قائد الطوفان قائد الطوفان

هل تقبل السلطة رجم جنود الاحتلال بالحجارة ؟

الرسالة نت-رامي خريس

عاد الحديث عن "المقاومة الشعبية " للتداول مرة أخرى في البورصة السياسية الفلسطينية منذ اللقاء الذي جمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل برئيس السلطة محمود عباس بالقاهرة ، والذي أُعلن فيه تبني " المقاومة الشعبية"، وبرزت العديد من التحليلات المتباينة عن خيار المقاومة الشعبية ومدى مناسبته في الحالة الفلسطينية وما يمكن أن يحققه من أهداف، كذلك طفا على السطح تباين في وجهات النظر حول مفهوم "المقاومة الشعبية" وطبيعتها وأي الأشكال التي يجب أن يتبناها الفلسطينيون.

مناقشة

من المؤكد أن أي طرح جديد أو قديم يجب أن يخضع للتفكير والمناقشة، فلا يمكن أن يتم رفض أي حديث عن فكرة بدون الغوص في تفاصيلها والوقوف أولاً وأخيراً على المفاهيم المتعلقة بها، وفي المقابل لا يجوز أن نتبنى أي طرح بدون معرفة النهاية التي يمكن أن يسير بنا اليها، وكل ذلك ينطبق على "المقاومة الشعبية" كمصطلح وخيار.

ويرى عدد كبير من المراقبين أن الفلسطينيين ذهبوا بالأساس إلى "المقاومة الشعبية" في انتفاضاتهم الأولى والثانية، فكانت المسيرة والمظاهرة والحجر وإطارات السيارات المشتعلة هي وسائلهم التي استخدموها في مقارعة الاحتلال ، وفي أحداث انتفاضة الأقصى كانت البدايات الأولى شعبية بامتياز ، لكن التطور الذي حصل كان ردأ على جرائم الاحتلال الاسرائيلي التي ارتكبها بحق المتظاهرين انفسهم عندما قابل الحجارة بوابل من الرصاص الحي ، وكان إطلاق النار من جنود الأمن الوطني في الضفة الغربية رد فعل طبيعي بعد رؤيتهم الدماء تسيل بغزارة من الشبان الفلسطينيين الذين لا يحملون أي نوع من السلاح .

تساؤلات

وهنا تبرز أسئلة كثيرة وكبيرة حول "السلاح" ، هل ستكون "المقاومة الشعبية " بديلاً للمقاومة المسلحة أم رديفاً لها ؟ ، أم ستكون "المقاومة الشعبية "مرحلية ؟ ، وهل ستكون في الضفة وغزة أم في الضفة لوحدها ؟ ، وإذا كان الحديث عن الضفة وغزة معاً ، فكيف ستكون المقاومة في غزة شعبية والاحتلال يرابط على حدودها فقط؟ ، إلى مدى ستقبل سلطة فتح في الضفة "المقاومة الشعبية" ؟ ، هل ستقبل أن يُرجم جنود الاحتلال بالحجارة ؟ ، أم أن "المقاومة الشعبية " لها عندهم مواصفات محددة ؟

الأسئلة لا تزال كثيرة وتحتاج لنقاش عميق ، ولكن يبدو أن الرفض الذي جوبه به الاقتراح ، كونه نابعا من عدم وجود ثقة بالطرف الذي طرحه مؤخراً ، وهو رئيس السلطة محمود عباس ، فدوافعه كما يراها البعض ليس مقصوداً منها البحث عن خيارات لتعزيز المقاومة بأشكال مختلفة بل هي محاولة للالتفاف عليها ليس إلا .

مع ذلك فإن كل فكرة جديدة تحتاج إلى نقاش وتفكير عميق قبل القبول بها أو رفضها .

البث المباشر