قائد الطوفان قائد الطوفان

تنفيذ مصري بإشراف غربي

الجدار الفولاذي..حتى توقع حماس

غزة- ياسمين ساق الله-الرسالة نت

ازداد الحديث في الفترة الأخيرة عبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية عن تشييد النظام المصري لجدار فولازي بين الحدود المصرية والفلسطينية , فهل بناؤه لمعاقبة حماس وإضعاف دورها أم استجابة لترتيبات أمنية ؟ .

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية أول من تحدث عن أن السلطات المصرية تقيم جدارا فولاذيا على عمق 20 مترا تحت الأرض لمنع التهريب عبر الأنفاق.

محللون سياسيون فلسطينيون أكدوا في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" أن شروع الجانب المصري ببناء الجدار الفولاذي خطوة تجاه تقويض ومعاقبة وإسقاط حكم حركة حماس بالقطاع وعزلها عن المعادلة السياسية الفلسطينية, مشيرين إلى أن قرار بنائه ليس قرارا مصريا بحتا بل بمشاركة أمريكية إسرائيلية.

الوزير السابق في حكومة فياض اللاشرعية د.إبراهيم أبراش بدوره استبعد أن يكون هناك علاقة بين بناء مصر للجدار الفولازي بملف المصالحة الوطنية الفلسطينية, قائلا:" بناؤه ورقة ضغط على حماس ".

فيما خالف المحلل السياسي مصطفى الصواف سابقه الرأي, حيث اعتبر خطوة مصر وراء بناء الجدار الفولاذي رسالة ضغط واضحة لحركة حماس للاستجابة بضرورة التوقيع على الورقة المصرية دون الأخذ بالملاحظات المطروحة", قائلا:" الأولي على الجانب المصري تعطيل هذه الخطوة لو أراد أن يخالف الرغبة الأمريكية".

في حين المحلل السياسي عادل سمارة من رام الله يؤكد أن الهدف من وراء بناء الجانب المصري للجدار الفولازي يكمن وراء إسقاط سلطة غزة نهائيا , قائلا:" الهدف أكبر من مجرد الضغط على حماس للتنازل عن التحفظات التي طرحتها بل من أجل تقويض حماس كليا في غزة وإعدامها قيادة وحكومة ومقاومة ".

يذكر أن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ومتحدثون عن وكالة غوث اللاجئين أكدوا أن السلطات المصرية تلتزم الصمت وراء تلك الخطوة وتترك مهمة الدفاع عن هذه الخطوة غير القانونية وغير الأخلاقية لبعض الصحف المقربة منها .

ترتيب أمني

ويضيف أبراش :" بناء الجدار الفولاذي يدل على أن الوضع في قطاع غزة سيطول لفترة طويلة , لذا يعتبر بناؤه جزء من ترتيب أمني تم التوافق عليه ضمن الاتفاقية التي وقعتها تسفيني ليفني مع الإدارة الأمريكية بعد الحرب على غزة ", مؤكدا على أن خطوة بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية الفلسطينية جزء من اتفاق أمني مصري أمريكي إسرائيلي .

في حين يضيف المحلل الصواف:" بناء الجدار دليل على أن مصر مشاركة في تشديد الحصار على غزة فهي تريد معاقبة حماس التي رفضت التوقيع على الورقة لوجود ملاحظات عليها كما أنها تريد إثارة سكان القطاع ضدها ", مؤكدا أن بناء  الجدار يهدف إلي عدم تمكين الفلسطينيين من حفر الأنفاق التي من خلالها يتم دخول البضائع للقطاع ".

أما المحلل سمارة فيؤكد على أن خطوة بناء الجدار تندرج داخل إطار السياسة الأمريكية الإسرائيلية للقضاء على حماس وتحديد دورها بالمنطقة , مؤكدا على أن تلك الخطوة جاءت لتقويض وتدمير وإخراج حماس من المعادلة السياسة الفلسطينية وليس للحفاظ على الأمن المصري وسيادته .

حجة لا أكثر

ويوضح أبراش على أن قرار بناء الجدار ليس مصريا بحتا بل جزء من ترتيبات أمنية في اطار اتفاقية إسرائيلية أمريكية, قائلا:" بناء الجدار الفولاذي يعد جزءا معلنا من تلك الاتفاقية لكن هناك إجراءات أمنية اتخذت سواء في البحر لمراقبة سواحل القطاع أو بعيدا نحو الحدود الأمنية لغزة ".

ويشير الصواف إلى أن فكرة بناء الجدار الفولاذي جاءت بناء على الخطة الأمريكية التي تم التوافق عليها بين الجانب المصري والرئيس الأمريكي السباق جورج بوش , مضيفا : لكن مصر عطلتها إلى أمل فرض أجندتها على حماس لكن عندما فشلت أرادت تنفيذ الاتفاقية بحجة عدم تهريب الأسلحة إلا أن المراد هو معاقبة حماس على موقفها المنحاز على الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية ".

ويضيف سمارة:" من العار أن يكون لمصر دورا في تشديد  الحصار على غزة ببنائها الجدار الفولاذي فالنظام المصري يهاجم غزة نيابة عن "إسرائيل" ويبدي مبررات دولية لتنفيذه في تلك الفترة ", قائلا:" بناء الجدار الفولاذي ليس من باب المصلحة الفلسطينية المصرية بقدر أنه مصلحة للمشاريع الاسرئيلية الأمريكية وذلك لتقارب المصالح والخطط والمشاريع بينهم ".

وكانت وكالة أسوشيتد برس قد ذكرت أن مشروع بناء الجدار هو واحد من سلسلة تدابير اتخذتها القاهرة بالتعاون مع الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب الأسلحة منذ نهاية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

 

البث المباشر