ما إن تدق الساعة الثانية بعد منتصف الليل, حتى تستيقظ "أم ابراهيم" على وقع أصوات مولدات المياه التي عملت فجأة تزامناً مع مجيء التيار الكهربائي بعد انقطاع دام لأكثر من 12 ساعة, مسرعةً إلى "كيس الطحين" و"الفرن" لعلها تنجز وجبة خبز لأولادها.
المشهد لم يقتصر على وجبة الخبر فقط, إنما امتد ليطال مهمة غسل الملابس, وتنظيف البيت والطبخ وغيرها من الوظائف المنزلية التي تعتمد في تشغيلها على الكهرباء بالدرجة الأولى, الأمر الذي يثير غضب ربات البيوت الغزِّية.
"أم إبراهيم" واحدة من ربات البيوت اللواتي تأثرن بصورة ملحوظة من انقطاع الكهرباء بشكل متواصل لساعات طويلة, مما أدى إلى تغير جدول أعمالها المنزلية, إذ أنها أصبحت تضبطها تزامناً مع وقت مجيئها.
وتقول لـ "الرسالة نت " إنها تسعى لحصر كافة أعمال البيت التي تتطلب توافر الكهرباء؛ لإنجازها بسرعة قبل انقطاعها, لافتةً إلى أن الوقت الذي تتوفر فيه قليل جداً مقارنةً مع مهامها المنزلية التي وصفتها بـالمرهقة.
وتضيف أنه بمجرد أن تتوافر الكهرباء تسرع لإتمام أعمالها المتمثلة بغسل الملابس وكيّها, وعجن الخبز وإنضاجه, إضافة إلى الاهتمام بشؤون أولادها المدرسية ومتابعة واجباتهم, مشيرةً إلى أنها تأخذ قسطاً من الراحة في الوقت الذي لا يتوافر فيه التيار.
وحول تأثير أزمة الكهرباء على وظائفها المنزلية, تقول إنها في إحدى المرات نفدت كمية الخبز في المنزل, مما دفعها إلى ضبط منبه ساعتها عند الثانية بعد منتصف الليل, حيث موعد مجيء التيار.
وتتابع: " فعلاً استيقظت عند الموعد المحدد, وبدأت بتجهيز وجبة من العجين وبعد انتهائي, أوصلت طنجرة الكهرباء بالتيار, لأتمكن من إنضاج الخبز".
وتؤكد أم إبراهيم أن وضع الكهرباء المقلق أثَّر على تفاصيل حياتها, ولا تبالغ بقولها "صرنا نشتغل ع الكهربا"، ففي حين انقطاع التيار تخلد للنوم وبعد مجيئها تستيقظ؛ لكي تنجز أعمال البيت.
ولم يختلف الحال كثيراً بالنسبة لأم فادي السيد, إذ أنها برمجت هي الأخرى جدول أعمالها وفق مواعيد الكهرباء, فقد أصبحت تستيقظ في أوقات مبكرة من اليوم قبل انقطاع التيار؛ لإنجاز مهامها المنزلية.
وتقول لـ "الرسالة نت": " حياتي أصبحت مرتبطة بالكهرباء بشكل كبير دون مبالغة, فلا أستطيع أداء واجباتي المنزلية من عجين وطبيخ وتنظيف للمنزل", لافتةً إلى أن الأمر أثار تذمر أبنائها الذين أصبحوا يستيقظون مبكراً بسببها.
وتضيف أم فادي أنه وعلى الرغم من وجود مولد للكهرباء في منزلها, إلا أنها لا تستطيع إنجاز وظائفها؛ لأن "الماتور" يعجز عن تحميل أعباء تفوق طاقته من جهة, وبسبب شح الوقود اللازم لتشغيله من جهة أخرى.
وتَعتبر أن وضع الكهرباء بات أفضل من السابق, بعد تحسن الجدول بزيادة ساعتين عن معدلها الأصلي, نتيجة إمداد القطاع بالوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد.
وتأمل أم فادي –التي باتت تعاني بشكل كبير من الأزمة- أن تُحل المشكلة بسرعة قبل أن تصاب بمرضٍ ينغص عليها حياتها؛ وفق قولها.