جنين المحتلة- الرسالة نت
كانت منى قعدان، البالغة من العمر 40 عاما، تحلم بملاقاة زوجها المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة عندما أفرج عنها ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط، لكن كل أحلامها أجلت ولم يحصل اللقاء.
منى فلسطينية من بلدة عرابة في قضاء جنين، وسجنت مرات عدة في السجون (الإسرائيلية)، بعد اتهامها بالانتماء الى منظمة الجهاد الإسلامي. وعقدت قرانها مع السجين ابراهيم اغبارية (46 عاما) خلال وجودهما في السجون (الإسرائيلية) عام 2007.
ومن بيتها في بلدة عرابة المحاط بشجر الزيتون والرمان، تخبر منى قصتها لوكالة "فرانس برس" قائلة: "التقيت مع خطيبي ابراهيم مرة واحدة في المحكمة الشرعية في مدينة الناصرة عند عقد قراننا، وتعاهدنا أن نبقى أوفياء وينتظر أحدنا الآخر الى حين تحرره من السجن".
وتضيف منى: "سمعت عنه للمرة الأولى من أخي السجين معه، وسمع عني في الإعلام، لكنني أحببته لكثرة ما تحدث عنه إخوتي. أعجبتني شجاعته وتضحيته من أجل القضية الفلسطينية".
وكانت منى موقوفة منذ مايو/أيار الماضي بتهمة إدارة جمعية "البراء" للأيتام في جنين، التي اعتبرتها (إسرائيل) محظورة، حتى أُفرج عنها في صفقة التبادل في 18 ديسمبر/كانون الأول 2011.
وتمضي قائلة "كنت أعتقد أنه سيخرج من السجن في صفقة التبادل. لقد أمضى مدة 20 عاما"، مضيفة "كنا نحلم بهذا اليوم، لكن خاب أملنا، فهو عربي إسرائيلي، وإطلاق سراحه أمر صعب جدا".
وتؤكد منى أنها ممنوعة من زيارة اغبارية منعا باتا، موضحة أنه "عندما طالب زوجي بحقه في رؤيتي، جلبوا له لائحة اتهام في حقي وبلغوه بأنهم سيعيدونني الى السجن إذا طالب بالزيارة".
وتوضح أن وسيلة التواصل الوحيدة بينهما هي الرسائل، فقد سمحوا له "أن يرسل رسالتين من داخل السجن، وأن يتلقى رسالتين من عندي، وقد وجدت أنه حنون جدا من خلال رسائله".
وكان زوج منى ابراهيم اغبارية قد اعتقل منذ العام 1992 مع شقيقه وقريبه، بعد اتهامه بتنفيذ هجوم على معسكر غلعاد (الإسرائيلي) قرب مجدو، وقتل 3 جنود وجرح نحو 10 والاستيلاء على ذخيرة وأسلحة.
يذكر أن (إسرائيل) أفرجت عن 477 فلسطينيا في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي مقابل الإفراج عن الجندي شاليط، في اتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس نص على إطلاق سراح 1027 أسيرا فلسطينيا من السجون (الإسرائيلية) على مرحلتين.