قائمة الموقع

نتنياهو يقرر مصير شاليط.. إما الصفقة أو عملية عسكرية

2009-12-22T05:10:00+02:00

الرسالة نت-كتب المحرر المسئول

أصبح مصير شاليط بشكل واضح معلق في يد رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو,حتى لو قرر "السبعة "في نهاية المطاف الاستمرار في ممارسة الضغوط على حماس في مسعى لكسب الوقت في التفاوض ورد الكرة لملعب  حماس.

في عام 1997، وبعدما فشل «الموساد»، في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في عمان واعتقل الأردن اثنين من عملائه شاركا في محاولة الاغتيال، أطلق نتنياهو  سراح الشيخ الشهيد احمد ياسين ..لهذا السبب لا تزال عقدة الذنب تلاحق نتنياهو منذ ذلك الوقت وحتى اللحظة .

العقدة تساهم فيما يبدو في اتخاذ قراره اليوم بشان إطلاق سراح نحو الف اسير فلسطيني بينهم قيادات من الوزن الثقيل.

لو خرجت لجنة "السبعة" بقرار ايجابي دون كلمة "ولكن"  سيكون نتنياهو قد منح حماس هديتين ثمينتين خلال فترتي حكمه ..المعطيات الإعلامية  تشير إلى إننا اقرب لهذا القرار .

لكن ماذا لو أعطوا ردا سلبيا بعدما يحسم نتنياهو قراره لصالح الثلاثة المعارضين وهو أمر وارد أيضا.

التوقع المنطقي انه في حال قرر "السبعة " المماطلة وعدم حسم الصفقة فان عليهم تقديم بديل يبرر للجمهور الإسرائيلي التراجع عن حسم الصفقة .

البديل المفترض في مثل هذه الظروف ان تلجأ دولة الاحتلال للخيارات العسكرية كونها توحد الجمهور وتغطي الفشل ما لم تتسبب في فشل اكبر.

هذا الخيار يبقى قائما حتى وان خرج نوعام شاليط والد الجندي الاسير لدى المقاومة عقب لقاءه نتياهو أمس الاثنين ليقول: المداولات حول بلورة صفقة التبادل متقدمة جدا واشد سخونة مما كانت عليه في الماضي - على حد تعبيره ,وأضاف:" انه يتوقع ان تنتهي عملية البلورة عما قريب"

ربما يتم بلورة عملية أخرى .. بدل من اطلاق شاليط في اطار صفقة التبادل ,الخروج بعملية عسكرية خاطفة بناء على المعلومات الاستخبارية المتوفرة تحت عنوان "تحرير شاليط" .

الخطير في إمكانية اللجوء لهذا الخيار ان الاحتلال نجح ومن خلال التسريبات الإعلامية خلال الشهر الأخير تخدير العالم ,بانه لم يعد أمامه سوى الخيار السلمي للصفقة فقط.

 ربما المقاومة تعي أكثر من غيرها انه ما لم  ينطلق قطار تنفيذ الصفقة فان الخيار الأقرب دائما لدى الاحتلال هو الخيار العسكري.

قد يكون هذا جزء من عملية خداع استراتيجي أيضا  ..خداع حتى أكثر المعنيين بالصفقة,  مثل والدة الجندي "أفيفا شاليط" التي استبعدت اتخاذ الحكومة قراراً يرفض استعادة ابنها معتبرة الفرصة السانحة حالياً للإفراج عنه مصيرية .

الآن يحاول فريق السبعة الإيحاء ان المشكلة لم تعد في إطلاق سراح الأسرى من الوزن الثقيل بل في مسالة بقاءهم في الضفة الغربية

وفي هذا السياق أفادت شبكة فوكس الامريكية ان رئيس الوزراء عدل عن التفاهمات بشان اطلاق سراح مقاتلين دون طردهم من الضفة الغربية اذ انه يطالب حاليا بطردهم إما الى قطاع غزة او إلى الخارج .
وقالت مصادر مقربة من رئيس الوزراء ان العملية قد تستمر عدة ايام اخرى.

وحسب اخر المعلومات يؤيد صفقة التبادل الوزراء ايهود براك وايلي يشاي ودان مريدور في حين يعارضها الوزراء افيغدور ليبرمان وموشيه يعالون وبيني بيغين ويشكل رئيس الوزراء نتانياهو لسان الميزان في اي تصويت يجرى حول صفقة التبادل.


ونفى حاغاي هداس المكلف بملف شليط ان يكون قد هدد بالاستقالة من منصبه كما ذكرته شبكة فوكس الأمريكية الإخبارية مساء أمس .

وبهذا تضفي التسريبات الإعلامية من طرف الاحتلال مزيدا من الغموض لكن في اتجاه واحد ..صفقة تبادل

وفي أعقاب اجتماعات المجلس الوزاري الإسرائيلي السُباعي ، رجّح مصدر من حركة (حماس) بأن يكون هناك تحركا على أرض الواقع لإنجاز صفقة التبادل قبل نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أن نقاط الاستعصاء باتت متواضعة، على حد وصفه

وقال المصدر في تعليق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من دمشق "الأرجح أن تتم الصفقة قبل نهاية العام الجاري، لأن نقاط الاستعصاء في الصفقة أصبحت متواضعة، ومساحة الاتفاق مع الإسرائيليين حولها باتت أكبر، والأمر منوط بالإرادة الإسرائيلية الآن" وفق قوله

وأضاف المصدر "وفقاً للمعلومات فإن مسؤول فتح البارز في الضفة الغربية مروان البرغوثي سيبقى داخل الأراضي الفلسطينية بعد إطلاق سراحه، أما الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات فموضوع إخراجه إلى خارج الأراضي الفلسطينية أمر غير مؤكد، وعلى الأغلب أن يخرج خارج الأراضي الفلسطينية من أجل أمنه وسلامته وخوفاً عليه" وفق تعبيره.

وتابع "أما موضوع الأسرى الأربعة من كتائب عز الدين القسام من ذوي الأحكام العالية والذين تطالب الحركة بالإفراج عنهم، فعلى الأرجح وفقاً للمعلومات أن يكون الإسرائيليون قد وافقوا على إطلاق سراحهم".

وكان القيادي في حماس عزت الرشق قد اكد في وقت سابق إن الحركة تنتظر أن ينقل إليها الوسيط الألماني ردَّ حكومة الاحتلال بشأن صفقة تبادل الأسرى خلال الأيام القادمة، مجددًا إصرار "حماس" على أن تشمل الصفقة أمراء المقاومة والمجاهدين الذين يصنِّفهم الاحتلال بالأسرى الخطيرين.

وأضاف الرشق، في كلمة له خلال احتفالٍ بذكرى انطلاق حركة "حماس" في بيروت، الأحد الماضي أن الحركة تسعى إلى إنجاز صفقة مشرِّفة، مشيرًا إلى أن الجندي الصهيوني غلعاد شاليط "لن يرى النور إلا بالاستجابة لمطالبنا بالإفراج عن أسرانا".

على اية حال لم يعد الوقت طويلا حتى نعلم كيف سيحدد نتنياهو مصير شاليط .. وربما مصير المنطقة لأسابيع قادمة.

 

 

 

اخبار ذات صلة