قائمة الموقع

الفاين والشوكولاتة عملة جديدة في غزة

2009-08-19T07:41:00+03:00

 

غزة / مها شهوان

ما أن وطأت إيناس الأرض بقدميها، وهمت بالنزول من سيارة الأجرة حتى بدت عليها علامات الضجر والتأفف من السائق، الذي أعطته اثنين شيكل ليعيد لها نصف شيكل ، وبدلا من ذلك أعطاها علبة أوراق محارم، فهي بحاجة ماسة لنصف الشيكل أكثر من بديله.

تقول إيناس لـ" للرسالة نت": آخذ من والدي صباح كل يوم ثلاثة شواكل، أجرة المواصلات للجامعة، مشيرة إلى أن دخل والدها محدود لا يسمح لها بأن تأخذ أكثر من ذلك، فهو يصرف على أبنائه الأربعة الذين يتعلمون في جامعات القطاع.

وشهد قطاع غزة العديد من التغيرات التي أثرت على جميع مناحي الحياة، لاسيما بعد الحصار الإسرائيلي الذي منع العديد من ضروريات الحياة.

وسبب نقص فئة النصف شيقل أزمة بين السائقين والمواطنين الغزيين، وأخذ السائقون يتفننون في تقديم البدائل للركاب عوضاً عن النصف شيكل الذي أصبح شبه منقرض من القطاع، فمنهم من قدم أوراق المحارم، وآخر شوكولاته وغير ذلك الأساليب للركاب.

يقول أحمد الطالب الجامعي :" أصبحت أملك مصنعاً للمحارم داخل خزانتي، ففي كل مرة أركب تاكسي يعيد لي السائق علبة محارم عوضاً عن النصف شيقل".

وأضاف": في إحدى المرات أعطيت السائق اثنين شيكل عندما نقلني من أمام الجامعة الإسلامية إلى كلية المجتمع، وعند وصولي للكلية تناسى السائق أن يرجع النصف شيقل، وحين طلبت الباقي قال لي :"سامحني لا يوجد فكه ، فما كان مني إلا أن قلت له: سامحني أنت بالنصف شيقل".

أما هبه التي كانت تقف أمام موقف جباليا منتظرة سيارة تقلها إلى مكان عملها تقول:"في أول مرة قدم لي السائق قطعة شوكولاته استغربت كثيراً ، فتساءلت عن ذلك فأجابها السائق أنه ليس بحوزته نصف شيقل"، مشيرة إلى أنها رفضت أخذها  وسامحت السائق بالباقي.

وأشار السائق أبو جميل الذي يعمل بالقرب من موقف الشجاعية  إلى أن أزمة النصف شيقل باتت تثير المشاكل بين السائق والركاب ، فغالبا ما يسأل الراكب قبل أن يستقل سيارته إذا كان معه نصف شيقل أم لا.

أما السائق أبو محمد يعزو فقدان نقص النصف شيقل في القطاع لأن عدد من السائقين يقومون ببيعها لتجار الطناجر الكهربائية لعمل "الفيش النحاسية" ،مضيفا أنهم يبيعون كل70 شيقل مقابل مائة شيقل.

و يشعر مالكو المركبات العمومية والخصوصية, بسعادة أكثر من غيرهم نتيجة الوضع القائم بسبب توافر الوقود المهرب بأثمان زهيدة.

وتبدو العملة البديلة وسيلة مربحة في نظر السائقين، فهم يربحون من بيع كل علبة كبيرة حوالي 2.5 شيكل ونصف.

 

 

ولم يقتصر الأمر على اختفاء فئة النصف شيكل من القطاع رغم تداولها في كثير من المعاملات، فباقي الفئات النقدية الحديدية الأخرى أصبحت شحيحة.

 

سائقو غزة لجأو لتلك العملة البديلة  بعد أن أصيب الركاب بتذمر شديد من تصرفات بعض السائقين الجشعين، الذين اغتنموا تلك الفرصة لزيادة أجرة المواصلات، ما دفع نسبة كبيرة منهم  لتداول تلك البدائل، على الأقل حتى يرضي ركابه، بدلا من أن يغادروا سيارته بصفعة قوية لبابها أو عبارات ساخطة وناقمة عليهم.

 

 

 

اخبار ذات صلة
مقال: الجمر وورق الفاين
2018-04-05T05:38:37+03:00
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00