الضفة الغربية –الرسالة نت
بعد نحو ثلاث سنوات على المشروع الأمني ( الإسرائيلي الأمريكي الفلسطيني) للجنرال كيث دايتون جاءت النتيجة نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع مخيبه لأمال دايتون ومحرجة لمحمود عباس ومستفزة لحكومة الاحتلال .
الخميس الماضي تمكن مقاومون من نصب كمين لمستوطن إسرائيلي (45 عامًا) وفتحوا عليه النار داخل سيارته على أحد الشوارع بالقرب من قرية عناب قرب نابلس شمال الضفة . حيث أصيب بجراح بالغة وحاولت الطواقم الطبية تقديم العلاج الأوَّلي إليه، بيد أن أنه لقي مصرعه على الفور.
العملية تبنتها بالاشتراك مع سرايا القدس شهداء الأقصى الذي عمل عباس وأجهزته منذ ترؤسه فتح على تفكيكها ونجح في ذلك إلى حد بعيد من خلال مشروع إسرائيلي فلسطيني يتضمن إعفاءات او سجن لنشطاء الجناح العسكري بعد تسليمهم أسلحتهم وإقراراهم بعدم العودة للمقاومة, ومن رفض منهم –العرض المغري- تولى جيش الاحتلال تصفيتهم, ضمن شروط التنسيق الأمني.
العملية أثبتت ان دايتون وجيشه الجديد من الفلسطينيين ليس بإمكانهم حماية الإسرائيليين دائما وان كان هذا هو دوره الرئيس .
من بقى من مقاومي شهداء الأقصى -الذين شاركوا في العملية- اثبتوا أنهم ليسوا بضاعة للبيع والشراء ,في حين نسي دايتون وعباس أن النبي موسى عليه السلام كبر وترعرع في بيت فرعون وكانت نهاية فرعون على يده.
في المقابل أعدمت قوات الاحتلال فجر اليوم السبت ثلاثة شبان من حركة فتح وجناحها العسكري شهداء الأقصى بعد ان اقتحمت منازلهم الواقعة في منطقة باب الساحة في البلدة القديمة من نابلس وعرف من الشهداء رائد عبد الجبار السركجي 38 عام وغسان ابو شرخ وهو شقيق الشهيد نايف أبو شرخ قائد كتائب شهداء الأقصى بنابلس .
لم تشفع خارطة الطريق ولا دايتون وخططه الأمنية مع عباس لدى قوات الاحتلال التي صفت الشابين بدم بارد حيث قتلت السركي بإطلاق الرصاص عليه أمام زوجته على الرأس والقلب وقامت بإطلاق النار على الشهيد أبو شرخ خلال عمليه اقتياده خارج المنزل بدم بارد.
التنديدات والاستنكارات الصادرة عن السلطة لن تلغي التنسيق الأمني, ولن توقف مطاردة المقاومين الذين يقفون وراء عملية الخميس الماضي ضد المستوطن اليهودي .
وإذا ثبت أن للشهداء الثلاثة -الذي اعدموا اليوم السبت - علاقة بعملية الخميس الماضي فان ذلك يعني ان ملاحقات أجهزة امن عباس أثمرت وان الاحتلال قطف رؤؤس المقاومين .
في حين يبقى دايتون متشككا من جدوى مشروعة الأمني الذي فشل في تأمين حماية كاملة للمستوطنين, ولم يمنع الاحتلال من اقتحام نابلس ليعدم فتحاويين حصلوا على وعود من عباس بان عهد المطاردة والاغتيالات انتهى, وانه لا عودة مجددا للعنف كما أعلن في تصريحاته الأخيرة