قائمة الموقع

مشجع أهلاوي: ذهبت بـ13 صديقا وعدت وحيدا

2012-02-02T13:10:17+02:00

الرسالة نت - وكالات

الساعة تدق الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، الذى طال ظلامه، واشتد برده، وصل القطار القادم من بور سعيد إلى محطة مصر يحمل عشرات المصابين والجرحى، اشتعل المنتظرون بالمحطة حماساً مرددين "يا نموت زيهم يا نجيب حقهم", و"كلنا فداك يا شهيد".

عندها وضع الأهالي أيديهم على صدورهم، تحسباً من سماع الخبر اليقين بوفاة ذويهم أو إصابتهم، وكأن لسان حالهم يقول، "اللهم لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه"، وصدت الصافرات أرجاء المحطة، وفى هذه اللحظة دخل القطار المنتظر.

لم ينتظر الأهالي دخول القطار إلى الرصيف، بل هرولوا إليه مسرعين للاطمئنان على ذويهم، عندها تناقضت المشاعر بين سعيد برجوع ابنه أو صديق كان ينتظره, وبين حزين بفقدان أعزّ ما له في أحداث مباراة الأهلي والمصرى بمحافظة بور سعيد، وبين حائر لا يعرف أين ذهب شقيقه أو ابنه أو صديقه.

خارج المحطة انتظرت سيارات الإسعاف لتقل المصابين، والذين حملهم الأهالي على الأكتاف ليذهبوا بهم إلى أقرب مستشفى لتلقى العلاج اللازم، وقتها كانت المحطة قد تحولت إلى ما يشبه المقابر الممتلئة بصدى الصراخ والبكاء، فكان الصراخ لمن فقد عزيزا عليه، وعلى النقيض كانت الفرحة من نصيب من وجدوا ذويهم واحتضنوهم بعد لقاء انتظروه ساعات مرت عليهم كسنوات عجاف.

"محمد أحمد"، أحد المصابين في أحدث المباراة، الذى قال إن أحد أفراد الأمن قال للمشجعين "أنتم اللي بتحموا الثورة طيب احموا أنفسكم"، وأضاف والدموع تذرف من عينيه، "أنا كان معايا 13 مشجعا مش لاقى واحد فيهم، وعثرت على صديقي بعد ساعات جثة هامدة في المشرحة".

 وأضاف "خرجت من عملي واتجهت إلى استاد المباراة بمحافظة بورسعيد، والتقيت بأصدقائي بالاستاد في المكان الذى اتفقنا عليه، ولكن بعد الأحداث لم أجد أحدا فيهم إلا صديقا مثل شقيقي في المشرحة".

وأضاف أحد أفراد ألتراس الأهلاوي، الذى حضر مجزرة بور سعيد، أنا من "سكشن" حلوان بالألتراس، ورأيت السلاح قبل بداية المباراة، لكننا أصررنا على مشاهدة المباراة، موضحاً أن بداية المباراة مثل أي مباراة كرة قدم لكن بعد نهاية المباراة فوجئنا بالجماهير تنزل المستطيل الأخضر معللين نزولهم باللافتة التي كان يوجها الألتراس الأهلاوى للجمهور البورسعيدى رغم أنها لم تسئ لأحد.

يسكت الجميع ويخيم الصمت على المحطة، وتتجه أنظار المتواجدين إلى صوت صراخ امرأة فقدت ابنها وباتت في حالة بكاء هستيري وعويل، فيما انكمش بعض الأهالي داخل المحطة منتظرين في شغف القطار الذى يصل في الصباح للاطمئنان على ذويهم.

اخبار ذات صلة
السومة أهلاوي حتى 2018
2014-12-24T20:41:23+02:00