودي المملكة لدعم القوات البحرينية .

الاردن

يواجه الاردن منذ كانون الثاني/يناير حركة احتجاج تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية وانهاء الفساد بدون ان تمس بالنظام الملكي.

المغرب

شهدت المملكة تظاهرات للمطالبة بإصلاحات سياسية(...)، وبعد مراجعة للدستور المغربي فاز اسلاميو حزب العدالة والتنمية في تشرين الثاني/نوفمبر في الانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد وكلف زعيمهم عبد الاله بنكيران بتولي رئاسة الوزراء.

 

البث المباشر