الرسالة نت- مؤمن الخالدي
باتت غزة محط أنظار العالم بتضحياتها ومعاناة أهلها وصبرهم على نير الاحتلال "الإسرائيلي" وعدوانه, ويتسابق الأحرار في جميع الدول العربية والإسلامية والأوربية على الالتحاق بالقوافل التضامنية التي ستحط رحالها في القطاع متحدية الكثير من العقبات.
وعلى الرغم من خطورة ما تواجهه القوافل في بعض الأحيان من استهداف "اسرائيلي" كما جرى مع "مرمرة التركية" إلا أن المتضامنين يصرون على تقبيل تراب غزة الذي تفوح منه رائحة الدم الفلسطيني الزكي.
"الرسالة نت" التقت بأعضاء قافلة "الوفاء لفلسطين" التي حضرت مؤخراً إلى القطاع في قاعة الاستقبال بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، وحاورت أعضاء القافلة القادمين من 11 دولة أوروبية وعربية.
كلنا غزة
قاعة الإستقبال بمجمع الشفاء الطبي تفتقر للإنارة بالكهرباء جراء الأزمة الخانقة التي يعاني منها القطاع لكن أشعة الشمس في ذلك الصباح الماطر كانت تنشر الضوء في الأرجاء تضامناً مع أهالي غزة في محنتهم.
المتضامن النمساوي (أوليفا) أحد الوافدين إلى غزة يعمل في "اتحاد السلام" قال لـ"الرسالة نت" إنه لم ير في حياته قط إرادة شعب مثل الإرادة الفلسطينية على الرغم من الظلم العالمي الذي يقع على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه يساند القضية الفلسطينية "لأنها عادلة تستحق النضال والتضحية من أجلها".
ولم يخف المتضامن النمساوي استيائه الكبير مما يتعرض له أهالي القطاع من عدوان "إسرائيلي" متسائلاً :" ما ذنب الأطفال العزل الذين تسفك دماؤهم على مرأى ومسمع العالم؟".
وليس بعيد كان يجلس المتضامن الأسباني محمد علي، وينصت لإجابات رفيقه في "رحلة الأحلام", وأصر على الحديث عن تجربته لـ"الرسالة نت" قائلاً: "فلسطين أغلى من كل شيء" مشيراً إلى أنه ألغى الكثير من الإرتباطات في بلاده لزيارة غزة والاطلاع على معاناة الفلسطينيين عن كثب.
وأضاف محمد الذي يعمل في مركز ثقافي إسلامي بإسبانيا: " كلنا غزة، وقضية فلسطين هي قضية حق وعدل"، مؤكداً أن المقاومة التي يمارسها الشعب الفلسطيني ضد "إسرائيل" حق تكفله كافة القوانين والأعراف الدولية.
تواطؤ عالمي
وعلى مقربة من قسم حضانة الأطفال تخيم أجواء من القلق يبديها الأطباء بين الفينة والأخرى للمتضامنين على حياة الخدج الذين يحتضن القسم المئات منهم, بينما تدور عجلة الحياة بداخله بفعل الكهرباء ما يعني أن استمرار إنقطاعها سيكون بمثابة موت محقق للأبرياء.
الهولندية إيمان في العشرينات من العمر تتجول في أرجاء مستشفى الشفاء حاملة معها كاميرا توثق فيها معاناة المرضى داخل المجمع الطبي, استوقفتها "الرسالة نت" عندما تغيرت عبراتها أمام حالة أحد الأطفال المرضى الذي هو بأمس الحاجة لأجهزة طبية حديثة تساعده للبقاء على قيد الحياة, وقال المتضامنة الهولندية: "العلاج حق لكل إنسان هذا الحصار ظالم وجائر ويجب أن ينتهي".
وأكدت إيمان أنها سترسل كل صور المعاناة التي وثقتها إلى أحرار العالم, وخاصة المؤسسات الإنسانية والحقوقية في هولندا لتعرية "إسرائيل" التي تفرض الحصار على النساء والأطفال والشيوخ غير آبه بالموت المحقق الذي قد يلحق بهم في أي لحظة.
وبينما يتجول الوفد التضامني الأوروبي في مستشفى الشفاء إذا بأحد المرضى يطلق صرخة هزت أرجاء المكان, سارعت "الرسالة نت" إلى المريض لتجده أحد مرضى الكلى, فقال وهو يتألم إن جهاز غسيل الكلى الذي يعد شريان الحياة بالنسبة له قد توقف عن العمل بشكل مفاجئ ما أدى لتجلط الدماء في عروق يده, قائلاً : "كنت سأموت, إلى متى سيبقى هذا الحال لا توجد كهرباء وجهاز الغسيل يعمل على المولدات ولكن الوقود نفذ".
غزة هديتي
المتضامن الطفل مصطفى, قال إنه قادم من بلجيكا للوقوف إلى جانب أطفال غزة, وأضاف: " زيارة غزة هي فرصة العمر ويتمناها كل أطفال الجاليات العربية والإسلامية في بروكسيل لأنها المقاومة والعزه".
ولم يستطع مصطفى حبس دموعه عنما رأى بعض الأطفال الذي ينتظرون يرقدون في قسم العناية المركزة بمجمع الشفاء الطبي منذ العدوان على غزة, مشيراً إلى أنه يتمنى الشهادة على أرض القطاع لأن أطفال غزة دفعوا الكثير.