قائمة الموقع

غزة تواجه الفولاذ بعد تجربتها مع الرصاص

2009-12-17T09:25:00+02:00

غزة - رامي خريس

    تطل على غزة محنة جديدة أو قد تتجدد أحزانها في ظل التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان جديد يتزامن مع التلويح بتشديد حصارها والذي يبدو أن إجراءات عملية أصبحت جاهزة لتنفيذه من خلال الجدار الفولاذي الذي يهدف إلى قطع شريان الحياة الذي يمد غزة ببعض الحاجيات الأساسية التي تحتاجها .

تشابه

العام الماضي وفي نفس هذه الأيام تقريباً احتفلت حركة حماس بانطلاقتها التي شارك فيها حشد ضخم كان دليلاً على أن شعبية الحركة لا زالت كبيرة بين الغزيين برغم ظروف الحصار الذي يتعرضون له وبعد أيام أعلنت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية في حينه ومن القاهرة الحرب على غزة وسريعاً أغار سرب ضخم من الطيران الإسرائيلي على القطاع في أكبر عملية عسكرية تتعرض لها غزة بل كانت الأشد في تاريخ الحروب بين العرب و(إسرائيل) .

وقبل أيام احتفلت حماس بانطلاقتها فكان حشد هذا العام اكبر من حشدها العام الماضي ومرة أخرى أثبت الغزيون أن حرب الفرقان دفعتهم للتمسك أكثر بالحركة ونهجها ، ولم تحقق أماني الذين خططوا لحشر حماس في الزاوية والذين نفذوا بهدف القضاء على الحركة ، فعادوا من جديد لتجريب وسائل وأساليب قديمة وجديدة ، فالاحتلال بدأ يهدد ويتوعد غزة ويتحدث عن ما أسماه بترسانة حماس العسكرية من أسلحة وصواريخ وغيرها, وهو ما دفع المراقبين للتحذير من أن التهويل الإعلامي الإسرائيلي حول قدرات حماس وتسليحها قد يكون تمهيدا لتوجيه ضربة جدية للقطاع ، وأشاروا كذلك إلى تصريحات رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي جابي اشكنازي الذي وصف الهدوء على جبهة غزة بالهش والمؤقت، وقال :" بعد مرور سنة على حرب غزة فان الهدوء الموجود في المنطقة من الممكن أن يتطور في أي لحظة، وأنا لا أعيش في الخيال"، مضيفا "على الرغم من وجود الهدوء في الجنوب بعد 8 سنوات من إطلاق الصواريخ من غزة، إلا أن الوضع من الممكن أن يتغير وقد يتغير يكون في هذه الأيام أو في الأيام التالية". 

  ومع ذلك فإن حديث أشكنازي نفسه قد يشير بحسب بعض المتابعين للشأن الإسرائيلي إلى استبعاد إقدام الاحتلال على خوض حرب جديدة لاسيما أن تجربة حرب الفرقان ليست جيدة بالنسبة للإسرائيليين كما أنها لم تحقق ما يصبون إليه من تفتيت حماس أو إضعافها وهو ما أثبتته الأيام اللاحقة وصولاً إلى مهرجان الانطلاقة الذي أكد قوة الحركة وشعبيتها.

الإرادة أمام الفولاذ

 وإذا كان خيار الحرب مستبعداً عند بعض المراقبين فإن خيار تشديد الحصار يبدو واقعياً في ظل الحديث عن الجدار الفولاذي الذي تقيمه القاهرة على الحدود مع غزة .

ويبدو أن "الجدار الفولاذي" يأتي استكمالاً لـ"الرصاص المصبوب" في محاولات حثيثة لخنق حماس وغزة أو دفعها للاستسلام أو التنازل ، وما كان في نهاية العام الماضي يتجدد هذا العام ، ومن المتوقع أن تكون النتيجة واحدة فصمود الغزيين أمام طائرات الاحتلال التي دكت مدنه ، لن تؤثر فيه جداراً فولاذياً مهما بلغت درجة سماكته أو طال ارتفاعه ، لكنه في النهاية كشف عن أهداف وتحالفات هدفها إسقاط خيار الفلسطينيين الذين انتخبوا حماس ولا زالوا يلتفون حولها .

    

اخبار ذات صلة