في حوار مع نائب رئيس المكتب السياسي لحماس

أبو مرزوق: التهدئة في غزة هشة ونستبعد حرباً جديدة

الرسالة نت  - لميس الهمص

وصف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق التهدئة مع الكيان (الإسرائيلي) بالهشة، مستبعدا تطور العدوان (الإسرائيلي) ضد قطاع غزة إلى حرب جديدة على غرار حرب الفرقان.

وكشف أبو مرزوق الذي استقر في القاهرة مؤخرا النقاب عن موافقة مصرية لحل أزمة الوقود والكهرباء، "لكن ذلك يحتاج مزيدا من الوقت للتنفيذ".

وشدد على أن حركته تعتبر المصالحة قرارا وتوجها إستراتيجيا، مشيرا إلى حرصهم على الانتهاء من ملف المصالحة سريعا من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة تترك فيها التدافع الداخلي وتتجه بتركيز أكبر نحو الصراع ضد الاحتلال وبرامجه ومشاريعه.

المواقف الحمساوية

وعن التصعيد (الاسرائيلي) أقر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن التهدئة في قطاع غزة هشة، "ولا تكاد تستمر شهورا إلا ويتبعها تصعيد وشهداء وضحايا وخسائر، ولكن في الوقت نفسه من الصعب الذهاب بالقطاع إلى حرب جديدة بعد تلك التي شهدتها غزة نهاية 2008".

وأشار إلى أن حركته لم تتخل -ولن تتخلى- لحظة عن المقاومة التي هي حق لشعبنا، متوقعا أن تتمكن حركته خلال فترة من الزمان من ردع العدو عن مهاجمة غزة.

ونوه إلى أن حماس لم تغير مواقفها، "وما زالت مستمرة في الإعداد والتدريب والتسليح ورفع المستوى القتالي لعناصرها رغم تعرضها لحصار ومؤامرة وحرب لثنيها عن مبادئها والاعتراف بالشروط التعيسة التي وضعتها (الرباعية الدولية)".

ويعتقد أبو مرزوق أن حجم المواجهة في الضفة الغربية المحتلة كبير ومزدوج من السلطة والصهاينة، مشيرا إلى أن حماس لا تقلل من أهمية طريق المقاومة الشعبية، "لأنها لا تسقط حق المقاومة المسلحة بل تصنع بيئتها بالإضافة إلى أنها تعتبر رديفا للانتفاضة ومقدمة لكل عمل مقاوم يشارك فيها الكبير والصغير والغني والفقير والرجل والمرأة والمؤسسات والجمعيات والهيئات".

تطورات المصالحة

وعن ملف المصالحة أوضح نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أن مشكلة المصالحة لا تمكن فيما تم التوقيع عليه، "بل في التطبيق على الأرض".

وقال: "إذا أردنا أن نختصر التوافق الأخير في الدوحة بعبارة واحدة فهي: اختيار أبي مازن رئيسا للوزراء مع التأكيد على كل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، ومنها طبيعة الحكومة ومهامها وأن يكون أعضاؤها من المستقلين أو كفاءات وطنية"، وأضاف: "اتفقنا مع فتح على تشكيل حكومة مؤقتة يلقى على عاتقها خمس مهام منها: الإعمار والانتخابات ووحدة المؤسسات، وبدون برنامج سياسي"، لافتا إلى أنهم لم يتحدثوا عن ماهية الوزراء وأسمائهم، "كما لم يجر تحديد موعد لأي لقاء متعلق بالحديث حول هذا الموضوع".

وذكر أبو مزروق أن لقاءات القاهرة الأخيرة لم تثمر عن شيء، "بل انتهت ببيان تقليدي يصلح لكل الأوقات، وبدون تحديد موعد جديد".

وحول الاتهامات التي وجهت لحركته من فتح بعرقلة المصالحة قال: "هذا ديدن إخواننا في فتح نكاد نجدهم لا يُخطئون أنفسهم ويرون الطرف الآخر هو الملام دائما، وأتمنى لو يعترفون مرة واحدة بأن الصواب لم يحالفهم".

وتمنى أبو مرزوق أن يولي رئيس السلطة محمود عباس الاهتمام بمسار المصالحة بدلا من مسار المفاوضات، "لأن فيه وحدة الشعب، وهو شرط أساسي للانتصار وتحقيق أهداف المواطن الفلسطيني".

وفيما يتعلق بالعقبات التي تواجه عمل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الذي يعتبر مرجعية للفصائل قال: "حتى هذه اللحظة لم يجر الانتهاء من ملف إجراء الانتخابات للمجلس الوطني".

