لَم أَعرِف من بلاد أجدادي غيرَ الأسماء.. ولَم أرَ مِن بَيتنا القديمِ غَيرَ ما نَبَشتُه ووجدتُه في ذكرياتِ جدّتي.. عن الدار وصاحب الدكانِ وبناتِ الحارةِ.. وبحرِ يافا القَديمةِ وهوائها المُعبَّقِ برائحةِ البرتقالِ وسمائها وصفائها..
فأنا ابنُ العِشرينِ وصاحبُ النَّكبتَين.. أنا ضياعُ أعوامٍ وفناءُ أقوامٍ وذهابُ أحلامٍ وعيشٌ بينَ غُربَتين.. أنا حكايات عالَمَين.. ودولتَين.. وشخصَين..
في يافا وُلِدتُ.. هناك ضحكتُ وفي أزقتها لعبتُ وبين ثناياها ركضت.. هناك كبُرتُ وشِختُ ومُتُ وماتت فيَّ الذكريات.. أما هُم, فَهُم مِن كلِّ بلادِ أهلِ الأرض.. هُم من أنكَرَتهم حوادثُ التاريخِ وعَثَرُوا في سطورِ الرواية.
نمتُ وحَلُمتُ.. فإذا بي أمرُّ على مفتاح الدارِ.. وأشاركُ غصنَ الزيتون نصفَ الحكاية.. وأجدُني أَتِيهُ في خبايا الزمن لأبحثُ دوما عن بقايا وطن..
بقلم: وليد الميدنة