الضفة المحتلة-الرسالة نت
وصف عضو لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في الضفة المحتلة صلاح الخواجا، ما يجري على أرض الضفة من تصعيد في عمليات الاستيطان بأنه نهش للأرض وما عليها دون وجود رادع.
وقال الخواجا في حوار مع "الرسالة نت" إن الاحتلال يعتبر وجود الفلسطينيين في الضفة والقدس قنبلة ديمغرافية يجب إزالة مخاطرها، حيث أن أعدادهم عام 1967 كانت تصل مثلا في القدس حوالي 72 ألف فلسطيني دون أي مستوطن في المقابل، بينما وصل عددهم بحلول عام 2002 إلى 252 ألف مقابل 212 ألف مستوطن في المنطقة ذاتها، الأمر الذي يعكس نية الاحتلال تعزيز الاستيطان في الأماكن ذات الوجود الفلسطيني المكثف.
وذكر الخواجا بأن الاحتلال اتخذ قرارا في مؤتمر "هرتسيليا" الذي عقد عام 2002 بتعزيز الاستيطان في الضفة عبر عدة خطوات كانت أبرزها بناء جدار الفصل العنصري وأخطر ما ترتب عليه ابعاد 145 ألف مقدسي إلى خارج محيط البلدة القديمة وعزلهم عنها بالكامل وزيادة حجم الاستيطان حتى أصبح الفلسطينيون يشكلون ثلث المستوطنين في القدس وضواحيها.
وأكد أن الاحتلال سعى أيضا إلى توسيع حدود القدس لتمتد من شرق البحر الميت شرقا إلى قرية كفر عقب الملاصقة لرام الله شمالا إلى مستوطنات غوش عتصيون جنوباً في إطار إجراء تصعيدي ضمن هجمة استيطانية تؤثر على الضفة والقدس بشكل عام، موضحا بأن الهدف هو توسيع المناطق والسيطرة عليها بالكامل.
ولفت الخبير في شؤون الاستيطان الى أن الأراضي المقامة عليها المستوطنات في الضفة تشكل 3% فقط من مساحتها، في حين أن الأراضي الأخرى التي يصادرها الاحتلال تشكل أكثر من 60% من الضفة، وأن الاستيطان لو تصاعد بحجم الأراضي التي صودرت فالحديث يدور عن عشرات الملايين من المستوطنين الذين يمكنهم السكن في الضفة وفقا لسياسة الأمر الواقع التي يفرضها الاحتلال.
إجراءات موازية
وتحدث الخواجا عن إجراءات تقوم بها سلطات الاحتلال في الضفة بالتوازي مع تصعيد الاستيطان مثل عمليات الهدم ضد المنازل الفلسطينية وإطلاق يد المستوطنين ضد السكان الأصليين.
وأضاف بأن الاحتلال سلم 16 ألف إخطار هدم لمنازل ومساكن ومزارع لإزالتها خلال الفترة الأخيرة، وبضغط من المستوطنين أعطي الأمر للمحكمة العليا الإسرائيلية بالبت في قرارات تسريع عمليات الهدم وطرد الفلسطينيين من مناطق الضفة والقدس، وكل ذلك يهدف لتعزيز الاستيطان وخلق أمر واقع جديد يستحيل من خلاله إقامة دولة فلسطينية
واعتبر قيام الاحتلال بإخلاء البؤر الاستيطانية التي يسميها بغير الشرعية بين الفينة والأخرى بأنه وهم يحاول من خلاله تغيير موازين التأثير السياسي الدبلوماسي على المجتمع الدولي خاصة بعد نشر تقرير أوروبي عن حجم اعتداءات المستوطنين وعمليات التهويد الممنهجة في القدس.
وأضاف:" الاحتلال يهدف من خلال إظهار عمليات إخلاء البؤر الاستيطانية على وسائل الإعلام إلى محاولة إقناع المجتمع الدولي والعالم بأنه يقوم بإجراءات قانونية ضد المستوطنين، وهو الأمر المكشوف أمام الفلسطينيين بسبب الخداع الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية في هذا الموضوع".
ورأى الخبير بأن ممارسات المستوطنين على أرض الضفة أوضح من أن يتم إخفاؤها عبر عمليات هدم وإخلاء لبؤر صغيرة يقوم الاحتلال بعدها بمساعدتهم في إعادة بنائها، مبينا بأن تلك الاعتداءات سجلت ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة وزادت بنسبة 60% بعد توجه السلطة إلى الأمم المتحدة في أيلول الماضي.
وأشار إلى أن "إسرائيل" تحاول أن تمتص النقمة والتأييد الدولي الذي استطاع الفلسطينيون حصده في بعض المناطق، ولكنه اعتبر في الوقت ذاته أن كل الإدانات الدولية للاستيطان تبقى ضمن إجراءات شكلية تنحصر في الإدانة والتلويح بالتهديد بينما المطلوب عمليا هو إنهاء الاستيطان وتطبيق الاتفاقيات والمواثيق الدولية بخصوص حماية الفلسطينيين وإزالة المستوطنات ومحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق أصحاب الأرض.
المقاومة سبيل وحيد
وأمام كل ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة من اعتداءات وممارسات عنصرية أكد الخواجا أن المقاومة هي الحل الوحيد لمواجهة ذلك.
وقال في معرض حديثه عن هذا الأمر بأن المقاومة هي البديل لكل المحاولات السياسية الوهمية التي يراهن عليها البعض، موضحا أن حالة الانقسام التي يعيشها الشعب تؤكد بأن المقاومة هي الأمر الوحيد الذي يمكن أن يجمع عليه الشعب ويسير وراء برنامجه.
وتحدث الخواجا عن المقاومة الشعبية التي انتهجها الفلسطينيون في الضفة عبر المسيرات المناهضة للجدار والاستيطان، حيث أنها بدأت منذ بناء جدار الفصل العنصري في بلعين ونعلين والمعصرة وسوسيا ثم امتدت لتشمل 30 منطقة أخرى وانضمت إليها مؤخرا كفر قدوم وكفر الديك وغيرها لتؤكد أن المقاومة أصبحت الخيار الوحيد أمام الفلسطيني.
وطالب الخواجا بأن تصبح المقاومة استراتيجية وطنية تشارك فيها كل القوى السياسية الفلسطينية وأن يتم التوحد عليها وتطويرها للجم الاستيطان، حيث أنها أثمرت في الكثير من المناطق مثل بلعين التي أجبرت الاحتلال على تغيير مسار الجدار عليها وإعادة أجزاء من الأراضي إلى أصحابها.
وختم قائلاً:" لا يمكن أن تتحول الأحزاب في النهاية إلى مؤسسات حقوقية ترصد وتسجل انتهاكات المستوطنين والجنود، بل المطلوب هو المواجهة والمقاومة وتصعيد الكفاح ضد الاستيطان في الضفة والقدس".