قائمة الموقع

مسئولة "الأونروا": مصر تبني جدارًا مع غزة أكثر متانة من خط بارليف

2009-12-15T07:36:00+02:00
جنود مصريين يدعمون السياج الفاصل على الحدود مع رفح

غزة –الرسالة نت

أكدت كارين أبو زيد المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) صحة المعلومات التي سربت أخيرا بشأن بناء الحكومة المصرية للجدار الفولاذي على حدودها مع قطاع غزة، مضيفة أن المعلومات التي لديها تؤكد أن تكلفة بناء الجدار كاملة تكفلت بها الحكومة الأمريكية.

وأضافت خلال ندوة أقيمت أمس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حضرها عدد من أساتذة الجامعة وطلابها، أن السياج يبنى من الفولاذ القوى وأنه صنع في الولايات المتحدة وقد تم اختبار مقاومته للقنابل، واصفة إياه بأنه أكثر متانة من خط بارليف الذي بني على الضفة الشرقية لقناة السويس قبل حرب أكتوبر 1973.

وكانت مصادر أمنية مصرية "للمصريون" نفت في وقت سابق ما أوردته تقارير إسرائيلية عن أن مصر بدأت في تشييد جدار حديدي ضخم على طول حدودها مع قطاع غزة، في محاولة للقضاء على أنفاق التهريب الممتدة على طول الشريط الحدودي الفاصل بين أراضيها والأراضي الفلسطينية جنوب قطاع غزة.

غير أن مسئولة "الأونروا" أكدت صحة المعلومات، ولم تستبعد أن يكون الهدف من بناء الجدار هو التمهيد لشن هجمة إسرائيلية مرتقبة على قطاع غزة، وذكرت أن عملية تشييده تأتي تنفيذًا للاتفاق الأمني بين الحكومة الإسرائيلية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قبل مغادرته البيت الأبيض بساعات.

وأبدت المسئولة الدولة أسفها لاشتراك الحكومة المصرية في مثل السيناريوهات التي وصفتها بأنها "سيئة السمعة ولا تخدم إلا إسرائيل"، متوقعة أن يكون المردود السلبي طويل المدى على الأمن القومي المصري كبيرا في حال شن أي هجمات إسرائيلية على قطاع غزة والتي لم تستبعد أن تكون قريبا، حسب قولها.

وفى ردها على سؤال حول مدى تأثير هذا الجدار على حياة سكان غزة، حذرت المفوض العام للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين من أنه سيزيد من واقع حياتهم صعوبة، خاصة أن أكثر من 60 في المائة الاقتصاد الفلسطيني في غزة قائم على الإنفاق التي يتم استخدامها في تهريب السلع من مصر إلى القطاع.

وكانت صحيفة "هآرتس" ذكرت في تقرير نشر مؤخرا، أن مصر عكفت على دراسة طرق وقف تلك الأنفاق الحدودية عبر مشاورات مع الولايات المتحدة وتسيير دوريات مصغرة مشتركة بين القوتين، مستخدمين أجهزة استشعار لتحديد أحجام وأعداد تلك الأنفاق الحدودية.

وأشارت إلى أن عملية تشييد الجدار الحديدي بدأت بالفعل باستخدام ألواح عملاقة من الفولاذ الصلب واستمرار أعمال الحفر الرأسية في عمق الأرض، إلا أن مراقبين توقعوا ألا يقضي ذلك الجدار على أعمال التهريب بين مصر والقطاع بشكلٍ نهائي، وفق الصحيفة.

إلى ذلك، تقدم النائب الشيخ السيد عسكر عضو مجلس الشعب عن كتلة "الإخوان المسلمين" ببيان عاجل للدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب حول ما يتردد عن بناء مصر جدار فولاذي على الحدود مع غزة، فيما اعتبره يهدف لإحكام الحصار على الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوضح النائب أنه تواترت أنباء عن قيام الحكومة المصرية بإنشاء جدار عازل بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى بغية إحكام الحصار على إخواننا في قطاع غزة لإخضاعهم للمطالب الإسرائيلية والأمريكية، مشيرا إلى أن ذلك "يعد مشاركة منا لعدونا ضد إخواننا".

وتساءل عسكر: كيف انقلب موقف مصر من بلد مساند للحرية ومدافع عن حقوق المظلومين ونصير للأحرار في كل أنحاء العالم إلى بلد يناصر الظلمة ويؤيد المعتدين ويخذل الأحرار والمظلومين.

وحذر من أن هذا الوضع الغريب يضر بمصر وبسمعتها وكرامتها ضررا بالغا وليس له ما يبرره، وتساءل: هل الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية صارت مقبولة من حكومة مصر العظيمة إلى هذا الحد؟. 

 

اخبار ذات صلة