قائمة الموقع

مخطط 2020.. الجغرافيا التي يريدون !

2012-01-24T18:51:24+02:00

الضفة المحتلة - الرسالة نت

مثل الكعكة التي يتنافس عليها الجميع أمست تلك القطعة من أرض مباركة، تُنهش أراضيها وتُنتزع معالمها تحت غطاء المخططات (الإسرائيلية) غير المتوقفة يوما، حتى وصلت إلى شكلها الحالي المشوه بجدار ومستوطنات وأسيجة وآليات وثكنات.

كل تلك الجغرافيا الجديدة التي يسعى لتنفيذها المحتل على أرض الضفة الغربية المحتلة تستهدف قلبها بالدرجة الأولى، فبيت المقدس أصبح المركز لما تسمى سنة الهدف 2020 التي بحلولها سيكون الحال أسوأ من الحال الذي عليه اليوم وإن كان الأخير مأساويا!

نهب وتقسيم

المخطط الذي ورد ذكره كثيراً في وسائل الإعلام خلال السنة الفائتة ربما لم يدق ناقوس الخطر بعد في عقول الفلسطينيين والعالم أجمع، فهو يهدف بالدرجة الأولى إلى إقامة القدس الكبرى التي تتخطى حدودها خيال سكان الضفة.

ويقول الخبير المقدسي والمطلع بشكل كبير على المخطط د. جمال عمرو إن الاحتلال يرمي إلى توحيد القدس وجعلها عاصمة كبرى لدولته، مشيرا إلى أن حدود القدس سيصل إلى مجمع مستوطنات غوش عتصيون قرب الخليل جنوبا ومدينة أريحا شرقاً ورام الله شمالاً.

ويفيد عمرو لـ"الرسالة" بأن المخطط السوداوي بدأ تنفيذه فعليا على أرض الضفة والمدن الفلسطينية، حيث سيجري نهش 45% من مساحة الضفة لصالح الحدود الجديدة للمدينة المقدسة، بينما ستضم أجزاء من بيت ساحور وبيت جالا إليه.

ويؤكد بأن المخطط شارك في إعداده عشرات الخبراء (الإسرائيليين) الذين وضعوا جل خبراتهم فيه ليصلوا إلى تحقيق واقع تصعب إعادته إلى سابق عهده، بينما ستصبح الطرق البديلة ملاذا للفلسطينيين بعد ضم الشوارع الرئيسية المحيطة بالقدس إلى حدود المدينة والتي يمنع على الفلسطيني دخولها.

ويضيف:" مثلا بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على أراضي شرق القدس سيغلق الشارع الرئيسي الذي يمر منه الفلسطينيون إلى جنوب الضفة، وسيجري تحويله إلى خارج بلدة العبيدية القريبة من بيت لحم".

ويرى عمرو بأن الاحتلال أحكم من تفاصيل خطته الكبرى هذه، فوضع استراتيجية منظمة للسيطرة على حدود المدينة المقدسة بما فيها ربط المستوطنات ببعضها لتشكل هي بذاتها حدودا للقدس بدلاً من السيطرة العسكرية، وهو يسعى عبر شبكة شوارع التفافية جديدة إلى ربط المستوطنات كي تكوّن حزاما أمنيا يحيط بالقدس ويصعب اختراقه.

ويعتبر الخبير المقدسي بأن كل تفاصيل هذا المخطط تصب في إنهاء الحلم الفلسطيني بجعل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية بسبب تحقيق الترابط بين التجمعات الاستيطانية خارج المدينة وتنفيذ سياسة الكل اليهودي داخلها، لافتا إلى أن المخطط لا يؤثر على القدس فقط وإنما سيقسم الضفة ومدنها إلى كانتونات معزولة يصعب ربطها .

الكارثة

ويصف الكثير من سكان المدينة الجريحة المخطط الجاري تنفيذه بالكارثة، ذلك لأنه لا يؤثر فقط على امتداد القدس الجغرافي الطبيعي مع بقية مدن الضفة، بل وبسبب تأثيره الخطير على المقدسيين داخلها والذين تعد لهم سلطات الاحتلال سياسات عنصرية طاردة.

وفي هذا السياق، يؤكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري أن المخطط المذكور يسعى إلى تقليص عدد المقدسيين في مدينتهم بشكل كبير، حيث سيتبقى بداخلها ما نسبته 12% فقط على مساحة 11% من أراضيهم، وسيكون نصيب الأسد لليهود المستوطنين الذين تتزايد أعدادهم يوميا في المدينة وربما تصل بحلول المخطط إلى أكثر من 80% داخل القدس.

ويشير الحموري إلى أن الاحتلال بدأ فعليا بسياسة الإقصاء من القدس عبر رزمة من الإجراءات كان أبرزها جدار الفصل العنصري الذي عزل مئات آلاف المقدسيين عن مدينتهم، بينما تزيد سياسات الطرد والتهجير والهدم والاعتقال والإبعاد من فرص التهويد الممنهج.

ويضيف:" من ضمن سياسات الاحتلال للتسريع بتطبيق هذا المخطط هو عزل أكثر من 60 ألف مقدسي عن مدينتهم عبر إقامة معبر شعفاط والذي يهدف إلى طرد المقدسيين الذين يسكنون خارجه عن مدينتهم وسحب هوياتهم فيما بعد، إضافة إلى سياسة الإبعاد التي تتهدد شخصيات مقدسية ومئات من أهالي المدينة دون وجه حق".

بدوره، افاد الخبير عمرو بأن المقدسيين سيتحولون إلى أقلية في مدينتهم إذا استمر تنفيذ المخطط بالشكل الحالي، حيث ستصبح المدينة شبيهة بالمدن المحتلة عام 1948 والتي أصبح فيها العرب أقلية بعدما كانوا يسكنون فيها بشكل كامل، داعيا إلى جهود متكاتفة على الصعيد الفلسطيني والعربي لمنع تنفيذ ما تبقى منه كي لا تضيع القدس يوم لا ينفع الندم.

اخبار ذات صلة