بعد 3 أعوام على العدوان

هاجس الإعمار يؤرق أصحاب المنازل المدمرة !

الرسالة نت - "خاص"

رغم مرور 3 أعوام على العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة, وما نجم عنه من شهداء وجرحى، إلا أن المعضلة الأبرز هي مرور الأعوام الثلاثة على السواد الأعظم من أصحاب المنازل المدمرة، دون أن تلوح في المنظور القريب أي بوادر لإعادة اعمار منازلهم رغم وعود بمليارات الدولارات قدمتها دول كبرى لإعادة إعمار غزة.

فنسبة قليلة لا تتجاوز 20% من المنازل المدمرة كلياً -منها ما أُعيد إعمارها ومنها ما هو جاري العمل فيها- بجهود الحكومة الفلسطينية بغزة, وبعض المؤسسات الخيرية.

العدوان خلَّف دماراً كبيراً في البنية التحتية ومنازل المواطنين، حيث بلغ عدد المنازل التي دمرها الاحتلال تدميراً كلياً 3500 منزل, و5000 منزل تضرر بشكل جزئي.

أصحاب بيوت متضررة

الحاجة أم خالد النجار وأبناؤها الستة كانوا يقطنون في بلدة خزاعة الحدودية شرق خانيونس في منزل مكون من 3 طوابق, بست شقق, فشتتت آلة الاحتلال العائلة بعد أن دمرت منزلها بشكل كامل خلال الحرب.

وتقول إن أبناءها تفرقوا في مناطق مختلفة للسكن في شقق مستأجرة , بينما تعيش هي الآن في شقة صغيرة هي وأحد أبنائها , "نمشي بها حالنا". كما قالت.

وقد تسلمت العائلة من الحكومة مبلغاً من المال كدفعة أولى أنجزت به المرحلة الأولى من البناء، وتنتظر دفعة أخرى لتستكمل إعادة اعمار المنزل ويلتم شملها المشتت.

وتتابع أم خالد: " ننتظر رحمة الله حتى ننتهي من بناء البيت بشكل كامل, الحكومة وعدتنا وما زلنا ننتظر".

وناشدت المؤسسات والدول العربية لمساعدتهم من أجل إعمار بيوتهم والعودة للسكن فيها.    

وعلى بعد عشرات الأمتار فقط من الأبراج العسكرية الإسرائيلية على الخط الفاصل، تمكَّن المواطن محمد إبراهيم النجار من العودة للسكن في منزله بعد أن أعادت الحكومة اعماره.

وقال وعلامات الفرحة تغمره: "الحمد لله وزارة الأشغال عوضتنا وأعطتنا مبالغ مالية لإعادة الاعمار, وأنا اليوم أتممت بناء منزلي في المكان الذي كان عليه سابقا".

مساعٍ حثيثة

وكيل وزارة الأشغال العامة والاسكان المهندس ياسر الشنطي أكد  أن وزارته ستنتهي خلال الأشهر القليلة القادمة من اعمار 20% من إجمالي الوحدات السكنية التي دمرها الاحتلال تدميرا كليا خلال الحرب .

وبيَّن أن الحكومة انتهت من بناء 350 وحدة سكنية, وعاد أصحابها للسكن فيها, مشيراً إلى أنه جاري الانتهاء من 500 وحدة أخرى خلال الشهرين القادمين, وستبدأ مع بداية العام الجديد إجراءات لبناء 3000 وحدة أخرى.

ويشير الشنطي إلى أن الوزارة أنجزت 90% من المنازل التي دمرت تدميراً جزئيا، عبر تسليم مبالغ نقدية لبعض أصحاب المنازل لمباشرة عملية الترميم, والبعض الآخر تولت الوزارة بنفسها عملية الترميم.

وقال الشنطي إن عملية الاعمار تسير بصورة بطيئة جداً، وأن الوزارة بدأت فعلياً عملية إعادة الاعمار منذ عام واحد فقط بالصورة المرجوة؛ لكن بشكل بسيط .

وأرجع بطء عملية إعادة الاعمار خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى الحصار القائم، وعدم إدخال مواد البناء, وانعدام الدعم للمشاريع الإنشائية، موضحاً أنه منذ عام بدأت المواد تدخل القطاع عبر الأنفاق وبدأت حركة الاعمار؛ لكن ببطء شديد.

وعبر عن عدم رضاه للنسبة التي تم انجازها من إعادة اعمار المنازل , مستدركا بالقول " ذلك مرتبط في نفس الوقت بتوفر الميزانيات, ورفع الحصار, وتوفير المواد الخام" .

وناشد الشنطي الدول العربية أن تقوم بخطوات جريئة لرفع الحصار عن قطاع غزة وتوفير الدعم اللازم لإعمار ما دمره الاحتلال.

وأعرب عن استعداد وزارته للتعاون مع جميع المؤسسات من اجل المساهمة في إعادة الاعمار , وقال " قطاع غزة مفتوح لأي مؤسسة وأي شخص من أجل الاعمار , ولكن بالتنسيق مع الحكومة , والوزارة الجهة الوحيدة التي لديها بنك معلومات عن الأضرار وهي المسئولة الأولى عن الاعمار, وإن أي مؤسسة دولية أو خيرية لن تجد المعلومات الصحيحة إلا من خلال وزارة الأشغال العامة والاسكان".

البث المباشر