قائمة الموقع

"الطفل رامي".. 20 شيكل فاتورة الغوص في "المجاري" !

2012-02-22T18:55:48+02:00

الرسالة نت – أحمد طلبة

بينما كنت أقف على نافذة أحد مقاهي شاطئ غزة أتناول وجبة الفطور وأحتسى فنجان قهوة ساخن, وإذا بمنظر طفل صغير يلفت أنظاري وهو يغوص في إحدى برك تصريف المياه.. أسرعت إليه متلهفاً لمعرفة سبب تواجده في المكان القذر, وبعد أن هاجم قطعة البسكويت في يدي أجاب ببساطة "بلملم حديد".

ففي الوقت الذي يستيقظ فيه أبناء جيله لتجهيز حقائبهم المدرسية والتوجه لمدارسهم, ينهض رامي "مفرِّكاً عيناه" في عمل جولة مسْحية لأركان بيته, بحثاً عن كيسه الأبيض المهترئ الذي اتخذه حقيبة لجمع أكوام الحديد.

الطفل الغزي "رامي طمبورة" صاحب الــ 15 ربيعاً، يخرج لا مبالياً لحالة الطقس سواءً كان المطر ينهمر بغزارة أم كانت الشمس حارقة بأشعتها، ممتطياً صهوة حماره الهزيل الذي بالكاد يقدر على جر "عربةٍ خشبية" يستخدمها كحاوية لما يجمعه.

"الرسالة نت" استقلت عربة الحمار ورافقت رامي الذي ارتدى حذاءً يكبر قدمه بثلاث سنوات, وملابس مهترئة غزتها الثقوب, ليروي لنا حكاية معاناته اليومية المشحونة بالذل, قائلاً إنه بمجرد أن تدق الساعة السادسة صباحا يبدأ بتجهيز العربة ليبدأ البحث عن قطع من "حديد الأمل".

ويضيف أنه يخرج إلى مناطق قد يجد فيها "الحديد والتنك" كتجمعات النفايات, وبرك المياه وورش الحدادة, أملاً في جمع بعض مما يبحث عنه, ليبيعها مقابل مبلغ زهيد لا يتجاوز الـعشرون شيكلاً.

ويتابع رامي –وفتات البسكوت ملأ محيط فمه- "توفي والدي وأنا في سنٍ مبكر, وتركني وأربعة أخوة إلى جانب والدتي, دون مصدر رزق, مما دفعني وإخواني للخروج وجمع قطعٍ من الحديد, كي نبيعه مقابل مبلغ من المال".

ويَعتبر أن ما يحصل عليه من مال مقابل بيعه لقطع الحديد, يصرفه على البيت لعله يسد احتياجات أسرته المتزايدة يوماً بعد آخر, لافتاً إلى أن إخوانه يجمعون نفس المبلغ من العمل ذاته.

وعقب مشوار المعاناة يعود في ساعات متأخرة من الليل حاملاً بعض الخبر والطعام, مسرعاً إلى فراشه لينال قسطاً من الراحة, قبل بدء حلقة مسلسل "روتين الذل" اليومي, في وقت لا يفكر به سوى في ترتيبات يومه التالي.

وعن حقوقه المدفونة –المكفولة من  اتفاقية حقوق الطفل-  يأمل رامي الحصول على أبسطها, التي  تتمثل بحقه في الجلوس على مقعد دراسي كغيره من أطفال جيله, ليتعلم ويحصل على شهادة ينال بها وظيفة تحفظ ماء وجهه, وتخلصه من حياته المذّلة.

ووفقاً للمادة المادة (28) من اتفاقية حقوق الطفل التي تنص على حق الطفل في التعليم، وجعل المرحلة الابتدائية منه إلزامية ومتاحة مجاناً للجميع.

ويتمنى طمبورة أن يعيش حياته كباقي أطفال العالم, في بيت تتوافر فيه أبسط مقومات العيش الكريم, من مشرب ومأكل, وأن يكمل مشوار دراسته الذي توقف عند الصف السابع, مناشداً أصحاب الضمير الإنساني حول العالم بمساندته وأطفال غزة وضمان حقوقهم, وفقاً لما تنص عليه المادة (6) من اتفاقية حقوق الاطفال بأن لكل طفل حقاً أصيلاً في الحياة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00