قائمة الموقع

ماذا فعل بهم "القسام" ليتوسلوا البقاء في غزة؟!

2012-01-21T11:49:46+02:00

الرسالة نت - أحمد الكومي

كثيرة هي التقارير والتحليلات الصحفية التي تسترعي انتباه القارئ الفلسطيني والعربي، حينما يدور رحاها حول قضية تلتصق ثناياها بكتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- ولا نخفي سراً أيضاً، أن عملاء (إسرائيل) يتمترسون خلف شاشات حواسيبهم ليل نهار، يترصدون بكل صغيرة وكبيرة تشير الى جهاز عسكري خلط "الحابل بالنابل" لدى الكيان وأعوانه.

وما حمل تقريرنا من عنوان ذُكر فيه اسم "القسام"، سيدفع خبراء الاحتلال -بدون أدنى شك- إلى الجلوس جيداً على كراسي اسفنجية، ولبس نظارات "طبية" في جو ملؤه الهدوء، والشروع بتدقيق كل كلمة تَرِدُ فيه، علَّهم يحققون نصراً مرْجواً بالعثور على ثغرة تَهدي إلى معلومة من شأنها "لي ذراع المقاومة".

ولقطع الطريق على خبراء الاحتلال وعملائه، ارتأت "الرسالة نت" تعقيم التفاصيل بعناية، ولفت الأنظار إلى فحوى ما هو آتٍ فقط.. والآتي باختصار يتمحور حول مواقف لمتضامنين عرب، زاروا قطاع غزة مؤخراً؛ لنصرة أهله, وطمعاً في رباط ليلة على ثغوره، التي يتولى "القسام" حراستها.

شوق لرجال المقاومة

بعيداً عن العاصمة "غزة" حيث "تل أم عامر الأثري" في النصيرات وسط القطاع، كانت لقافلة "أميال من الابتسامات 8" جولة زراعية وسياحية، لأكثر من 50 متضامناً من دول عربية وأوروبية.

وهناك كانت لحظة اللقاء بمتضامن فرنسي من أصل جزائري، يدعى "لقمان"، الذي ما فتئ يعظ "الرسالة نت" بألا تحيد عن نهج الإعلام المقاوم، وأن تشارك - بالقلم والصورة - البارود والسلاح في مواجهة الاحتلال.

"لقمان" شاب في العشرينات من العمر، يدرس "الفيزياء" في إحدى الجامعات الفرنسية، حضر إلى قطاع غزة برفقة زوجته وأخيه لأول مرة متضامناً، والشوق يتملكه لرؤية "رجال المقاومة" على وجه الخصوص.

لم يتوان لقمان للحظة عن سؤالنا عن أيام العدوان الإسرائيلي على غزة، وكيف عاش الغزيون الـ22 يوماً في وقت عزَّ فيه النصير واستحكمت عليهم حلقات الحصار براً وبحراً وجواً، وكانت "الرسالة نت" وقتها تمارس دور "المرشد" للشاب قصير القامة، قمحي البشرة.

وفي غمرة الحديث الدائر بيننا، كان قدر الله بأن تشن طائرة إسرائيلية من نوع "F16" غارة وهمية، دوَّى صوتها عالياً في أرجاء المنطقة، فما كان من لقمان إلا وارتدعت فرائصه وأخذ ينظر شمالاً ويميناً والخوف يتملكه.

طمأنته "الرسالة نت" وشرحت له طبيعة الصوت، وتعجب عندما علم أنها غارة "وهمية"، وتساءل بلغته الفصحى: "يالله، وهمية وصوتها دبَّ الرعب في جسدي وهزَّ المكان بأكمله ! .. ماذا لو كانت حقيقية؟"، رغم أنه أخبرنا مسبقاً بأنه شاهد جثث الشهداء والإصابات على شاشات التلفاز وقت الحرب، فحضور الواقع بطبيعة الحال "أبلغ مما يتحدث به الإعلام".

فرصة لا تعوَّض

وفي المحطة الثانية، لأعضاء القافلة، حيث بيروحاء النخيل بخانيونس، التقت "الرسالة نت" بالشاب المتضامن "عز الدين الجزائري" الذي ما إن استفسرنا منه عن سبب مجيئه للقطاع، حتى كانت الإجابة كسرعة البرق: "جيت علشانكم".

تبسم عز الدين بعدها، وبدأ يُعرِّف عن نفسه، وقال إنه يدرس الصحافة والإعلام بالجزائر، ويعمل صحافياً بجريدة البلاد الجزائرية، وكان قد شارك في أسطول الحرية 1 الذي اقتيد إلى ميناء أسدود المحتل، بعد تهديدات الكيان بقطع الطريق عليه، ووصل المتضامنون على متنه إلى قطاع غزة براً.

وعن ذلك، يقول: "جئت إلى غزة بحراً وبراً ، والمرة الثالثة سآتي إليكم جواً بإذن الله".

وحول جولتهم الليلية على رجال المقاومة المرابطين على الحدود، فجَّر "عز الدين" مفاجأة مدوية بأقواله التي أثارت تعجب من كان حاضراً الموقف، حيث قال: "أقسمت لرئيس القافلة د. عصام يونس بأني لو لم أذهب لرؤية المرابطين وجنود القسام، فسأمزق جواز سفري ولن أعود للجزائر مطلقاً".

والمتضامن الجزائري الثالث الذي يدعى "فاروق مدَّاح"، أجاب عندما سُئل عن جولة المرابطين: "ليتهم سمحوا لنا بالرباط معهم، والله إنها فرصة العمر".

وكشف لـ"الرسالة نت" بأنه كان له فخر إطلاق أول رصاصة في حياته من سلاح قسامي، مضيفاً: "كم كنت فرِحاً عندما سُمح لي بإطلاق رصاصة.. حقاً فرحة لا توصف".

وبينما كنا نتبادل أطراف الحديث في بيروحاء النخيل، حتى انحنى "فاروق" إلى الأرض، وأمسك بحصاة صغيرة وقبَّلها ثم وضعها في جيب معطفه، فسألناه عن ذلك، فقال: "أمي أوصتني بأن آتي بحصاة من أرض غزة".

وفجَّر -كما سابقه- مفاجأة مدوية، عندما قال: "والله لو أعطتني حكومة حماس بطاقة إقامة في غزة، فلن أعود للجزائر".

وعندما سمع نظيره المتضامن "عبد الناصر قدادرة" ذلك، تدخل قائلاً لـ "الرسالة نت": "أنتم شعب يمتاز بالتحدي".

وأضاف ويده تقبض أيدينا: "عندما رأيت شباب القسام على الثغور لا يفصلهم عن العدو سوى أمتار.. احتقرت نفسي"، ومن ثم تركنا وتوجه إلى الحافلة، وقبل أن يستقلها أدار وجهه لنا وقال: "والله لو عرض علي العودة.. فلن أعود".

وفي الختام، ودَّعت "الرسالة نت" المتضامنين العرب، وكان رجائهم بأن يكون بحوزتنا أعداداً ورقية من صحيفة الرسالة نوزعها عليهم؛ كي يعودوا بها إلى بلادهم لتكون من "ريحة المقاومة" وفق وصفهم.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00