قائد الطوفان قائد الطوفان

طبياً وقانونياً

المحرر أبو نعيم: غياب المال يزيد معاناة الأسرى

المحافظة الوسطى-محمد بلّور-الرسالة نت

أكد الأسير المحرر توفيق أبو نعيم أن غياب التمويل اللازم للمحامين من أجل الزيارة والترافع عن الأسرى الفلسطينيين أمام القضاء يزيد معاناتهم. وأوضح أن الأسير بحاجة للرعاية الطبيّة من أطباء خارج السجن من الممكن استدعائهم لكن عدم التكفّل بنفقاتهم يزيد من معاناة الأسرى طبياً.

ودعا أبو نعيم في حوار مع "الرسالة نت" إلى إعطاء الأسير في السجن وزوجته وأبناءه في الخارج مزيد من الاهتمام لأنهم يعانون على كافة الصعد.

بدأ الأسير المحرر توفيق عبد الله أبو نعيم 50 سنة سجنه سنة 1989 حين حكم مؤبد و20 سنة على عمليات مقاومة خاضها سنة 1986.يعد من أبرز قادة الحركة الأسيرة ومسئولي السجون في السنوات الخمسة عشر الماضية وله مواقف كثيرة يشهد بها الأسرى في المواجهة والتفاوض مع مصلحة السجون.

ويتعرض الأسرى في الأسبوعين الأخيرين لهجمة شرسة من قبل مصلحة السجون أدت لإصابة وعزل العشرات منهم وسحب الأجهزة الكهربية في بعض السجون.

ويعتبر أبو نعيم أن تدهور حياة الأسرى بدأ من سنة 2004 وتفاقم حتى وصل سنة 2012 عنوانه سحب إنجازات الأسرى.

وأنشأت مصلحة السجون بعد سنة 2004 عدة سجون منها: "إيشل-هوليكدار-رامون-جلبوع.." لاستيعاب آلاف الأسرى وقيادات المقاومة بينما تغيّرت إدارة مصلحة السجون.

وخاض الأسرى إضرابا سنة 2004م لكنه جاء بنتائج عكسية فزاد سحب الانجازات حتى سنة 2006م وأسر الجندي "الإسرائيلي" جلعاد شاليط وصدر قانون "شاليط" فحرم الأسرى الكثير من حقوقهم.

وقال أبو نعيم إن شروط صفقة "وفاء الأحرار" كان تتحدث عن إعادة منجزات الأسرى المسحوبة بعد عودة شاليط لكنها حتى اليوم لم تعود.

وتوقع ازدياد تدهور الحياة في السجون مضيفا: "أتوقع انفجار السجون إما بانتفاضة عارمة وشهداء أو إضراب طويل ومستمر لن يسمع فيه الأسير وعود السجان لان العدو لا يفهم واقع الأسرى".

وترفض مصلحة السجون منح الأسرى حقهم في التعليم والزيارة والعلاج والطعام بينما تمارس ضدهم التفتيش العاري والعزل والاعتقال الإداري ما ينذر بانفجار وشيك للسجون.

صراع متواصل

وتقوم الحياة في السجن على صراع متواصل بين الأسير والسجان فالأخير لا يمنح الأول أي شيء دون مقابل ما يستدعي التضحية ودفع الثمن لأي منجز.

عن ذلك يضيف أبو نعيم: "لا يوجد شيء مجاني! كل منجز جاء بعد إضراب ومعاناة وقديما كانت معادلة العصا والجزرة لكن بعد تغيير طاقم السجون سنة 2004 أصبحت عصا دون جزرة".

ولفت إلى أن الاحتلال عاد لاستخدام أساليب ملّها الأسرى قديما مثل التفتيش العاري واقتحام وحدة "متسادا" في استراحة الليل.ويتابع: "اقتحام السجون والتفتيش يدخل في دائرة حمراء ملتهبة لأنه يأتي في وقت راحة ونوم الأسير المحدودة بشكل متعمّد".

ويحرم الاحتلال الأسرى من التعليم والزيارة  وكثير من الحقوق, واكد أبو نعيم أن وجود التعليم في حياة الأسير يجعله يقضي جل وقته فيه ويخرج من دائرة التفكير في مواجهة السجان وحرمانه منه يجعله مشحون لمواجهة السجان.

وأشار إلى أن الاحتلال قلل من عدد ساعات الفورة والتعرض للشمس ومنع زيارة الأهل وزيارة أقسام الأسرى لبعضها.

وتابع أبو نعيم: "منع الزيارات اللازمة لتفريغ الشحنات وبقية صور الحرمان كمن يضع كل العبوات في حاوية واحدة ويجلس عليها أكيد ستنفجر!" .

ابتزاز الأسرى

وصلت مصلحة السجون لقناعة أن للأسرى تأثير كبير في القرار السياسي خاصة خلال مفاوضات صفقة شاليط لذا عزلت قادة الأسرى قبل الصفقة بأيام.

عن ذلك يضيف: "أثبت تاريخ صفقات التبادل انه كان للأسرى نصيب الأسد في كل صفقة في الضغط على الاحتلال قبل إبرام الصفقات".

