قائمة الموقع

أسرى محررون.. "مقاتلون" بالضفة "تلاميذ" بغزة !

2012-02-21T08:50:52+02:00

الرسالة نت- صابرين العابد

"الحرية والدراسة الجامعية" حلمٌ لطالما تمناه كل أسيرٍ عاش خلف قضبان سجون الاحتلال (الاسرائيلي)، هذا الأمر بات حقيقة بين الأسرى الضفاويين المفرج عنهم إلى قطاع غزة, والعديد منهم عاد لمقاعد الدراسة كأنه أنهى الثانوية العامة هذا العام.

المحرر الكفيف (عبادة بلال) -32 عاماً من مدينة نابلس- ضرب أروع الأمثلة للصبر والجد والاجتهاد، فلم تفتّ صعوبات الحياة من عزيمته وإصراره على إتمام الدراسة الجامعية فور خروجه من الأسر، فبعد سنوات الاعتقال العشر التي أبعدته عن دراسة الصحافة والاعلام، يعود مجدداً لمقاعد الدراسة بقطاع غزة.

"الرسالة نت" تحدثت مع المحرر بلال وسألته عن الدوافع التي شجعته للالتحاق بالجامعة، فرد عليها بكلماتٍ تخفي بداخلها شخصية عظيمة :"حبي للعلم وحاجتي لمزيدٍ من العلوم الشرعية دفعني لدراسة الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية؛ حتى أستفيد وأفيد أبناءنا في المستقبل الذين أرى فيهم جيل التحرير بإذن الله".

الإرادة والعزيمة

أما زميله المحرر (مهدي شاور) 37 عاماً من مدينة الخليل -الذي أمضى 9 سنوات ونصف في الأسر- ويدرس الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية، بكلماتٍ مليئة بالجدّ قال لـ"الرسالة نت" عندما تساءلت عن سبب التحاقه بقسم الصحافة: "الإعلام اليوم هو البوابة التي تفتح الآفاق لنقل الصورة الحيّة والصادقة، ولأنه سلاح خطير، ويحتاج لمن يوجهه في الاتجاه الصحيح".

فيما المحرر (فادي دويك) -28 عاماً من مدينة الخليل- لا يختلف عن سابقيه كثيراً، حيث أمضى في السجن 9 سنوات، درس خلالها في الجامعة العبرية سنة ثم انقطع بسبب الصعوبات والمضايقات التي نتجت بعد قضية شاليط، ثم التحق بعدها بكلية المجتمع في سجن نفحة لدراسة الخدمة الاجتماعية إلى أن منّ الله عليه بالإفراج في صفقة وفاء الأحرار.

وعن التسهيلات التي قدمتها الجامعات للمحررين الراغبين في الالتحاق بها لاستكمال الدراسة، قال دويك لـ"الرسالة نت": "كان تعامل الشباب معنا في القبول والتسجيل ممتاز جداً، ووقفوا بجانبنا لمساعدتنا وإرشادنا وسهلوا علينا آليات التسجيل".

وشكر كل من بلال وشاور ودويك كل من وقف بجانبهم وقدم لهم ولإخوانهم المحررين كل سبل الراحة سواء معادلة الساعات الدراسية لاستكمال الدراسة أو حتى تيسير تسجيل الطلبة الجدد، ولم ينسوا فضل وزارتي التربية والتعليم العالي والأسرى، متمنين من الله تعالى أن يكونوا على قدر الثقة التي أعطتهم إياها الجامعات.

أصحاب فضل

بدوره، قال زهير الكردي –رئيس قسم الوثائق والبيانات في الجامعة الإسلامية- لـ"الرسالة نت": "إن إدارة الجامعة حرصت على توفير كل سبل الراحة للأسرى المحررين للالتحاق في مقاعد الدراسة، لكن بما لا يخالف النظام".

وعدّد الكردي التسهيلات التي قدمتها جامعته للمحررين، وهي: (السماح لهم بالتسجيل في التخصص الذي يرغبه بغض النظر عن معدله في الثانوية العامة أو الأقدمية، ومعادلة ساعات الدراسة لمن درس في جامعات السجون أو حتى من كان يدرس في إحدى الجامعات قبل سجنه، بالإضافة إلى فتح باب التسجيل في الدراسات العليا لمن أنهى البكالوريوس).

وذكر الكردي أن معظم المحررين اتجهوا لدراسة الكليات الأدبية خاصة الجغرافية والتاريخ والتجارة، وغيرها من الفروع الأخرى.

وأفاد أن عدد المحررين الذين التحقوا للتسجيل في الجامعة ما يقارب الـ40 طالباً أغلبهم من المبعدين من الضفة، بالإضافة إلى عشر طلاب في الدراسات العليا سبعة منهم من الضفة، لافتاً إلى أنهم في الجامعة سمحوا لطلبة الدراسات العليا بالدراسة في الفصل الدراسي الثاني للتعاون والتساهل معهم في الوسيلة التعليمية.

من جانبه، أوضح محمد نجيب الكتري –وكيل وزارة الأسرى- أن برنامج تأهيل الأسرى بدأ التعامل معه منذ 12 سنة، وكان ينص على "أن كل أسير يرغب في مواصلة تعليمه يُسمح له بالدراسة أو التدريب المهني بتغطية مالية من قِبَل الوزارة نفسها سواء داخل السجن أو خارجه"، وفق قوله.

وبيّن الكتري أن المؤسسات التعليمية ومن خلال الوزارة تتواصل مع إدارة السجون للسماح للأسرى بالدراسة ومواصلة حياتهم التعليمية داخل السجن.

وشكر وكيل وزارة الأسرى جامعات القطاع على ما أبدته من استعدادٍ لفتح أبواب التسجيل فيها للأسرى المحررين بهدف السير في ركب الدراسة والدارسين، مثمّناً اهتمامهم بنشر الوعي الثقافي بين أبناء جلدتهم.

ويبقى المحررون الفلسطينيون أصحاب طموحٍ عالٍ ينمّ عن إصرارٍ دفين لإتمام حياتهم كما كانوا يحلمون، فكما قهروا سجّانهم بالخروج من أسرهم رافعين رؤوسهم عالياً حتماً سنراهم أصحاب درجات علمية مرموقة في المجتمع الفلسطيني تزيد من قهر ذاك المحتل.

اخبار ذات صلة