قائمة الموقع

"الربيع العربي".. هل ينقذ قطاع غزة؟!

2012-03-11T18:23:01+02:00

الرسالة نت - لميس الهمص

عاد التصعيد (الإسرائيلي) ليضرب مجددا الساحة الغزية التي شهدت حالة من الهدوء مؤخرا، مستغلا انشغال الشعوب العربية بترتيب أوضاعها الداخلية.. فهل سيمنع "الربيع العربي" الاحتلال من الاستفراد بغزة؟.

محللون رجحوا ألا تقدم حكومة الاحتلال على تصعيد شامل خوفا من رد الفعل العربي، متوقعين أن تستغل (إسرائيل) انشغال العرب بترتيب أوضاعهم الداخلية لشن هجمات "محدودة" ضد الفلسطينيين.

ورأوا أن الوضع في مصر التي تعتبر الأقرب لغزة لم يتغير كثيرا بعد الثورة، "وخاصة أن المجلس العسكري لم يغير من سياسته السابقة"، مؤكدين أن التغيير لن يحدث قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

لم يتغير

حركة حماس دعت من جهتها وعلى لسان القيادي المهندس إسماعيل الأشقر الدول التي شهدت ثورات عربية إلى مساندة المقاومة الفلسطينية بكل الإمكانات من أجل "لجم" التصعيد (الإسرائيلي).

وقال الأشقر: "يجب على الدول المجاورة وبخاصة مصر أن تتخذ موقفا عمليا وجريئا بعيدا عن الشجب والاستنكار المعتاد من أجل لجم العدوان"، محملا الاحتلال (الإسرائيلي) المسؤولية الكاملة عن جرائمه واستباحة دماء قيادات الشعب الفلسطيني.

وأضاف: "من المعيب أن يبقى قطاع غزة محاصرا، وأن يتعرض إلى عدوان (إسرائيلي) ذهب ضحيته خيرة أبناء شعبنا، وأن تقطع عنه الكهرباء والوقود والأدوية في ظل الربيع العربي وفي ظل صمت عربي وإسلامي ومحلي".

وفي هذا السياق ذكر المحلل السياسي يوسف حجازي أن التغيرات في الدول العربية ولاسيما مصر لم تكتمل بعد، "فصاحب القرار هناك المتمثل في المجلس العسكري ما زال يمنع الوقود عن غزة".

وأوضح أن مجلس الشعب المصري بصفته سلطة تشريعية قام بدوره واستنكر الاعتداء.. "على عكس المجلس العسكري"، مشيرا إلى أن التغيير الحقيقي في مصر سيكون بعد استكمال الانتخابات الرئاسية.

ولم يستبعد حجازي أن تستغل (إسرائيل) الفترة الرخوة والانتقالية في مصر خلال الشهرين المقبلين لتوجيه ضربات محدودة لغزة، منوها إلى أن الكيان لا يستطيع التمادي في التصعيد، "لأنه يدرك أن ذلك بات صعبا في ظل التغيير العربي".

وأكد أن الزمن لم يعد في مصلحة الاحتلال، "لأن الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر ستغير مفهوم الأمن القومي المصري والمصالح الاستراتيجية لها.. والتي ستتعدى حدودها"، مبينا أن كيان الاحتلال سيستمر بالشرب بنظام "المفرق" وليس "الجملة"، على حد تعبيره.

ووفق حجازي فإن (إسرائيل) لن تقدم على أي حماقة تهدد مصالحها، موضحا: "(إسرائيل) بات همها بعد التغيرات العربية الدفاع عن وجودها وليس المضي في تطلعاتها ومصالحها؛ فهي مكبلة بحماس في غزة وحزب الله في لبنان.. وبنظام جديد في مصر".

هجمات محدودة

ويعتقد المحلل السياسي مؤمن بسيسو من جانبه أن الاعتبار الأمني هو ما يحدد سلوك الاحتلال، مشيرا إلى أن الكيان لن يستطيع التمادي في التصعيد؛ "فالقضية لن تتجاوز الفعل ورد الفعل".

وطبقا لبسيسو فإن العرب الآن منشغلون بقضاياهم الداخلية، "وهم في مرحلة انتقالية؛ لذلك فإن تفاعلهم مع غيرهم سيبقى محدودا إلا في حال سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى".

وبين أن الجماهير لا تستطيع توظيف تضامنها مع الفلسطينيين بفعل أوضاعها الداخلي، موضحا أن غزة يمكن أن تلمس ثمار التغير العربي في معالجة قضاياها في حال انتخاب رئيس مصري مناصر للقضية الفلسطينية.

عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري د. فريد إسماعيل استنكر بدوره التصعيد ضد غزة، مؤكدا أن الكيان يحاول تسخير الأحداث العربية لخدمته.

وقال في تصريح لـ"الرسالة نت": "الحزب يستهجن بأشد الكلمات ما يجري في القطاع"، داعيا حكومة الاحتلال إلى التراجع فورا عن ضرب المدنيين بغزة.

وفي السياق استنكر الدكتور "محمد جمال حشمت" -وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري وأحد أبز قيادات جماعة الإخوان "المسلمون" بمصر- الغارات (الإسرائيلية)، مؤكدا أن الاعتداء على غزة اعتداء على مصر بأكملها، "ويستوجب رد فعل رسمي يمثل مصر الثورة".

وكان مجلس جامعة الدول العربية -على المستوى الوزاري في دورته العادية 137 المنعقدة بمقر الأمانة العامة بالقاهرة- قد استنكر التصعيد (الإسرائيلي) الخطير على قطاع غزة المحاصر الذي أدى لاستشهاد أكثر من 16 شهيدا وعشرات الجرحى.

وطالب المجلس -في بيان له- المجتمع الدولي بموقف حاسم لردع (إسرائيل) عن استمرارها في مجازرها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني، "والتي تضرب بعرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية وتنتهك حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949".

اخبار ذات صلة