وتعرض المحرر أبو نعيم كأحد قادة الحركة الأسيرة لتجربة شخصية قبيل إبرام صفقة شاليط بأيام فقد جرى عزله في سجن عسقلان للضغط عليه.

وتابع: "عزلوني ثم رحلوني لسجن السبع ولما رفضوا استقبالي عدت لعسقلان وبقيت في الزنازين حتى رحلوني للنقب".

وقبل تحرير أبو نعيم دار حوار مع ضابط الاستخبارات ومدير السجن حول المستقبل والعزل الانفرادي والنشاط العسكري وقد كان الأسرى حينها يخوضون إضراب عن الطعام حتى لحظة تحريرهم .

كانت المقابلة الأخيرة بين أبو نعيم ومصلحة السجون التي اعتاد أن يجادلها مدافعاً عن حقوق الأسرى حيث اشترطوا منه التوقيع على تعهّد بعدم العودة للعمل الوطني والخضوع للمحاسبة إن ثبت عليه أي نشاط.

ويضيف: "بعد رفضي أبلغوني أنهم أسقطوا اسمي من قائمة المحررين وأعادوني لعسقلان وكانت مسرحية للتأثير علينا".

ورفض أبو نعيم ورفض معه كافة قادة الحركة الأسيرة ما اضطر مصلحة السجون لتغيير صيغة التعهد الذي لم يوقع عليه الأسرى أيضاً.

معاناة متصاعدة

وتستهدف مصلحة السجون "الإسرائيلية" بشكل خاص قادة الحركة الأسيرة والهيئة القيادية العليا للأسرى بالعزل والعقاب والحرمان من حقوقهم الإنسانية .

وأقدمت مصلحة السجون في سجن عسقلان على عزل الأسير ناصر أبو حميد وهو من قادة الأسرى في الزنازين الانفرادية.

وتسجن "إسرائيل" أبو حميد و3 من أشقائه وقد تعمّدت توزيعهم على عدة سجون لزيادة معاناة أسرتهم.

كما تشدد من عدوانها على الأسيرين الشقيقين عبد الرحيم وعاكف أبو هولي لأنهم من قادة سجن نفحة ويهددونهم بالعزل والعقاب .

أما الأسير حسن سلامة فيعد من أكثر الأسرى تعرضًا لعدوان السجان وهو يمضي حكما في العزل الانفرادي مؤخرا في سجن عسقلان .

وأوضح أن هناك قائمة من قادة الحركة الأسيرة يقعون تحت دائرة الاستهداف المستمرة على رأسهم الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وإبراهيم حامد وعباس السيّد وجمال أبو الهيجا وأحمد المغربي ومحمد عرمان ومحمود عيسى وآخرين .

تعاطف بحاجة لعمل

وطاف المحرر أبو نعيم برفقة بعض قادة المحررين قبل أسابيع عدة دول شارحاً معاناة الأسرى وزار دولا عربية أبدت تعاطفاً مع قضيتهم على رأسها الجزائر.

وتابع: "تحدثنا هناك كأصحاب تجربة عن تفاصيل الحياة اليومية للأسرى والعزل الانفرادي ضاربين أمثلة" .

ويرى أن تحرير كم كبير من كبار الأسرى كان لهم دور في صراع السجان يزيد من تأثيرهم الآن في المجتمع.

وألمح إلى ضرورة توثيق تاريخ وأحداث الحركة الأسيرة موضحا أنهم كانوا يوثقون ويكتبون لكنهم كانوا كمن "يكتب كتباً ثم يلقيها في الماء" لأن السجان كان يصادر ما يكتبون فيعيدون الكرّة وهكذا .

ويلفت الانتباه لمسألة يعتبرها غاية في الأهمية وهي قضية منسيّة كما يقول وهي معاناة الأسير في الداخل وأهله في الخارج.

ويتابع: "أكثر ما يتمنى الأسير هي الحرية, اما زوجته فتكون أسيرة مثله بأغلال أخرى, فهي وأسرته بحاجة لاهتمام ورعاية تعوضهم غيابه".

ويشدد على أن الجانب القانوني يشكل معضلة حقيقية لضعف الإمكانات المادية فزيارة المحامي لثلاثة أسرى تكلف كل زيارة 800 شيكل وعند رفع قضية تكلف 2000 شيكل.

أما الجانب الطبي فيلفت إلى أن الأسرى بحاجة لأطباء من الخارج يصلون عبر المؤسسات الإنسانية وذلك مسموح لكنه بحاجة للتمويل الغائب.

كما انتقد بعض الجامعات الفلسطينية التي حرمت بعض الأسرى من الحصول على شهادة لمدة تصل لعشرين سنة بعد أن سجنوا ولازال عليهم مساق دراسي واحد! .

وقال إن هناك كثير من الأسرى المحررين بحاجة لعمليات زراعة الأنابيب كي ينجبوا خاصة بعد غيابهم فترة طويلة وتقدمهم وزوجاتهم في العمر.

ويأمل المحرر أبو نعيم أن يحتل الأسرى المحررون مكانة تليق بهم في المجتمع هم وأسرهم بعد مشوار تضحية طويل .

 

 

 

البث المباشر