طوفان نحو التحرير طوفان نحو التحرير

المصالحة.. مبادرات حمساوية يقابلها تهرُّب فتحاوي!

فايز أيوب الشيخ

توالت المبادرات الإيجابية من حركة حماس في قطاع غزة لتسهيل عمل لجان المصالحة وخاصة المتعلقة بعمل لجنة الحريات العامة، ولقيت "المبادرات الحمساوية" ترحيباً وثناء شعبياً وفصائلياً، في حين لازالت حركة فتح لم تنفذ أياً مما تم الاتفاق عليه، ولازالت الاستدعاءات والاعتقالات في الضفة المحتلة مستمرة.

فقد كان آخر المبادرات، ما أبلغ به رئيس الوزراء إسماعيل هنية لجنة الحريات، بالموافقة على عودة نحو ثمانين هاربا من أبناء حركة فتح الذي خرجوا عقب أحداث يونيو 2007، إضافة إلى خطوات تؤدى لإنجاز سريع لملفات اللجنة التي تتركز حول المعتقلين وحرية التنقل وحرية الصحافة .

وكان هنية قد دعا حركة فتح قبل أسبوع لتسلم منزل رئيس السلطة محمود عباس في غزة، وفتح مقار لجان الانتخابات في غزة، عدا عن المبادرات التي قدمتها حركة حماس في السابق ولم تعر لها فتح بالاً.

مبادرات "حماس" عديدة

د. صلاح البردويل عضو القيادة السياسية لحركة حماس، قال أن حركة فتح لم تلتزم باتفاق المصالحة الذي ينص على التزامن في تطبيق بنود المصالحة، مبيناً أن قادة فتح السياسيين انشغلوا بالمفاوضات العبثية مع الاحتلال كما أن قادتها الأمنيين انشغلوا بممارسات تعكير أجواء المصالحة في الضفة المحتلة تنفيذاً لرغبة أمريكا و(إسرائيل).

وأشار البردويل في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن حركته قدمت مبادرات عديدة لدفع عجلة المصالحة إلى الأمام واستجابت إلى توصيات اللجان المختلفة وخاصة لجنة الحريات العامة، مستدركاً "غير أن أحدا في الضفة من قادة أجهزة السلطة لم يستمع لتوصيات اللجان".

وأضاف "يحتج ناطقو فتح على حماس بأنها لم تنفذ كل البنود, في حين لا ينظرون إلى أنهم لم ينفذوا بنداً واحداً، بل يزيدون في الممارسات التعكيرية ".

ودعا البردويل من وصفهم "بالمخلصين من هذا الشعب" إلى أن يبذلوا جهدهم في سبيل عدم إفشال المصالحة وأن يكونوا شهود عدل على من يعطلها، مؤكداً أن حركته ماضية في تقديم المبادرات الإيجابية لإنجاح المصالحة قائلاً "نحن أصحاب المشروع ولن نُقصر في أبناء شعبنا".

وبالنسبة لدور الراعي المصري في مراقبة تنفيذ بنود المصالحة، فقد أثنى البردويل على الرعاية المصرية المخلصة للمصالحة ورغبته في تطبيقها، لافتاً إلى أن اللجان الأمنية المصرية همت بالمجئ إلى غزة والضفة لمراقبة عملية التطبيق على الأرض ولكن الظروف الحساسة التي تعيشها مصر أجلت ذلك.

 وعبر البردويل عن اعتقاده بأن الوسيط المصري عاجز -في الوقت الراهن- عن الضغط على السلطة التي تحتمي بعباءة المفاوضات مع (إسرائيل) المدعومة أمريكياً، مشيراً إلى أن السلطة "كلما شعرت بأن هناك ضغطا من الوسيط أو من أي جهة عربية تلجأ للحوار مع الاحتلال"، وفق تعبيره.

