قائمة الموقع

أزمة الكهرباء تتجدد .. والغزيون يحلمون بحل

2012-01-16T08:32:22+02:00

الرسالة نت - شيماء مرزوق

أخذ كل منهم شمعته وجلس وحده في زاوية بعيدة يحمل كتابه بيده ويحاول أن يوفر لنفسه بعضا من الهدوء ليذاكر دروسه ويستعد لامتحانه الذي سيتقدم إليه في صباح اليوم التالي, ولكن الشمعة لم تسعفه كثيرا فسرعان ما ذابت ليترك كتابه ويبدأ يبحث عن أخرى لعلها تنير له بعض السطور.

الطفل عبد الرحمن في الصف السادس الابتدائي من سكان حي الدرج بمدينة غزة.. يصف لنا معاناته مع انقطاع الكهرباء المتكرر في فترة الامتحانات التي يلاحظ فيها زيادة فترة الانقطاع, فيقول: "نحن خمسة إخوة، ونحن في فترة امتحانات، وبحاجة للإضاءة لمذاكرة دروسنا".

ووضعت شركة الكهرباء في قطاع غزة برنامجا محددا لساعات انقطاع التيار الكهربائي، ولكن تزيد ساعات الانقطاع كثيرا عن الجدول المحدد، وهذا ما يثير سخط المواطن الفلسطيني.

إلى متى ؟

وتتعالى الأصوات المحذرة من أزمة خانقة وعجز كبير في كهرباء غزة بين فينة وأخرى، مما يزيد اليأس في قلوب الغزيين من إمكانية إنهاء أزمة الكهرباء التي برزت منذ خمس سنوات مع بداية الحصار.

ويضيف عبد الرحمن: "والدي عامل ولا يملك ثمن ماتور الكهرباء أو ثمن البنزين الذي يحتاجه يوميا, ولذلك نذاكر دروسنا على الشمع الذي نشتريه كل يوم".

أما أم عبد الرحمن فتتسلل إلى المطبخ لإعداد الطعام لأولادها وتغلق الباب خوفا من أن يلحق بها طفلها ذو العام الواحد, وتضيء شمعة أخرى تحاول بها أن ترى زوايا مطبخها والطعام الذي ستحضره.

وهنا تتساءل الـأم: "إلى متى سيستمر هذا الحال؟.. لقد سئمنا انقطاع الكهرباء الذي لم يتوقف حتى في الامتحانات", وتضيف: "أطفالي لديهم امتحانات ويدرسون على الشمعة"، وتتابع: "لا أحد يتحدث عن أي بوادر لإنهاء الأزمة بل يخرجون علينا كل يوم ليبشرونا بكارثة جديدة وفترة انقطاع أطول".

معاناة أم عبد الرحمن لم تبتعد كثيرا عن معاناة الطالبة في الثانوية العامة ريهام أسعد من سكان التفاح في غزة، والتي تؤكد أنها تعاني كثيرا جراء تواصل انقطاع التيار الكهربائي في هذه الآونة التي تشهد امتحانات نصف نهائية للطلبة في جميع المدارس, وتقول: "انقطاع التيار الكهربائي عرقل دراستي كثيرا إذ باتت ساعات الدراسة قليلة جدا ولا تتناسب مع حجم الدراسة الهائل الذي يتراكم علينا، وهذا يضعنا في وضع نفسي سيئ للغاية، ويؤثر على تحصيلنا الدراسي".

وتأمل الطالبة ريهام بأن يجري إيجاد حل فوري لتلك المعاناة التي تعرقل مسار الحياة الطبيعية لجميع الطلبة, قائلة: "يجب أن تحل تلك القضية، ففي كل عام نعيش تلك المعاناة وكلنا أمل في أن يأتي العام الجديد ومعاناتنا مع الكهرباء تكون قد انتهت.. لكن لا نعرف لماذا لا تحل هذه المشكلة التي تؤرق كل الفلسطينيين في قطاع غزة؟".

بينما توقعت سلطة الطاقة أن تتمكن من تشغيل المولد الرابع في محطة الكهرباء بغزة خلال شهرين في حال أتمت مشروع جلب محولات إضافية من جمهورية مصر العربية.

وقال مدير مركز معلومات الطاقة أحمد أبو العمرين في تصريحات صحفية إن العجز في إمدادات الطاقة الكهربائية يبلغ حاليًا 40%، "وهو سبب القطع يوميًا 8 ساعات"، مبينًا أنه لا يمكن حل الأزمة دون زيادة مصادر الطاقة.

وأكد أبو العمرين عدم صحة الأنباء التي ترددت حول توقف المحطة أو أحد مولداتها، مؤكدًا عدم وجود سبب لذلك.

وقد حاولت "الرسالة نت" التواصل مع المسؤولين في سلطة الطاقة والجهات المعنية لكنها لم تتلق أي رد.

ويبقى الحلم الكبير الذي يراود الغزيين مع بداية العام الجديد هو وقف انقطاع التيار الكهربائي وحل الأزمة التي أرقتهم لخمس سنوات متواصلة.

وفي كل عام يطفئ العالم أنواره لتضيء سماءه الألعاب النارية احتفالا بالعام الجديد أما غزة فليست بحاجة لإطفاء أنوارها لأنها اعتادت مؤخرا الاحتفال برأس السنة بلا كهرباء.

اخبار ذات صلة