قائمة الموقع

مخلفات الحرب.. لوحات تعالج معاناة غزة

2012-03-01T12:28:00+02:00

الرسالة نت - أمينة زيارة

في مشهد نادر وقف الفنان التشكيلي محمد أبو ليلة -من قسم الوسائل التعليمية في جامعة الأزهر- أمام طلابه يُعد لوحة فنية ليست من الألوان والريشة أو حتى عيدان الثقاب بل من الرصاص الفارغ وشظايا الصورايخ والمدافع، فقد حاول هذا الفنان أن يحول أدوات الدمار والحرب والقتل إلى حالة فنية إبداعية توجه البوصلة والاهتمام نحو غزة بمبدعيها الذين طوعوا كل الإمكانات لخدمتهم، فرسم خريطة فلسطين بالرصاص، والشمس بشظايا الصواريخ القاتلة.

أدوات الحرب والقتل

ويتحدث الفنان أبو ليلة عن إبداعاته الفنية التي جذبت إليه الأنظار عبر التقرير التلفزيوني الذي صور فنه ليوصل رسالة للعالم بأن الغزي قادر على تحويل الدمار إلى فن، فيقول: "حاولت أن أدخل على الفن التشكيلي أساليب إبداعية جديدة أسوة بالفنانين الذين يستخدمون أعواد الثقاب أو قطع الشوكولاتة أو حتى البسكويت، وأن أطور نفسي في الفن الذي أجد فيه حياتي، فأستغل لذلك أدوات الحرب والقتل والدمار وأطوعها لفني عبر استخدامها في اللوحات الفنية التي أشكلها مع طلابي في الجامعة".

هذه الفكرة التي تنبع إثارتها من غرابتها ولدت من عنوان الحرب السابقة "الرصاص المصبوب" كما يقول أبو ليلة، مضيفا: "استوحيت الفكرة وجعلت اللوحة تتحدث عن المعنى بأن تكون الألوان والأدوات والتشخيص من الرصاص والشظايا لأنها تعيش مع الفلسطينيين بصورة مستمرة".

ويتابع: "جمعت بمساعدة طلابي الرصاص والشظايا ورسمنا بها خريطة فلسطين والشمس المشرقة وسنابل القمح والأسلاك الشائكة، وذلك ينبع من الحالة الفلسطينية التي نعيشها"، معتبرا أن استخدام تلك الأدوات يؤكد "ارتباطهم بأرضهم وهويتهم".

وذكر الفنان أبو ليلة أنه وبعد أن رسم عشرات اللوحات بالألوان الزيتية فكر بتحويل الرصاص الفارغ وشظايا قنابل الموت (الإسرائيلية) إلى لوحات فنية ابداعية تعالج معاناة غزة وفلسطين، "وذلك باستخدام المادة الصمغية اللاصقة المتينة والقوية التي تعمل على تماسك اللوحة وتمتينها".

ويكمل: استخدمنا شيئا موجودا في ظل الحصار ومن السهل الحصول عليه وخاصة أننا فقدنا في إحدى الفترات الألوان والأقلام وأنواع الأصباغ والأوراق، وما أثار استغراب الكثيرين أنه كيف استطعنا استغلال أدوات الحرب والدماء في معنى وطريقة مغايرة لتحويلها إلى حالة فنية لا تخطر على بال أي فنان دولي".

ويتمنى الفنان أبو ليلة أن يجد هذا الإبداع الفني الاهتمام الكبير، "وخاصة أنه مميز في فكرته وغرابة وسائله وأدواته المستخدمة وسهولة الحصول عليها"، معتبرا أن هذا الفن يجب تدوينه وتسجيله ليكون مرجعيا فنيا للفن الفلسطيني المقاوم، "لأنه يحمل رسالة صمود وثبات فلسطيني في مواجهة المحتل".

اخبار ذات صلة