الرسالة نت – عمر عوض
يمثل "عميد الأسرى" في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رمزاً للصمود والثبات أمام عنجهية السجان، الذي يواصل سياسته العنصرية لتركيع الحركة الأسيرة التي قهرته على مدار عشرات السنين.
ولمكانة العميد الكبيرة، أصبح هدفاً دائماً لإدارة السجون الإسرائيلية، فتلقيه في العزل احياناً، وتعتدي عليه بالضرب المبرح أحياناً أخرى.
وأصبح لقب العميد مؤشراً على سنوات الاعتقال الطويلة التي يقضيها الأسير خلف قضبان الاحتلال.
المحرر في صفقة وفاء الأحرار، عماد أبو ريان، الذي أمضى 21 عاماً في سجون الاحتلال، من حكم 42 عاماً بتهمة طعن جنديين إسرائيليين، رأى أن لقب "عميد الأسرى" وسام شرف يفخر به الجميع، لأنه يجسد صمود وثبات الأسير في السجون، التي تحاول إدارتها تركيعه.
مأساة الاعتقال
وتمنى أبو ريان في حديث لـ"الرسالة نت" أن لا يصل أي أسير الى رتبة عميد في الأسر، مؤكداً حاجة الشعب الفلسطيني لأبنائه ليكونوا عمداء خارج الأسر.
وقال:" يذكرنا اللقب بمأساة الاعتقال"، مبيناً أن الاحتلال لا يفرق بين أسير وعميد، مستشهداً بالمقولة الإسرائيلية "الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت".
ووصف الأسير المحرر، محنة الاعتقال بأنها عنواناً للقهر والظلم الواقع على الأسرى، في سجون يطبق فيها الاحتلال سياسة القتل البطيء بحقهم دون شفقة ورحمة، وقال:"كل تفكير السجان الإسرائيلي هو كيف يؤذي الأسير الفلسطيني".
وكشف أبو ريان، أن السجان يستفز مشاعر الأسرى، بإلقاء المصاحف في دورات المياه.
وأشاد بعلاقة الأسرى بعمدائهم، داخل السجون، القائمة على الوحدة ورصف الصف وتفويت الفرصة على الاحتلال للاستفراد بهم . وقال:"وحدة الأسرى تخفف عنهم مرارة الاعتقال".
وشدد على أن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير الأسرى، وليس المفاوضات، وأضاف:" الأسرى الذين أصابوا وقتلوا يهود لن تخرجهم المفاوضات ".
كسر الإرادة
وفي رده على تهديدات الاحتلال للأسرى المحررين الذين اتهمهم بالعودة للمقاومة، قال:" الأعمار بيد الله وقدر الله نافذ، وواثقون بنصره وتمكينه لنا في مواجهة الاحتلال وتهديداته".
مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، صابر أبو كرش، بين أن اسم "عميد الأسرى" هو لقب استحدثه الأسرى في سجون الاحتلال، موضحاً أنه لقب معنوي.
ولفت إلى انتقال اللقب بين الأسرى، وقال في حديث خاص لـ"الرسالة نت":" بعد الأسير سعيد العتبة انتقل اللقب الى سمير القنطار، وبعد تحرره في صفقة حزب الله، تسلمه الأسير نائل البرغوثي، واستقر على الأسير كريم يونس".
وفيما يتعلق بمحاولات الاحتلال لكسر إرادة عمداء الأسرى، أكد أبو كرش أن الاحتلال يستهدفهم دائماً بعمليات القمع والعزل الانفرادي، لحرمانهم من التواصل مع الأسرى.
القادمون الجدد
وزير الأسرى والمحررين، الدكتور عطا الله أبو السبح، أكد أن عمداء الأسرى يمثلون ركائز الحركة الأسيرة، من خلال ثباتهم وشموخهم، لافتاً إلى أن إدارة السجون تلجأ إليهم لتهدئة الأوضاع داخل السجون، حتى لا تنفجر في وجه السجان الإسرائيلي.
وقال:" إنهم يشدون من أزر إخوانهم الأسرى، سيما القادمون الجدد".
وشدد وزير الأسرى، أن المكانة الكبيرة التي يحتلها العمداء في قلوب الأسرى، جعلتهم مستهدفين بشكل دائم، للتقليل من تأثيرهم على الأسرى، منوهاً إلى أن معظم سنوات اعتقالهم يقضونها في زنازين العزل الانفرادي.
وبين أن الاحتلال يماطل في علاجهم ويتركهم فريسة سهلة للمرض ينهش أجسادهم ليل نهار للتخلص منهم.
وأكد أبو السبح، إصابة أكثر من 1200 عميد وأسير فلسطيني، بأمراض مختلفة في سجون الاحتلال، ويماطل الاحتلال بعلاجهم.
ونوه إلى أن أمراض هشاشة العظام، وسوء التغذية، وفقد الأطراف، والفشل الكلوي، والسرطان، أكثر الأمراض انتشاراً في صفوفهم.
وطالب وزير الأسرى والمحررين، الإعلام الفلسطيني والعربي والدولي بكشف ممارسات الاحتلال العنصرية بحق الأسرى، لفضحه وإجباره على إيقافها.