في ذكرى الحرب

في ذكرى الحرب ..الغزيون لا يزالون ينظرون الى السماء

الرسالة نت - رامي خريس

     تمر ذكرى الحرب الأولى على الغزيين وما زالت أعينهم تنظر إلى السماء تراقب حركة الطيران الإسرائيلي النشطة ، فلا تكاد الطائرات الحربية تغادر سماء القطاع حتى تعاود التحليق مرةً أخرى وبارتفاعات منخفضة كما نفذت طائرات الاحتلال في سماء مدينة خان يونس غارات وهمية ذكرت المواطنين في يوم السبت الدامي الذي كان حدثاً فارقاً في تاريخ الفلسطينيين .

الحرب والحصار

وتعيش غزة ذكرى الحرب, والحصار لا زال مستمراً وهناك مخطط لتشديده بعد بدء أعمال تنفيذ "الجدار الفولاذي" على الجانب المصري من الحدود في محاولة لوقف العمل بالأنفاق وقطع شريان الحياة الذي يمد القطاع بالغذاء والحاجات الأساسية التي يحتاجها المواطنون الذين يتطلعون في هذه الأيام لإتمام صفقة تبادل الأسرى التي سيطلق خلالها سراح عدد من الأسرى الكبار فضلاً عن توقعات بتخفيف الحصار عقب إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط وهو الملف يشهد تذبذباّ في تقدمه وتراجعه ولا يزال الوصول إلى اتفاق حول الصفقة قريباً وبعيداً في آنٍ واحد ، فعندما تتحدث وسائل الإعلام عن اختراق وتقدم في الصفقة تتراجع الحكومة الإسرائيلية ويخرج قادتها بتصريحات تشير إلى صعوبة انجاز عملية التبادل ، والأكثر غرابة في هذا الأمر تلك التصريحات التي تصدر عن كوادر في حركة فتح ومحاولاتهم التقليل من أهمية إتمام علمية التبادل والتشكيك في أهداف حركة حماس ، ومن أكثر التصريحات إثارة في هذا الإطار ما تحدث به جمال نزال حول قبول حركة حماس بإبعاد الأسرى مع أن الاتفاق حول الصفقة لم يتم ، كما أن قادة حماس وفي أكثر من مناسبة عبروا عن رفضهم لإبعاد أياً من الفلسطينيين.

     لكن يبدو أن تصريحات قادة فتح تصب في اتجاه محاربة حماس في كل الأحوال وفي مساعدة حكومة الاحتلال التي همها التقليل من انجازات حماس السياسية والإعلامية بعد إتمام الصفقة ، ويبدو أن المهمة التي يقوم بها بعض قادة فتح وعناصرها هي نفس المهمة التي أوكلت لهم خلال الحرب حيث أشارت مصادر أمنية في حينه أن أعضاء في حركة فتح ساعدوا قوات الاحتلال في جمع معلومات حول مجموعات المقاومة ومواقعها الذي ساعد في توجيه ضربات قاسية للجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام .

صمود

     ومع العدوان الذي تعرض له القطاع قبل عام ومحاولة الاحتلال وآخرين  إيقاع الهزيمة بحماس ودفعها لترك الساحة السياسية أو تقديم تنازلات كبيرة نهضت الحركة من تحت الركام وبدت أقوى واصلب من قبل ،ولاحظ المراقبون حجم الزخم الجماهيري الذي تحظى به الحركة التي احتفلت قبل أيام بذكرى انطلاقتها الثانية والعشرين وسط حشد ضخم من أنصارها ومؤيديها. 

     ومع ذكرى العام الأول لحرب الفرقان لا تزال التهديدات بعدوان آخر مستمر والتخطيط لإزاحة حماس متواصل ، والطائرات لا تغادر سماء القطاع الذي يستعد مواطنوه للاحتمالات كافة . 

     

 

البث المباشر