قائمة الموقع

بقارب تركي صغير.. "الرسالة نت" ترافق هنية

2012-01-04T07:22:59+02:00

اسطنبول – الرسالة نت " محمد عقل "

حط رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية والوفد المرافق له، رحاله في تركيا -المحطة الثالثة له بعد مصر والسودان- حيث القلاع الضخمة والمساجد العظيمة، والآثار الإسلامية التي تميز بها المعمار التركي القديم، من رائحة الإغريق والرومان والعثمانيين.

هنية غادر بلد المليون ميل مربع -السودان- وتوجه للقاء رجل الزمان -رجب طيب أردوغان- رئيس الوزراء التركي، الذى ثار لكرامة وطنه وطرد السفير الإسرائيلي بعد أن ماطل كيانه ورفض الاعتذار عن قتل بعض المواطنين الأتراك، قبالة شواطئ قطاع غزة، بعدما أصرُّوا على كسر حصار الفلسطينيين.

وفور وصوله، تفقد رئيس الوزراء سفينة "مافي مرمرة" التركية، والتقى أقرباء الأتراك التسعة الذين قتلوا على متنها, ورئيس جمعية الإغاثة الإسلامية التي أرسلت المساعدات إلى القطاع على متن السفينة التي هاجمها الاحتلال الإسرائيلي في 2010.

وحيث ترسو "مرمرة" اصطف الأتراك -رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً- يترقبون موكب القائد الحمساوي، ورُفعت الأعلام الفلسطينية التي عانقت علم الأتراك، تتوسطهم راية الحركة الإسلامية "حماس".

وبعد طول انتظار، لاح موكب هنية، وعَلت معه هتافات وشعارات أحفاد العثمانيين المرحبة برئيس الوزراء الفلسطيني المحاصر لأكثر من خمسة أعوام.

لم ينتظر الصحفيون وصول هنية للمنصة واندفعوا اليه مهللين مكبرين، ولوحظ حضور نسائي كبير جداً من طلبة الاعلام في الجامعات التركية وممن يتحدثن العربية وقد بدت عليهن مظاهر التأثر أثناء القاء هنية كلمته.

كان الحضور الاعلامي فوق التصور، والأعداد فاقت التوقعات، لدرجة أن لقاءنا كصحفيين معه لم يكن ممكناً رغم أنهم أعلنوا أن الصحفيين سيخصص لهم وقت لرؤية ومحادثة القائد الفلسطيني.

معظم الفضائيات التركية اليسارية والقومية والتجارية والاسلامية كانت حاضرة بقوة في تغطية الحدث.

"الرسالة نت" كانت لها قصة، تحكي وفاء الأتراك للفلسطينيين أينما حلوا، بعدما أخذت على عاتقها تغطية جولة رئيس الوزراء أولاً بأول.

ونظراً لازدحام الجماهير التركية التي جاءت لرؤية هنية، وحالة الاستنفار الأمني المفروضة حينها، بمحيط الميناء، لم يكن أمام "الرسالة نت" سوى أن تستقل أحد القوارب التركية الصغيرة للوصول إلى "مرمرة" وتخطي الحاجز البشري الذي اعترض الطرق بأكملها للوصول إلى الميناء البحري بإسطنبول.

استقل الطاقم الصحفي، القارب البحري الصغير، وبعدما وصل الميناء البحري وجهته، رفض صاحب القارب تقاضي أي مبلغ مالي، بعد علمه أن اللقاء سيكون مع اسماعيل هنية.

شكرنا لصاحبنا وفاءه، وفارقنا ولسان حاله يلهج بالدعاء لنا وللفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة، ولدولة رئيس الوزراء.

هنية من على مرمرة، أعلن انتصار الدم على السيف -دماء الشهداء الأتراك على الحصار والاحتلال الإسرائيلي- وأشاد بتركيا شعباً وحكومة، وأكد أن الوفاء للدماء يكون بالتمسك بالقدس والقضية الفلسطينية.

كلمة هنية، قوطعت مراراً وتكراراً بهتافات الحضور، وتحت ضغط واندفاع الصحفيين نحو المنصة اضطر الأمن الموافقة على أن تكون المسافة بين هنية والإعلاميين لا تتجاوز المترين.

وأبرز ما صدحت به حناجر الأتراك: " القهر والموت لإسرائيل" ، "اضربي اضربي يا حماس وجوه المحتلين الصهاينة" ، "فلسطين وتركيا شعب واحد مش شعبين".

وبعدها، أخذ رئيس جمعية الاغاثة الانسانية التركية "IHH" رئيس الوزراء الفلسطيني في جولة لجميع مرافق سفينة مرمرة.

والجدير ذكره، أن الحكومة الفلسطينية أقامت تخليداً لدماء الشهداء ولذكرى مرمرة، معلماً كبيراً في ميناء غزة أسمته "معلم شهداء أسطول الحرية" وهو عبارة عن نصب من تسعة أشرعة كل شراع يرمز إلى شهيد.

وقدم هنية في ختام كلمته أمام حشود كبيرة من الأتراك مجسم قبة الصخرة إلى رئيس مؤسسة IHH التركية، وكله أمل بأن تكون الزيارة المقبلة وقد تحرر القدس والأقصى الشريف.

اخبار ذات صلة