غزة - الرسالة نت
أكد وزير التربية والتعليم العالي د. أسامة المزيني أن جولته الخارجية حققت نتائج ايجابية كبيرة وفتحت المجال الواسع لتنفيذ اتفاقيات شراكة مختلفة لخدمة المجال التعليمي والتربوي في مختلف النواحي.
وقال المزيني خلال لقاء موسع عقده مع أركان الوزارة بغزة، إن الجولة حققت نتائج "إيجابية" على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والمادية والمهنية, خاصة في مجال التعليم.
وأوضح أنه سيتم في الفترة المقبلة جدولة سلسلة من الزيارات، من قبل أركان الوزارة، على مستوى وكيل الوزارة والوكلاء والمدراء وذوي الاختصاص لمتابعة وتنفيذ مختلف التفاهمات والاتفاقيات التي تم بحثها, مشيراً إلى أن هناك دولاً أخرى بصدد زيارتها في المستقبل، مثل قطر والجزائر.
وتحدث المزيني خلال الاجتماع عن جولته الخارجية بشكل موسع، حيث كانت أولى اللقاءات مع الرئيس السوداني عمر البشير، حيث شرح للأخير صورة الأوضاع التعليمية في غزة، خصوصا في ظل الحصار الإسرائيلي والعدوان الأخير على القطاع.
وأشار إلى أنه التقى الجالية الفلسطينية بالسودان والاتحاد العالمي للطلبة الفلسطينيين الدارسين في الجامعات الفلسطينية، مؤكداً أنه لمس لديهم شكاوي ومطالب عدة، واعداً بالسعي الجاد لحلها.
ونوه وزير التعليم إلى أنه التقى أيضاً بجمعيات ومؤسسات مختلفة وتم الاتفاق على توفير 40 منحة طبية ستكون بشكل سنوي، علاوة على وجود متابعات فيما يتعلق بالمنح الخاصة بتخصصات أخرى.
زيارة تركيا
وحول زيارته إلى تركيا قال د. المزيني إنه بحث العديد من المشاريع الاستراتيجية التي تخدم القطاع التعليمي، خصوصاً دعم الأبنية المدرسية والمختبرات والتعليم المهني وما يخص تبادل الخبرات التربوية والتعليمية.
وبين أنه التقى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعرض عليه صورة الأوضاع التعليمية في القطاع والحاجة الماسة إلى بناء 140 مدرسة في غضون الثلاث سنوات المقبلة, ومدى احتياج غزة من المدارس المهنية وتطوير كوادر المعلمين المهنيين، إضافة إلى التطرق لمسألة توفير القروض والمنح التي يحتاجها أبناء القطاع, خاصة وأن معظم القروض تذهب إلى سلطة رام الله ولا ينال منها طلاب القطاع إلا القليل.
وأوضح د. المزيني أنه التقى بوزير التعليم التركي وتباحث معه أوضاع التعليم في غزة وكيف أثرت الحرب والحصار على مجمل العملية التعليمية بشكل سلبي, مشيراً إلى أنه عرض على نظيره التركي رغبته في أن تكون هناك مدرسة تركية في غزة على غرار المدرسة الأمريكية حتى يتسنى للطلاب الذين يرغبون بالدراسة في تركيا الدخول في جامعاتها بسهوله.
وذكر أنه تم الاتفاق على أن يأتي وفد من وزارة التربية والتعليم بغزة على مستوى الوكيل والوكلاء المساعدون لزيارة تركيا، كما تم الاتفاق على تبادل الخبرات التربوية والتدريبية في مجال التعليم وغيره من المجالات.
كما أكد وزير التربية والتعليم على أهمية تبادل الزيارات، داعياً نظيره التركي لزيارة غزة، إضافة إلى وجود تعاون متبادل في المؤتمرات التربوية، وقد رحب الوزير التركي بذلك.
كما تحدث المزيني للوزير التركي عن ضرورة التعاون في مجال البحث العلمي، أن يكون هناك تنسيق وإجراء بحوث مشتركة، لافتاً إلى أهمية زيارة رئيس مجلس البحث العلمي بغزة إلى تركيا في الفترة المقبلة.
وبيَّن الوزير المزيني إلى أنه اتفق مع وزير التعليم التركي على استقدام مدربين من غزة في تركيا بجميع مجالات التعليم مثل القياس والتقويم وفي الإشراف والتعليم المهني وغير ذلك، بهدف الاستفادة من الخبرة التركية، بما يخدم القطاع.
والتي الوزير، بوفد من رجال الأعمال الفلسطينيين، وجرى الاتفاق على ضرورة تنفيذ مشاريع جدية تخدم التعليم في المستقبل.
وفيما يتعلق بالمنح كشف المزيني عن موافقة تركيا على تقديم منح دراسية، مشيرا إلى أن المنح ستكون في المجال العلمي والتقني والتطبيقي.
زيارة تونس
وفيما يتعلق بزيارته إلى تونس، قال وزير التربية والتعليم إنه بحث توقيع عدة تفاهمات واتفاقيات هامة مع نظيره التونسي منصف بن سالم, خلال جولة للمراكز والمرافق العلمية.
وأوضح أن الاتفاقيات تتعلق بالمنح والبعثات الدراسية، حيث سيكون هناك 30 منحة بكالوريوس و5 منح ماجستير و5 منح دكتوراة بشكل سنوي في تونس، إضافة إلى اتفاقية لتنفيذ زيارات متبادلة بين مجلس البحث العلمي في غزة، والمعهد الوطني للبحث والتحليل الفيزيائي والكيميائي التونسي، وذلك في إطار تبادل الخبرات والشراكة البحثية.
وتجول المزيني بصحبه الوزير التونسي في عدة مرافق تربوية وعلمية هامة، ومن بين هذه المرافق المعهد الوطني للبحث والتحليل الفيزيائي والكيميائي، والمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية، ومدينة العلوم التكنولوجية، والعديد من المرافق، كما واطلع خلال جولته على نشاطات هذه المراكز وأبحاثها وتجاربها التعليمية والعلمية المتنوعة.
وأشار إلى أنه تم الحصول على وعد لتنفيذ اتفاقية هامة حول إجراء بحوث حول الإشعاعات النووية في غزة يقوم بها المركز الوطني للعلوم والتكنولوجية النووية التونسي.
وبين أن ذلك جاء بعد اطلاع إدارة المركز على حاجة غزة لإجراء مثل هذه البحوث الهامة، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، واستخدام الاحتلال أسلحة محرمة ضد السكان وحدوث حالات مرضية ووفيات وتلوثات بيئية خطيرة.
وذكر أنه وقَّع اتفاقية أخرى حول استقدام طلاب ومهندسين متميزين من غزة لزيادة خبراتهم في مجال التقنيات التكنولوجية والاتصالات التكنولوجية الدقيقة، إضافة لتنفيذ زيارات بالمستقبل لطلبة المدارس إلى مدينة العلوم التونسية -وهي إحدى المدن العلمية التي تقدم خدمات تعليمية وبحثية وتكنولوجية متطورة-.