شعر : محمد يوسف حسن أبو رعد – أم الفحم/ فلسطين
رأيت الـليلَ نفسي فـي مـنـامـي
كأن الـنـاس فـي عـيـشٍ رغـيـدٍ
وأن الـخـبـز أحـســبـه وفــيــرا
كأن الخلق في الفردوس عاشوا
فلا ظمئوا ولا هُـجـرت بـيـوتٌ
ولا ذرفت عــلى الأيـتـام عـيـنٌ
ولا عـَرَفت مـعـاجـمـنـا لـجـوءا
ولا هـَدمَ الحـقـودُ لـنـا بــيـوتــا
ولا رمـل الـجـنـوب يداس قهرا
ولا القدس الـشريـفـة فـي حـداد
ولا تبكي عـلـى الأطلال ثـكـلى
وعتمُ الســجـن لم يعرف شبـابـا
وتـاجــرنــا أمــيــنٌ ذو زكــــاةٍ
رأيـت الكـُرْهَ محـصــورا بـحـدٍ
وذاك الـشـيـخ يـرفـلُ في ثـيـابٍ
وحـبُّ الـبـيــت لـلأزواجِ حــبٌ
وليلى من صــبـايـا الـحـي دوما
لـمـاذا يـا نـهـار الـفـجـر تـأتــي
ويـَبقـى الـنـوم حـالـي كـلَّ يــوم
ألا لـيـت الـحـيـاة تــمـنُّ يــومــا
===========================
كـأنـّـي دون هـمّ أو ســـــقــام
فـلا ضـيـقٌ ولا ظـلـم اللـئــام
وألـْبـانٌ تــُدَر بـلا انـفــطـــام
وصار الثوب مسدول الكـمام
ولا خَربتْ بتـكـرار الصــدام
وظـل الناس فـي عيش الوئام
ولا داسَ الـعـدو عـلـى الـشآم
أيـجـرؤ أن يـبـادر بـالخصام؟
فـذا نـقـبٌ وذي دار الــكــرام
ولا حـفـروا أخـاديـد الــزؤام
ونار الشوق تنخر في العظام
ولم تـُخفَ العــدالـة بـالـظـلام
ولــم يـَخلـط حـلالا بـالـحـرام
وألـفـاظ ُ الـبـذاءة فـي لـجـــام
عـزيـزَ الـنفس مرفوعَ الوسام
يـفـوقُ العشـقَ مقرونَ الغرام
وقـيـسٌ لا ينوح على الحطام
ألا تـُبـقـي عـلـى ذاك الـلـثـام
فلا أصحو على سود الغـمـام
بـمعـتـصـم شجاع أو هـمام