غزة – الرسالة نت
وصف الكاتب محمد حسنين هيكل في أولى حلقات كتابه الجديد "مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان" الرئيس السابق حسني مبارك بالبقرة الضاحكة(لافاشكيري).
ويعد كتاب هيكل الجديد سلسلة جديدة من حلقات "خريف الغضب" التي استعرض فيها هيكل تاريخ انور السادات وقال إن لون السادات الأسود البشرة كان أحد عٌقد السادات النفسية أثرت علي تركيبته الشخصية، وها هو يعيد الكرة مع الرئيس السابق حسني مبارك ليستعرض تاريخه.
وتابع هيكل في كتابه: "إن كل من ادعوا معرفتهم بمبارك، لا يعرفون عنه شيئا، فلا توجد صورة محددة للرجل حتى الآن، لكنه قدم عرضًا لمجموعة من الصور الذهنية عنه، منها واحدة تشبهه بالبقرة الضاحكة.
وتساءل كيف استطاعت "بقرة ضاحكة" أن تحكم مصر 30 سنة؟, وإذا أخذنا الصورة الأكثر بهاء لمبارك التي قدمت الرجل إلى الساحة المصرية والعربية بعد حرب أكتوبر باعتباره قائدا لما أطلق عليه وصف "الضربة الجوية" ــ
"إذن فكيف تنازلت "الأسطورة" إلى تلك الصورة التي رأيناها في المشهد الأخير له على الساحة، بظهوره ممددا على سرير طبى وراء جدران قفص في محكمة جنايات مصرية، مبالغا في إظهار ضعفه", على حد وصف هيكل.
وقال هيكل:"إذا أخذنا صورة الرجل كما حاول بنفسه وصف عصره زاعما أنه زمن الإنجاز الأعظم في التاريخ المصري منذ " محمد علي".. إذن كيف يمكن تفسير الأحوال التي ترك مصر عليها؟".
وأضاف :"وهي أحوال تفريط وانفراط للموارد والرجال، وتجريف كامل للثقافة والفكر، حتى إنه حين أراد أن ينفي عزمه على توريث حكمه لابنه، رد بحدة على أحد سائليه وهو أمير سعودي تواصل معه من قديم قائلا بالنص تقريبا: " يا راجل حرام عليك، ماذا أورث ابني..أورثه خرابة؟؟".
وأوضح هيكل أن الأمير السعودي لم يسأله متى وكيف تحولت مصر إلى خرابة حسب وصفه، وهل تولى حكمها وهي على هذه الحال، وإذا كان ذلك فماذا فعل لإعادة تعميرها طوال ثلاثين سنة؟، وهذه فترة تزيد مرتين عما أخذته بلاد الصين والهند والملايو لكي تنهض وتتقدم.
واستطرد هيكل: "برغم وصول مبارك إلى قاعة المحكمة ممددا على سرير طبي دخل به إلى زنزانة حديدية، فإن التهم التي وجهت إليه ليست هي التهم التي يجب محاكمته عليها بل هي آخر التهم التي يمكن أن توجه إلى رئيس دولة ثار شعبه عليه وأسقط حكمه وأزاحه".