قائمة الموقع

هل تعتبر خطابات عباس حماس عدوا و"إسرائيل" خصما ؟

2009-12-22T16:12:00+02:00

أبو شرخ: عباس ضحى بشعبه وقضيته من اجل نفسه

المدلل: التفاوض وسحق المقاومة خيار استراتيجي لعباس

الصواف: عباس في خطاباته يحاول دغدغة الشعب الفلسطيني

غزة/مها شهوان

أجمع محللون سياسيون على أن الألفاظ النابية التي يستخدمها عباس في خطاباته السياسية غير دبلوماسية إلا انه من المعهود عليه التلفظ بها في كافة المناسبات،معتبرين أن خطاباته ليس لها أهمية كبيرة لدى الشارع الفلسطيني لأنها باتت نسخة مكررة لا تنم عن الآصال الفلسطينية.

وأكد المحللون بأن عباس لازال يضع كل بيضه في السلة الأمريكية والإسرائيلية ، مطالبينه بالتنحي لصالح من يحافظ على الثوابت والمقاومة الفلسطينية.

المصالح العليا

وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي د.أسعد أبو شرخ أن الرجل الفلسطيني الذي يكون في المركز الأول لابد أن يحترم شعبه ويحل مشاكله وألا يكون جزءا منها، موضحا بأن مسئولية الرئيس هي الأب وليس الابن وان يكون الراعي الأمين على مصالح شعبه ولا يرهن نفسه للخارج و يكون همه المحافظة على المصالح العليا لشعبه وثوابته .

وقال أبو شرخ:"نحن في حالة تحرر وطني يستدعي من الرجل الأول الحفاظ على الثوابت الوطنية،حتى لو اقتضى الأمر أن يضحي بنفسه من اجل هذه القضية كياسر عرفات"،مبينا أن عباس ضحى بشعبه وقضيته من اجل الحفاظ على نفسه .

في حين اعتبر المحلل السياسي د. وليد المدلل أن الألفاظ النابية التي يستخدمها عباس في خطاباته السياسية غير دبلوماسية ولابد أن يبتعد عنها كونه رئيسا يمثل الشعب الفلسطيني،لاسيما وانه تورط في اتهامات كثيرة ضد حركة حماس مما يضعه في خانة مضادة للشعب الفلسطيني وطموحاته،مشيرا إلى أن حديث عباس عن المقاومة وتوظيفها بألفاظ غير لائقة جعله يفتقد شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني.

ووافقه الرأي الصحافي والمحلل السياسي مصطفى الصواف موضحا بأن حركة حماس تمثل العدو بالنسبة لأبومازن باعتبارها تخالفه الرأي والسياسة،بينما "إسرائيل" بات يعتبرها الأخ والصديق والجار.

وحول مدى تأثير خطابات عباس في الشارع الفلسطيني أوضح الصواف بأنها خطاباته ليس لها أهمية كبيرة لدى الشارع الفلسطيني لأنها باتت نسخة مكررة لا تنم عن آصاله فلسطينية ، مؤكدا أن الإجراءات التي يقوم بها مع "إسرائيل" والاعتقالات المستمرة لمقاومي الضفة الغربية جعلت الجانب الفلسطيني ينظر إليه نظرة كراهية.

في حين اعتبر المدلل أن معظم خطابات عباس بسيطة ومحدودة فهو يفتقد للكاريزما التي يتمتع بها القادة الفلسطينيين الآخرين،بالإضافة إلى أن الشعب الفلسطيني ليس في مقدمة خياراته مما دفع الناس لعدم الاهتمام به .

ويضيف المدلل: عباس لم يكن يوما توحيديا بل توتيريا وكان يحرص على موضوع العملية السلمية بكثير من العلاقات الفلسطينية ،وعدم قول الحقيقة كتقرير جولدستون الذي رفضه لحجج واهية أفقدته احترام المواطنين،بالإضافة لملف الفساد الإداري الذي ارتبط به.

بينما أشار د.أبو شرخ إلى أن خطاب عباس له  تأثير على جماعته المستفيدة منه ،بينما الشعب الفلسطيني الذي لديه كرامة وعزه في الداخل والخارج لا يريدونه أن يمثلهم .

