غزة- محمد أبو قمر
انقضى ما يقارب العام على العدوان ولا زال ملف إعادة الاعمار عالقا في انتظار فتح المعابر لدخول مواد البناء .
ورغم معاناة ما يزيد عن ثلاثة آلاف أسرة من التشرد وفقدان المأوى إلا أن الجهود الداخلية لترميم وإصلاح عدد من المنازل لم تتوقف خلال ذلك العام ضمن الإمكانات المتوفرة في غزة، ولكن تبقى تلك المحاولات غير كافية في نظر الحكومة والمواطنين على حد سواء في ظل غياب المواد اللازمة لإعادة الاعمار.
مبادرات ومحاولات
وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى بدأت الحكومة بحصر الأضرار وتجهيز خطط لإعادة الاعمار لتكون جاهزة للتنفيذ فور دخول مواد البناء.
ويقول المهندس زياد الظاظا نائب رئيس الوزراء " حاولنا إيجاد حلول إبداعية رغم الحصار الذي تشارك فيه دول العالم من خلال صمتها وتمكنت الحكومة من ترميم ما بين 450-500 منزل وعاد الناس لها"
وأشار في حديثه "للرسالة نت " إلى أن الحكومة تقدمت بأكثر من اقتراح وأرسلت وفدين للقاهرة احدهما لشراء البيوت الجاهزة وآخر لشراء المعدات الثقيلة، وجلس الوفدان قرابة شهر ، واتفقا مع الشركات لشراء البيوت الجاهزة ، لكن في النهاية لم يتم الموافقة من قبل الجانب المصري لإدخالها.
وشدد الظاظا على أن الحكومة لا زالت تبذل جهدا كبيرا لتوفير شيء للمتضررين، واعتبر أن إزالة الأنقاض جاءت بتوجيه من الحكومة كجزء من تلك الجهود ، وقال " وجهنا القطاع الخاص لإنتاج طبقة الأساس بالطرق والحصمة والإسفلت والبلاط بالاضافة للطوب ، ويكفي أن الحكومة صاحبة السبق في هذا الموضوع فكرة وتنفيذا بالتعاون مع المقاولين في القطاع الخاص" .
وأشار إلى وجود عمليات تعبيد للطرق في كل محافظات غزة عبر البلديات بدعم وتمويل الحكومة ، واعتبر ذلك تحديا للحصار .
وكشف بأن مؤسسة دولية من المتوقع أن تعلن عن مناقصة لبناء مائة وعشرين منزلا من القباب ، معربا عن أمله أن تتم تلك المحاولة.
ولم يخف الوزير الظاظا بأن عملية إعادة الاعمار بشكل حقيقي بحاجة لمعابر وذلك من مسئولية المحتل ومن سكت على الإجرام الذي ارتكبه ، كما قال .
وعن المؤتمرات التي عقدت لاعمار غزة لفت الظاظا إلى أن المؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ ربط القضية بفتح المعابر أي بموافقة الاحتلال ، ولذلك فهو فاشل .
وقال فيما يتعلق بالمؤتمر الذي عقد في تركيا " نأمل أن تصل الأموال لغزة لان ربطها بالمعابر يعني لا قيمة لها.
في إطار المتاح
وتغيب آفاق إعادة الاعمار في ظل استمرار الحصار والتضييق كما يقول المهندس إبراهيم رضوان وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان الذي أكد وجود محاولات واقعية للاستفادة مما هو متوفر في قطاع غزة لترميم بعض المنازل.
ولفت رضوان إلى أن وزارته استفادت من الطين وإعادة استخدام ركام المنازل ، إلا أنه رأى أن ذلك غير كاف مقارنة بالضرر الهائل الذي لحق بمنازل المواطنين.
وفي تعقيبه على المبادرات الخارجية لإعادة الاعمار أضاف رضوان في حديثه "للرسالة": "حتى هذه اللحظة نسمع جعجعة ولا نرى طحينا " ، ومع هذا فالحكومة تتواصل مع وكالة الغوث والـUNDP ودول عربية ، والهيئة العربية الدولية لإعادة الاعمار التي شكلت مؤخرا وجندت نصف مليار دولار لإعادة الاعمار .
ويشير إلى أن الحراك بات راكدا في ملف إعادة الاعمار بسبب إغلاق المعابر ، لكنه أكد أن الحكومة أنجزت إصلاح ما يقارب 700 منزلا في إطار الإمكانات المتاحة وعاد أصحابها إليها .
وتابع " نواصل جهودنا في هذا المجال ونحاول الحصول هذه الأيام على تمويل لمشروع ترميم المنازل الصغيرة التي تضررت من الحرب بقيمة خمسين مليون دولار".
وخطت الحكومة في مجال الاعتماد على النفس في شتى المجالات كما يقول الوزير الظاظا حيث حاولت ايجاد مرتكزات للرؤية الاقتصادية أهمها الاعتماد على النفس والإمكانات المحدودة في غزة ، وقال " استطعنا خلال الفترة السابقة أن نشجع ونزرع أكثر من 400 ألف شجرة زيتون وحمضيات ، ونعد لزراعة مليون شجرة زيتون إضافية، ربما نزرع نصفها أواخر الشتاء الحالي ، كما نعد لزراعة مليون شجرة نخيل" .