غزة-توفيق حميد
كالعادة فشلت جولات التفاوض في العاصمة الاردنية عمان بين السلطة و(إسرائيل), وجاء "البطل" بان كي مون لإنقاذ السفينة الغارقة ودفعها لبر الامن.
وكان رئيس السلطة محمود عباس قد أعلن فشل المفاوضات، وحمّل (إسرائيل) مسئولية فشل المحادثات "الاستكشافية" التي جرت في عمان هذا الشهر.
وفي هذا السياق قللت الفصائل الفلسطينية من أهمية زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمنطقة العربية بهدف دفع عجلة التفاوض للأمام.
أوامر أمريكا
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل في تصريح خاص لـ"الرسالة": "مون لا يتمتع بالمصداقية والانصاف، فجولته جاءت بأوامر من الولايات المتحدة الامريكية والرباعية الدولية لممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية من أجل العودة للمفاوضات".
وأضاف: "الامم المتحدة غطاء وداعم أساسي لحماية الاحتلال, موضحا أنها لم تستطع لأكثر من 60 عاما حماية الشعب الفلسطيني من اعتداءات الاحتلال كباقي المؤسسات الدولية.
وتابع المدلل:" يجب أن تراهن السلطة على إرادة الشعب والمقاومة وليس على الأمم المتحدة لأنها لم تقدم للقضية الا مزيدا من الضياع.
أخطاء سابقيه
من جهته, طالب مشير المصري القيادي في حركة حماس والنائب في المجلس التشريعي بان كي مون للوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف.
وتمنى المصري خلال تصريح لـ "الرسالة" ألا يكرر أمين عام الأمم المتحدة أخطاء سابقيه بالانحياز للاحتلال (الاسرائيلي) والكف عن تحسين صورته أمام المجتمع الدولي.
ودعا الأمين للأمم المتحدة لتحمل مسؤوليته وانصاف الشعب الفلسطيني كما دافع عن الاحتلال, مضيفا "يجب عليه العمل على وقف الاستيطان ووقف بناء الجدار والانتهاكات اليومية وليس الدعوة للمفاوضات".
وتابع: "يجب على الامم المتحدة عدم التنكر للديمقراطية الفلسطينية والتعامل مع نواب الشعب, وعدم مشاركة الاحتلال حصاره لغزة".
وأعرب المصري على حرص حركته بفتح الابواب للجميع للتعرف على معاناة الشعب والاستماع لوجهة نظر الحكومة.
وأوضح أن المستفيد الوحيد من العودة لطاولة التفاوض هي (اسرائيل) التي تهدف لتحسين صورتها.
وجدد رفض حركته للعودة للمفاوضات بكل أشكالها, داعيا السلطة لعدم الاستجابة لمطالب مون المنحازة للاحتلال.
لا مفاوضات
بدوره، جدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن رفض حركته العودة للمفاوضات في ظل استمرار الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية، محملا الاحتلال مسئولية فشل تلك اللقاءات.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد وصل إلى العاصمة الأردنية عمان، وسيجتمع مع الملك الأردني عبد الله الثاني ووزير خارجيته ناصر جودة، ثم سيسافر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة غدًا للقاء رئيس الوزراء (الإسرائيلي) "بنيامين نتنياهو" ورئيس الكيان "شمعون بيرس"، ثم يجتمع مع رئيس السلطة محمود عباس في رام الله.
وكانت السلطة و(اسرائيل) عقدتا منذ بداية الشهر الحالي خمسة لقاءات في العاصمة الأردنية عمان، بمبادرة الملك الأردني عبد الله الثاني، ورعاية اللجنة الرباعية الدولية, لتحريك ملف التسوية.