الرسالة نت - خاص
أمسك جهازه النقال قبل أن يشغل محرك السيارة، وأجرى عددا من المكالمات مع زملائه السائقين ليتأكد من خلو الطريق من المستوطنين، وبعد أن تأكد من أمان الطريق بدأ رحلته متوجها من جنين لرام الله عبر شارع الموت "يتسهار".
هذه حال "أبو عماد" -أحد السائقين على خط رام الله جنين- الذي يضطر بناء على طبيعة عمله للمرور عبر الطريق الاستيطاني "يتسهار" جنوب مدينة نابلس -شمال الضفة الغربية- عدة مرات، مما يجعله عرضة لاعتداءات قطعان المستوطنين الذين يتربصون بالمارة عبر ذلك الشارع الاستيطاني الذي أقيم فوق أراضي الضفة المصادرة.
وسمي "يتسهار" -من أخطر طرق الضفة- بذلك الاسم نسبة لمغتصبة "يتسهار" التي يسكن فيها أكثر المستوطنين الصهاينة تطرفا وتشددا وكراهية للفلسطينيين والعرب، ويمتد الشارع من حاجز حوارة -جنوب نابلس- حتى قرية جيت قرب قلقيلية.
ويمارس مستوطنو يتسهار اعتداءاتهم وهجماتهم ضد الفلسطينيين بصورة شبه يومية، إذ يشنون هجمات ضد القرى المجاورة لهم بالإضافة لإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة والصخور على السيارات المارة من الشارع مما يؤدي لإصابة العديد من المواطنين وتحطيم زجاج السيارات وإلحاق خسائر مادية بمركباتهم.
المواطن أيمن رزق -30 عاما، من نابلس- كان من ضحايا تلك الاعتداءات، إذ أصيب بحجر في وجهه عندما ألقى أحد المستوطنين الحجارة وقضبان الحديد على سيارته أثناء مرورها عبر تلك الطريق.
ويروي أيمن ما حدث معه لـ"الرسالة نت" قائلا :"كنت عائدا من عملي في رام الله في ساعات المساء، وعندما وصلت لمفترق يتسهار تفاجأت بخروج مجموعة من المستوطنين الذين حاولوا قطع الطريق علي، ورشقوا الحجارة على السيارة التي كنت أستقلها، فأصبت بوجهي بجروح ورضوض بالفك".
ويضيف: "تلك الطريق تشكل كابوسا لنا، فكلما اقتربنا منها وضعنا أيدينا على قلوبنا"، مرجعا السبب لوحشية المغتصبين الذين يتعمدون إلحاق الضرر بالمركبات الفلسطينية".
إغلاق متواصل
وتغلق قوات الاحتلال شارع الموت بين فترة وأخرى تحسبا من حدوث أي مواجهات بين المستوطنين والمواطنين في القرى المجاورة، فتنصب حاجزا طيارا على الشارع، وتمنع السيارات الفلسطينية من المرور.
ويقول المهندس خلدون ناصر -من بلدة حوارة جنوب نابلس- في هذا السياق لـ"الرسالة نت ": "تغلق قوات الاحتلال "يتسهار" باستمرار، مما يضطرنا لسلوك طرق التفافية أخرى".
أما الطالب الجامعي صلاح مازن -من قرية جيت جنوب نابلس- فيقول: "نعيش في خطر حقيقي، فطريقنا الرئيسي الذي نسلكه للوصول لجامعتنا في رام الله هو شارع يتسهار، وغالبا يتربص المستوطنون لنا ولاسيما ساعات المساء".
ويضيف لـ"الرسالة نت ":" "المستوطنون يسرحون ويمرحون فوق أراضينا في وضح النهار وفي الليل، ويتجرؤون على دخول قرانا وبلداتنا دون أي رادع، وكل ذلك يعود لسبب وحيد ورئيسي وهو الحرب التي شنتها السلطة على يد المقاومة بالضفة، لأن المقاومة حوربت واستؤصلت من الضفة ولولا ذلك لما تجرأ مستوطن جبان أن يخرج حتى من بيته".
يشار إلى أن السلطة تمارس حملات اعتقال ومطاردة في صفوف المقاومين منذ تسلمها بعض مدن الضفة الغربية المحتلة من الاحتلال الأمر الذي جرأ المستوطنين على استباحة منازل الفلسطينيين وأراضيهم، وفي المقابل يعيش الفلسطيني قلقا خائفا من أي هجوم قد يستهدف بيته وأهله وأرضه في عتمة الليل، فلا سلطة تحميهم ولا مقاومة تحرسهم!.