اعتراف فتحاوي

من ناحيته اعترف النائب الفتحاوي محمد حجازي، أن حركة حماس قدمت مبادرات حسن نوايا جيدة فيما يتعلق بعمل لجان المصالحة وخاصة لجنة الحريات، معبراً عن أمله في أن تشهد الضفة مبادرات ايجابية تساعد على تهيئة المناخات لإنجاح المصالحة. 

وشدد حجازي لـ"الرسالة نت" على ضرورة عمل لجنة الحريات العامة، مؤكداً أن عملها يسير بنشاط ملحوظ ويجب أن يستمر بما يحقق دورها المنوط بإطلاق الحريات في الضفة وغزة.

كما أكد حجازي على وجوب تحريم الاعتقال السياسي في الضفة وغزة قائلاً "يجب تحديد من هو المعتقل السياسي"، داعياً أيضاً إلى تسهيل فرص منح الجوازات الفلسطينية لكل الفلسطينيين بما يضمن حرية سفرهم وتنقلهم.

الإرادة السياسية

وفي السياق، يرى عبد الرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، أن ما جرى من خطوات ايجابية تتعلق بالمصالحة من قبل حركة حماس في غزة هي في "الاتجاه الصحيح"، وعلق على موافقة حماس على عودة الفتحاويين إلى غزة فقال "أعتقد أن كل فلسطيني له الحق في أن يعود إلى بلده وأن يحظى بالاحترام القانوني ولا يجوز لأي قيادة أن تمنع أي فلسطيني من العودة إلى موطنه وعمله ".

وأكد ملوح لـ"الرسالة نت" أنه إذا توفرت الإرادة السياسية لحل مشكلة الانقسام فإن هذا المنال لن يكون صعباً، داعياً الجميع إلى حسم الإرادة السياسية في تغليب المصالح الوطنية الفلسطينية العليا للوصول إلى المصالحة.

وأشار إلى أن الحديث عن المبادرات الايجابية نحو المصالحة لا يجب أن يقتصر على الضفة وحدها أو بالعكس, قائلاً "نحن شعب لنا نقطة تحد واحدة هي الاحتلال وعلينا أن نتوحد في مواجهته ".

بوادر مماثلة

أما خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد فقد اعتبر أن بوادر حسن النوايا من حركة حماس في غزة "خطوات جيدة ومشجعة من حماس في غزة و أمر يشكرون عليه"، مشيراً إلى أن حركته معنية بأن يكون هناك بوادر حسن نية من كلا الطرف.

وعبر حبيب في حديثه لـ"الرسالة نت" عن أمله بأن تتبع مبادرات حماس في غزة مبادرات مشجعة بالمثل من قبل حركة فتح في الضفة حتى تسير المصالحة قدماً إلى الأمام، منوهاً إلى أن  الشعب الفلسطيني سمع كلاماً كثيراً عن المصالحة ولكن حتى اللحظة لم ير شيئاً على أرض الواقع.

وشدد على أن الاستجابات الجيدة للمصالحة من حركة حماس "ستخلق أجواء طيبة على مستوى الشارع الفلسطيني وستعمل بكل تأكيد على راحة المواطن"، مضيفاً  "بكل تأكيد عندما تحدث بوادر ايجابية من طرف حماس نأمل أن تقابلها أيضاً بوادر ايجابية من فتح في الضفة".

وفي الإطار، ندد حبيب باستمرار حملة الاعتقالات والإستدعاءات السياسية في الضفة الغربية واعتبرها غير لائقة ولا تتناسب مع أجواء المصالحة وقال "نحن لا نكيل اتهامات في هذه المرحلة ولكننا نشجع الطرفين على إعطاء مزيد من بوادر حسن النوايا من أجل أن نمضي قدماً في تحقيق المصالحة الكاملة التي ينتظرها شعبنا".

تجدر الإشارة إلى حملة "الوفاء للشهداء بانهاء الانقسام وتطبيق اتفاق المصالحة" وجهت نداء إلى كل أبناء الشعب الفلسطيني لقرع الطبول يوم الأول من شباط- فبراير المقبل من أجل إنهاء الانقسام واتمام عملية المصالحة الفلسطينية.

البث المباشر