وبين نائب رئيس المكتب السياسي أن المهمة الثانية الملقاة على عاتق الإطار القيادي سياسية، "وهي التي تختلف الفصائل على طبيعتها"، منوها إلى أن المصلحة تقتضي منح الإطار تلك المهمة؛ "لكونها مكسبا للمنظمة وللفصائل في توحيد البرامج والأولويات وبخاصة قضية اللاجئين الفلسطينيون".

أزمة الوقود

وفي معرض رده عما إذا كان وقف إمداد غزة بالوقود المصري ضغطا على حركة حماس لتقديم تنازلات سياسية استبعد أبو مرزوق أن تستغل القاهرة معاناة الغزيين، "وخاصة في قضية الكهرباء"، لافتا إلى أن أزمة السولار في غزة تزامنت مع أخرى في مصر.

وأشار إلى أن المصريين أوضحوا لهم أنهم لا يستطيعون الحديث عن تزويد غزة بالوقود من خلال الأنفاق، "لأن ذلك يجري بعيدا عن الطرق الرسمية".

وأكد أبو مرزوق أن حركته توصلت مع الجانب المصري لحل لأزمة الوقود، "لكن ذلك يحتاج مزيدا من الوقت للتطبيق"، مشيرا إلى أن مصر ستبقى سندا وعونا لأهل غزة، "والمعاناة ستنتهي بأسرع وقت ممكن".

وفي تعقيبه على إقامته في القاهرة وإعادة توزيع خريطة وجود أعضاء المكتب السياسي لحماس في الدول العربية أوضح أن تشتت الشعب الفلسطيني في عدة أقطار يفرض على القيادة عدم الوجود في قطر واحد، "ولاسيما أنهم يمثلون قضية اللاجئين التي هي جوهر معاناة الفلسطينيين".

ووفق أبو مرزوق فإنه أقام في عدد كبير من البلاد العربية التي كان آخرها مصر، مشددا في الوقت عينه على أن الوجود "الحمساوي" ما زال قائما في سوريا.

عربيا وإقليميا

ورغم أن نتائج زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى الأردن ما زالت طي الكتمان فإن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس قال: "الزيارة جاءت بعد سنوات من القطيعة، ونحن نرفض قطيعة أي من أهلنا "العرب والمسلمين"؛ فهم عمقنا وقضيتنا قضيتهم ولا يستطيع أحد أن ينأى بنفسه عن قضية فلسطين"، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق خلال لقاء مشعل مع الملك الأردني الأخير على تنظيم زيارة ثانية، "لكن لم يحدد موعدها بعد".

وبخصوص موقف حماس إذا شنت الولايات المتحدة و(إسرائيل) حربا على إيران فوصف أبو مرزوق تلك التهديدات بـ"الصوتية"، "وجل هدفها ممارسة حرب نفسية على إيران، واستبدال الأولويات في المنطقة لتجاوز القضية الفلسطينية إلى جانب الضغط لتأخير البرنامج النووي".

واستبعد شن حرب على إيران لعدة أسباب، "أبرزها شعور الولايات المتحدة بخطأ إستراتيجي  حين ركزت على المنطقة وتركت الصين والهند في حرية لعقدين".

ويعتقد أيضا أن الكيان لا يستطيع ضرب إيران، "لأن ذلك يفوق قدرته، كما إن غرور المحتل ليس في مكانه؛ فلو استطاع مهاجمة إيران لفعل ذلك".

ومن ضمن المبررات التي يسوقها أبو مرزوق لاستبعاده الحرب على إيران أن نشوبها يخلط الأوراق في المنطقة كلها، مشددا على أن حماس في جميع الأحوال ضد الاحتلال وسياساته والحروب التي يشنها، "بل ضد وجوده والاعتراف به".

وأشاد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس بمواقف إيران في دعم القضية الفلسطينية قائلا: "إيران دولة حليفة وموقفها السياسي متقدم ومؤيد ومساند للقضية الفلسطينية بالإضافة إلى أنها لم تساوم على مواقفها ودفعت الكثير لأجل ذلك"، لافتا إلى أن أول موقف لإيران كان سحب الاعتراف بالكيان.

وأوضح أن الجمهورية الإسلامية تعتبر الدولة الأبرز التي ساندت حركة حماس في كل الجوانب، وقال: "نتفق معها في كثير من الأحيان ونخالفها أحيانا في مواقف وتوجهات سياسية".

 

 

البث المباشر