الرسالة نت - مؤمن الخالدي
يجسد الأسير الفلسطيني نموذجاً فريداً من الصمود والصبر بين مخلبي المحتل "الإسرائيلي" الذي يهدف لكسر إرادة الفلسطينيين الذين يطالبون بحقهم المسلوب, وكان الأسير أول من بادر لدفع الثمن من زهرة شبابه ليزهر ربيع بلاده بالحرية والإستقلال.
وبينما يشتد عدوان الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين جراء تصاعد وتيرة انتهاكات "اسرائيل" لأبسط حقوقهم، قرروا خوض الإضراب عن الطعام في سجن "ريمون" كل يوم ثلاثاء وإغلاق السجن يوم السبت من كل أسبوع من بداية الشهر المقبل.
دعوة لانتزاع الحق
وزير الأسرى والمحررين الفلسطيني د. عطا الله أبو السبح استنكر الهجمة "الشرسة" التي تشنها إدارة مصلحة السجون "الإسرائيلية" بهدف عقاب الأسرى وسلب إنجازاتهم التي حققوها عبر سنوات طويلة من النضال ضد السجان.
ودعا أبو السبح في تصريح لـ"الرسالة نت"، اليوم الاثنين, الأسرى الفلسطينيين لنزع حقوقهم المسلوبة في ظل الصمت العربي والدولي المُطبق.
وقال: "إن إرادة الأسرى الأبطال أقوى من إرادة السجان الإسرائيلي" وشدد أن الأسرى فرضوا على الإحتلال معادلة جديدة بددت حالة الخضوع لممارسات مصلحة السجون".
وأوضح أبو السبح أن معاناة المرضى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال تتفاقم, مشيراً إلى أن الإدارة "الإسرائيلية" لم تقدم العلاج اللازم للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة وتتفاقم معاناتهم جراء البرد القارص.
ووجه مناشدة للدول العربية والإسلامية والمؤسسات الحقوقية للخروج عن صمتها والشروع بخطوات عملية تنهي حالة الموت البطيء التي يعيشها الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وتمنى أبو السبح أن تتبنى دول "الربيع العربي" بشكل خاص قضية الأسرى وتضعها على سلم أولوياتها.
خطوات عملية
من جانبه, قال صابر أبو كرش رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين أنهم على تواصل دائم مع الوفود التي تزور غزة لكسر الحصار بهدف تحميلهم رسالة لدولهم وشعوبهم بضرورة التحرك على كافة المستويات لإنقاذ الأسرى الفلسطينيين.
وأضاف: "أرسلت الجمعية وفداً مختصاً بشؤون الأسرى إلى الدول العربية والإسلامية، للبحث في سبل إنهاء معاناة الأسرى"، مشيراً إلى أن أبرز من جرى التواصل معهم اتحاد المحاميين العرب بالأردن.
وكشف أبو كرش في تصريح لـ"الرسالة نت" عن نية الجمعية إرسال وفد إلى دولة تونس خلال الأيام القليلة المقبلة للقاء شخصيات حكومية وحقوقية من أجل تفعيل قضية الاسرى الفلسطينيين.
ودعا الصليب الأحمر الدولي لتشكيل لجان مختصة لمراقبة انتهاكات الاحتلال "الاسرائيلي" في السجون وتجنيد الضغط الدولي الازم لوقف عداون الاحتلال على الحركة الأسيرة بأكملها والمستر منذ عقود.
واقع الإضراب
الأسير المحرر في صفقة "وفاء الأحرار" زيدان زيدان وصف لـ"الرسالة نت" واقع الإضرابات التي تجري في السجون بأنها الورقة الأخيرة في يد الأسير الفلسطيني لمواجهة "المخرز" "الإسرائيلي" الجائر.
وأوضح زيدان, أن الإضراب يزيد تدريجياً, فيبدأ الأسرى بالامتناع عن تناول الطعام، ومن ثم يرفضون الخروج من "الزنازين" وما تسمى "بالغرف", مشيراً أنه في بعض الأحيان يتراجع الاحتلال عن قراراته وفي وقت آخر يضاعف العقوبات والإجراءات القمعية ضد الأسرى الفلسطينيين.
لا تلتفت أنظار الأسير الفلسطيني عن قضبان زنزانته أملاً في أن تبددها المقاومة الفلسطينية كما بددتها عملية "الوهم المتبدد" التي توجت بـ"وفاء الأحرار".