التطهير العرقي

وحول التناقضات المتواجدة في خطابات عباس أوضح د.أبو شرخ أن خطاب عباس يعتبر عقبة في سبيل المصالحة الوطنية لأنه موجه لإرضاء الخارج بما فيهم أمريكا و"إسرائيل" ، فهو لا يؤمن بالمقاومة  سواء من قبل حركة فتح أو حماس ويعتبرها عبثية.

وأشار إلى أن عباس يحاول من خلال خطاباته السياسية أن يتلاعب بعواطف الجماهير إلا أن ألاعيبه باتت مكشوفة أمام الجميع فهو لم يخرج سجينا واحدا ولم يرفع الحصار عن غزه ، مشيرا  إلى انه تمت العديد من عمليات الحفر تحت المسجد الأقصى ومورس التطهير العرقي تحت بصره لكنه  لم يحرك ساكنا.

في حين أوضح الصواف بأنه يجب التفريق بين الشعارات التي يطرحها عباس و إستراتيجيته القائمة على الاعتراف بـ "إسرائيل" ، مؤكدا أن لديه الاستعداد لفعل أي شيء فهو صادق مع نفسه وإستراتيجيته لأنه يسير وفق أجندة مرسومة له يطبقها، بالإضافة إلى انه يدخل بعض العبارات في خطاباته لمحاولة دغدغة الشعب الفلسطيني ليحقق مصلحته.

بينما اعتبر د. المدلل التناقضات المتواجدة في خطاب عباس تشير إلى انه رجل يشعر بنوع من العجز وذلك حينما اعتبر خيار السلام خيارا استراتيجيا ،محاولا وضع كل البيض في سلة واحدة ،غير أن الأيام أثبتت له فشل هذا الخيار ،مشيرا إلى انه حينما استدرك الأمر حاول أن يعدل الموقف لكنه لم يستطع لان خيار التفاوض وصل لطريق مسدود بات يهدد مشروع الخيار الوطني.

أداة تنفيذية

وفيما يتعلق بتجاهل عباس لقطاع غزه في خطاباته أكد د.أبو شرخ بان عباس يحقد ويتآمر على قطاع غزة ،مدللا على ذلك ببعض المواقف التي خرجت من عباس ضد القطاع حينما اصدر تعليماته لرياض منصور المراقب الدائم للسلطة لدى الأمم المتحدة حين تقدمت قطر واندونيسيا للأمم المتحدة لرفع الحصار عن غزه أعطى تعليماته لمنصور لسحب القرار ، بالإضافة إلى أن "السي أي اي" تشارك الأجهزة الأمنية في الضفة في قمع المقاومين .

بينما يرى الصواف أن عباس يعتبر قطاع غزة من أكثر المناطق كرها له من قبل الانقسام وكانت زياراته لغزة خاطفة واغلب وقته كان يقضيه في الضفة والخارج،مشيرا إلى أن هذا التعامل مع القطاع ازداد أكثر في مرحلة الانقسام حينما كان يصف غزة بإمارة ظلامية ليس لأنها تحت حكم حماس فقط بل لأنه يكره سكان القطاع ،وكان ذلك جليا من خلال فصله للمئات من الموظفين الذين كانوا تابعين للسلطة الفلسطينية.

وحول ما إذا كان يشعر عباس بالندم لدفعه حركة حماس خوض الانتخابات اوضح بان عباس حينما فرض على الشعب الفلسطيني كان واضحا بأنه أداة تنفيذية لأمريكا و"إسرائيل" فلم يدفع حماس للانتخابات من إرادته.

بينما أكد د.أبو شرخ بأن الانتخابات كانت بداية عباس في إطار المشروع الأمريكي والاعتراف بالرباعية بحيث يدشن الشعب الفلسطيني في الانتخابات بما فيهم حماس .

في حين أوضح د.المدلل أن قرار دخول الحركة الانتخابات كان اكبر من أبو مازن نظرا لوجود توافق غربي إسرائيلي لإدخالها الانتخابات ،مبينا أنهم كانوا متأملين أن يضعوها في قفص السلطة كي لا تستطيع المعارضة غير أن هذا الخيار فشل واستطاعت حماس أن تقول "لا" خلال الفترة الماضية.

 

 

اخبار ذات صلة